الأثنين:4 نوفمبر 2024م - العدد رقم 2312
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

المدرسة حياة .. تعديل السلوك أولا

د. محمد بن أحمد بن خالد البرواني
استشارات إدارية وتربوية وتعليمية

السّلوك هو حالة التفاعل الحاصل بين الكائن الحي وبيئته وعالمه الخارجي، وفي أغلب الأحيان يَظهر السلوك على هيئةِ استجابات سلوكيّة مكتسبة ومتعلّمة؛ من خلال تعلّم الفرد بالتدريبِ والملاحظة والتّعرض للخبرات المختلفة، ويُعرَّف السلوك كذلك بأنه مجموعة من الاستجابات التي تصدر عن الفرد تجاه المثيرات البيئية المختلفة؛ حيث تُمثّل البيئة جميع المُؤثرات التي تَدعم آلية ظهور السلوك.

والسلوك هو نتاج ما يكتسبه الفرد من خبرات في بيئت، يتأثر به ويؤثر به على الآخرين في شكل استجابات وردات فعل.

وقد تكون لهذه الاستجابات آثار على سلوك الفرد تعمل على التأثير على أنماط تنشئته مما توجهه إلى اقتناء السلوك غير المرغوب فيتأثر به ويؤثر على أقرانه، ولا يشترط أن يستقى هذا السلوك غير المرغوب من الأقران، بل يمكن أن يكون مشاهداً في فيديو أو عبر سلوك حدث أمامه فاستحسنه، ومن هنا فإن الوالدين يعتبران القدوة الحسنة لأبنائهم، ويجب عليهما أن يكونين حذران
في تصرفاتهما أمام أبنائهما من حيث الحركة والكلمة وأداء الفعل.

كم من السلوك غير المرغوب الذي يقوم به فرد واحد يعمل على التأثير في مجموعة كبيرة من الأفراد فلا عجب في ذلك من خلال عملي كمعلم فمدير مدرسة ومشرف للإدارة المدرسية، واجهت العديد من أنماط السلوك غير المرغوب وعملت على حلها أو التقليل منها ومنها ما ساعدت المدارس في إيجاد البرامج التي تعمل على إطفائها وهناك الكثير من الظواهر التي تحدث نتيجة ذلك التأثر.

فلك أن تتصور أن ينشر طالب نقل من مدرسة إلى أخرى مادة الأفضل والتي تستخدم عادة كبديل عن التدخين حيث توضع بين اللثة والأسنان، وهي تسبب الكثير من المشاكل الصحية التي تؤدي إلى إلتهاب اللثة وإصابتها بالسرطان، حيث أن مكونات هذه المادة من مواد حارقة ناهيك عن بيعها بأثمان بخسة تسهل اقتنائها، وليس أسوأ من التقليد الأعمى الذي يسلكه الطفل ليكون سلوكاً تتغير من خلاله فطرته التي فُطِر عليها ويوجهه ذلك السلوك إلى براثن الشرك والضياع والعياذ بالله، فمما اطلعت عليه وساهمت في حله قيام طفل في عمر الثانية عشر من عمره باتباع الفيديوهات التي تسخر الأرواح والتواصل معها، وتسخير وقته في أواخر الليل إلى مشاهدة ذلك وممارسته، واستقطاب مجموعة من أقرانه لفعل ذلك دون إدراك لفعله أو معرفة لما سيصل إليه، وهناك العديد من الظواهر والتي قد يقف وراءها منظمون وفاعلون تعمل على هدم القيم والعقيدة لرغبات شيطانية وأهواء شخصية لمآرب ومطامع متعددة وبأشكال متنوعة تتطلب منا المتابعة الأسرية والمدرسية وملاحظة السلوك الظاهر ومتابعته وإطفائه بطريقة عقلانية تسهل العلاج وتعمل على الوقوف تجاه كل ظاهرة بحلول ابتكارية ناجعة، وإلا فكيف يمكن علاج طالب مميز مجيد بين أقرانه ينشر أفلام الرذيلة. فلك أن تتخيل كم من الأتباع الذين سيؤثر عليهم رغبة في المال ودون إدراك للمتوقع.

إن أفضل علاج لمثل هذه الحالات هو التبصير الشخصي والجماعي للفعل، وبيان مضاره ومخاطره، وتوضيح نواتجه من خلال تمكين الفرد المعرفة اللازمة عن الدور الذي يقوم به، والعمل على مساعدته بالبحث والتقصي، ووضع الحلول التي تمكنه من التخلص من ذلك السلوك ببدائل مختلفة ومتنوعة، ولا يقف الأمر عند ذلك فحسب، بل عليه العمل على توعية زملائه الذي عمل على استمالتهم والتأثير فيهم إلى السلوك الأقوم الذي يكفل لهم السير وفق العقيدة الصحيحة، ويوّفر لهم القدرة على مجابهة التحديات التي تواجههم.

إن التعليم يعمل على توفير هذه الحصانة إذا ما مورس تعليم التفكير وتعلّمه بشكل فعلي وعملي فتتهذب به النفس وتعتاد ويعمل به العقل ويزدان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights