2024
Adsense
ثقافة وفنون

انكسار الكهرمان

مسقط – العمانية

انكسار الكهرمان كتابٌ يتضمن نصوصًا ادبية قصيرة من الشعر النثري، يضم بين ثناياه ستة وخمسون نصًّا قصيرًا في سبع وثمانين صفحة  تم اصداره عام 2018 من خلال مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والاعلان  للكاتبة والشاعرة منيرة الفكري.

يحمل الكتاب من عنوانه وجعًا مغلفًا بإيحاءات لونه الحزين المعبر عن انكسار الكاتبة واكتفائها من التجارب العاطفية الموجعة في طابع ادبي يكسوه الغموض ويخبئ في جوفه معاني اختلف القراء في تأويلها ليبقى المعنى في قلب الشاعرة رغم تباين التأويل..

وينجلي ذلك من خلال عناوين القصائد التي احتوى عليها الكتاب فنجد هناك قصيدة تحمل ومضة امتنان، وفي المقابل هناك قصيدة اخرى تحمل عنوان رمادا انكرته النار وقصيدة اخرى حملت عنوان معركة النسيان لنجد ما يقابلها بعنوان جزء مفقود من الحكاية .

منيرة الفكري ومن خلال قصائدها الـ56 ارادت ان تجعل القارئ في ميزان الاختيار لمكنونات الحياة فقدت ذهبت الى العاطفة من خلال قصائد  الحب والحزن وذهبت الى مفرحات ومنغصات الحياة من خلال قصائد الامل والعمل وقصائد اليأس والاستسلام وتنوعت الفكرية في محتوى كتابها بين  القصائد النثرية لتصل بعد ذلك الى ذوق المتلقي وعليه تحديد ما يروق له من هذه القصائد .

ولعل الغالب في تسمية الكتاب وربط الانكسار بالكهرمان ما اشارت اليه الكاتبة في ترجمة هذا الانكسار بشكل مختلف حين قدمت رسالتها للقراء بقولها: عزيزي القارئ..

حين تنكسر، تذكر ان الكهرمان حجر ثمين نادر، لا يشع نوره الا بسحق الحجارة التي عاشت آلاف السنين وهي تحاصره (كن كهرمانًا). وهي تعني بذلك توضح الصورة التي يحملها نص “انكسار الكهرمان” والذي ذهبت به الى نهاية النصوص في هذا الاصدار ويكون حاضنا لما سبقته من نصوص حيث انه يعبر عن الانسان الذي يعيش آلاف السنين محاصرًا بالحزن الذي يتطاول من حوله ليخاله هبوب غبار فيقرر ان يبقى شامخًا مشرئبًا عنقه كناقة تسقط عليها البروق تموت بفخر وكبرياء وبقلب متزمل بمسرحية تظهر للمشاهد صورًا كتلك المنعكسة في مرايا الحياة المحدبة، تعيش كالكهرمان الناتج من ترسبات مواد عضوية لآلاف السنين، وحين تسحق الانكسارات ما يغلفه من الصخور يشع بريقًا للحياة ليعود أثمن وأقوى ويبدأ حياة مختلفة بولادة جديدة.

كما اختارت الكاتبة بعض النصوص لتصل مسامع القراء وتترك بعدها رسالة مختصرة للوجع تجدد أملًا منطفئ وتتيح الفرصة لإعادة النظر للنص من زاوية مختلفة، ففي نص “رماد أنكرته النار” الذي يحمل نزعة الانتقام كبركان عاش صامتا واستيقظ ثائرًا لقلب كرماد نسيه الدخان وانكرته النار.. ترك الكاتبة رسالة للقارئ مفادها: عندما تصحو بعد ان تتجرع كأسًا من مر الانكسار، لا تقرر ان تسقي من أهداك ذلك المر  في زجاجة عسل من نفس الكأس (التسامح قوة). وفي نص “تنهيدة غياب” الذي يوحي بانطفاء شمعة العمر في احتراق ذكريات خذلها النسيان، تقول للقارئ: بدلا من ان تلعن الظلام، وتذكر ان النسيان شمعدانًا وان قلبك بتله في رياض تنبض ازهاره بالحياة (لا تنطفئ). أما في نص “كالبحر والريح” فجمعت الكاتبة صور الغربة بين المكان والزمان الذي يختصرها اثرًا على الرمال لتقول للقارئ: جميل ان تبقي لك اثرًا طيبًا أينما حللت ولكن، تأكد بأنه في المكان المناسب؛ ليبقى للأبد (كن طيب الأثر). وأخيرًا تختتم الكاتبة قراءة نصوصها المختارة بنص “أمل فيك يشغلني” الذي يعيد فيها أملًا جديدًا يبدد الانكسارات في سجدات تأخذها لغيوم ملونة بالحلم وقلب نابضاَ باليقين لتقول للقارئ: جرب ان تعيش حلمًا جديدًا مع من تحب (السعادة قرار)

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights