مجمع الابتكار مسقط يعزّز المنظومة الوطنية للابتكار
مسقط – العمانية
تدشن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في منتصف العام الحالي /مبنى الابتكار/ بالقرب من جامعة السلطان قابوس وهو المبنى الرئيسي في مجمع الابتكار مسقط.
يهدف المبنى إلى تطوير البحوث العلمية والتشجيع على الابتكار، بهدف تفعيل الربط بين القطاع الأكاديمي والخاص وبين مختلف شرائح المجتمع المحلي والعالمي، ويسعى إلى توفير بيئة حاضنة ومحفزة للباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال، من خلال تقديم الدعم المناسب وتوفير كافة الاحتياجات التي ستُسهم في المقابل في تنمية القوى البشرية وتزيد دافعيتهم نحو البحث العلمي، ورفع مشاركتهم في استغلال المعارف وتطوير الأفكار والمنتجات القائمة على البحوث العلمية، وتحويلها إلى ناتج محلي قائم على البحث العلمي والابتكار، مما سيؤدي إلى تعزيز جهود الحكومة في التنويع الاقتصادي.
وقال سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار في تصريح لوكالة الأنباء العمانية إن “نسبة الإنجاز في مبنى الابتكار تبلغ 95 بالمائة، وهناك بعض الإجراءات المعنية بتشغيله جار استكمالها ليتم تدشينه في منتصف العام الحالي 2021” ويضم المبنى حاضنات الأعمال للمبتكرين على مساحة تبلغ 4000 متر مربع، والمحطة الواحدة ومجمعا تجاريا مصغرا ومسرحا بالإضافة إلى المديريات والدوائر التابعة للبحث العلمي والابتكار.
وأضاف سعادته أن إضافة إلى “مبنى الابتكار”، يضم مجمع الابتكار مسقط في مرحلته الأولى “مبنى ورش النمذجة” والذي تبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع تقريبا ويشمل مركز صناع عُمان، ومركز التميز لشبكة الجيل الخامس وانترنت الأشياء، ومختبرات ومكاتب، بحيث يستطيع المبتكرون تنفيذ أفكارهم في هذه الورش والخروج بالنماذج الأولية، فيما يضم المبنى الثالث في المجمع ضمن المرحلة الأولى “المركز الاجتماعي” الذي تبلغ مساحته 1800 متر مربع تقريبا، ويقدم الخدمات لهذه المنطقة العلمية التي من بينها مركز اللياقة البدنية وحمام السباحة ومطعما.
ووضح سعادته أن مراكز البحث والتطوير بالمجمع تضم مجموعة من الأراضي المخصصة لإنشاء مراكز للبحث والتطوير والتدريب للشركات المحلية والعالمية المستثمرة بحق الانتفاع، وتبلغ مساحة الأرض الواحدة ما بين 8 آلاف إلى 10 آلاف متر مربع تقريبا حيث إن من بين الشركات التي بدأت في تنفيذ مشاريعها شركتي “أوكيو” و”شلمبرجير” اللتين قامتا بإنشاء معهد عُمان للنفط والغاز وافتتح في عام 2018.
وأشار إلى أن “هناك بعض الجهات التي بدأت في التواصل مع الوزارة لحجز بعض الأراضي لإقامة مراكزها البحثية في المجمع، كما تعمل الوزارة على استقطاب من يطور الأعمال مثل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرهم من الفاعلين في هذا المجال”.
وأكد سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار أن موقع مجمع الابتكار مسقط يعد استراتيجيا ومحفّزا للاستثمار البحثي من خلال قربه من جامعة السلطان قابوس ومن منطقة الرسيل الصناعية ومن حديقة النباتات بواحة المعرفة مسقط ومن الخدمات الحكومية والأساسية مثل المطار والطرق السريعة وغيرها.
وذكر سعادته أنه سيتم تطوير المجمع على مساحة تبلغ 540 ألف متر مربع تقريبا، بحيث تبلغ مساحة المخطط الرئيسي للتطوير الحالي المكون من 3 مراحل، 280 ألف متر مربع، وسيركز المجمع على أربعة تخصصات ترتبط فيما بينها بتقنيات الثورة الصناعية، التي من شأنها تحقيق التقدم الإنمائي المستدام، وتشمل تخصصات الطاقة، والطاقة المتجددة، والمياه والبيئة، والغذاء والتكنولوجيا الحيوية، والصحة، ويربط ما بين هذه القطاعات تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتي تشمل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة من أجل رفع الإنتاجية في هذه القطاعات باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وهناك أربعة معاهد بحوث في المجالات التخصصية الأربعة تلك، إضافة إلى مدرسة عالمية تعنى
بالابتكار وجامع وفندق وناد ترفيهي.
وأكد سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي أن مجمع الابتكار مسقط “يرتكز على ثلاثة محاور تشمل القطاع الخاص والقطاع الأكاديمي والبحثي والقطاع الحكومي وهذا ما يسمى بالتعامل الثلاثي الذي ينشئ المنظومة الوطنية الفاعلة للابتكار، ونسعى إلى أن تعمل تلك المحاور من خلال هذه المناطق العلمية”.
وحول جهود القطاع الخاص لدعم وتعزيز قطاعات البحث والابتكار قال سعادته ” نعول بشكل كبير حتى في “رؤية عمان 2040″ على أن يسهم هذا القطاع بتمويل البحث العلمي بما يسهم في تنمية القطاع الصناعي في هذا الجانب، ولذلك بعض الشركات استوطنت في مجمع ابتكار مسقط، وهناك شركات أخرى ستستوطن قريبا في المجمع وسنعمل على جذب الشركات الصغيرة والمتوسطة والجهات الداعمة لريادة الأعمال في المجمع لتستطيع أن تصنع المنظومة من رواد الاعمال”.
وأشار سعادته إلى وجود صناع عُمان كمراكز للنمذجة والمدربين الذين يقومون بالتدريب على ريادة الأعمال في المجمع، وبالقرب من جامعة السلطان قابوس التي تضم مختبرات وأجهزة علمية، وسيعمل كل ذلك على إيجاد الحراك العلمي والبحثي والابتكاري على المستوى الوطني.
وتطرق سعادته في تصريحه لوكالة الانباء العمانية إلى ما اقترحته الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير 2040 بتخصيص نسبة معينة من الناتج المحلي لأنشطة البحث العلمي والتطوير تبدأ بـ /5ر0/ بالمائة في عام 2021م وترتفع تدريجيا حتى تصل 2 بالمائة بحلول عام 2040م.
وأشاد سعادته بما تبذله جامعة السلطان قابوس في مجال البحوث وتعزيز الجهود في مجال الابتكار وقال في تصريحه إن “الجامعة تحتوي على العدد الأكبر من الباحثين على المستوى الوطني وفيها برامج الدكتوراه والماجستير التي تعتبر عمادا للبحث العلمي، ولها النصيب الأكبر من المقترحات البحثية التي تفوز بالتمويل من قطاع البحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهناك الكثير من البرامج والتعاون بين الوزارة والجامعة المتمثلة بالشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم ومنصة شعاع التي تحتوي على الكثير من المقتنيات العلمية ورسائل الدكتوراه والماجستير.
ووضح أن الوزارة دشنت أول كرسي بحثي في تقنية النانو التكنولوجي مع الجامعة واستمر تمويله لمدة خمس سنوات، بعدها تحول إلى مركز متخصص في تقنية النانو، ويعد من المراكز الكبيرة في الجامعة وعلى المستوى الوطني، ولديه الكثير من المختبرات ويقدم الاستشارات والدراسات، ناهيك عن طلاب الدراسات العليا الذين يتبناهم هذا المركز”.
وقال سعادته إن الوزارة تعول كثيرا على جامعة السلطان قابوس من حيث إنها الذراع البحثي الأكبر على المستوى الوطني وهي “بيت خبرة” كما أطلق عليها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه -، وستظل الجامعة نموذجا في ذلك، وسيعزز التعاون معها الجهود المبذولة في مجال الابتكار”.
وتطرق سعادته في ختام تصريحه إلى موضوع الكراسي البحثية التي تعمل على دعم انتاج المعرفة الموجهة لتلبية متطلبات القطاع الصناعي مع مراعاة التكامل التخصصي والبناء على النجاحات والإنجازات السابقة، وقال إنه قد “تم إنشاء الكرسي الثاني في جامعة نزوى، وكان متخصصا في علوم المواد، حيث اسست فيه مختبرات كثيرة في ذلك المجال تعمل في جامعة نزوى، إضافة إلى كرسي تقنية النانو في تحلية المياه في جامعة السلطان قابوس.