مقالات صحفيةمن عُمان

الملحمة العمانية الكبرى معركة قلعة اليسوع الحصينة في ممباسا عام ١٦٩٨م

أحمد بن علي المقبالي

📌 الجزء الثاني

– بعد أن توفرت جميع الظروف المواتية للقيام بشنّ هجومٍ نهائيّ وحاسم قرر العمانيون البدء بتحرير القلعة من البرتغاليين.

– في الساعة السابعة صباح يوم السبت الموافق ١٣ ديسمبر عام ١٦٩٨م أعطى قائد القوات العمانية سعداد بن سعد البلوشي أوامره بالهجوم على القلعة بكل قوة.

– هلّل الجيش العماني بصوتٍ واحدٍ (( الله أكبر )) وانطلقوا إلى أسوار القلعة تحت غطاء قصفٍ كثيفٍ من مدفعية سُفن الأسطول العماني.

– حصل إرباكٌ شديد جداً في داخل القلعة نتيجة الهجوم الصاعق والمفاجئ الذي قامت به القوات العمانية مما أدى إلى استسلام أعدادٍ كبيرة من المقاتلين البرتغاليين وإفصاحهم عن معلوماتٍ مهمة للجيش العماني مقابل منحهم العفو.

– استطاع الجنود العمانيون تسلّق أسوار القلعة والقضاء على البرتغاليين المتحصنين هناك.

– قُتل قائد القلعة البرتغالي أثناء الاشتباكات بطلقةٍ في رأسه.

– اقتحم المقاتلون العمانيون جميع المواقع داخل القلعة وأغروا المدافعين بالعفو عنهم مقابل إمدادهم بالمعلومات.

– استطاع العمانيون الاستيلاء على الحصن بشكل كامل واحكموا قبضتهم عليه وتم الاستيلاء على ما في القلعة من غنائم.

– تمّ أسر ثمانية برتغاليين وثلاثة هنود وامرأتين داخل القلعة وأخِذوا إلى مسقط.

– وصلت حملة امداداتٍ برتغالية إلى ممباسا في ١٨ ديسمبر عام ١٦٩٨م فرأى البرتغاليون الراية العمانية ترفرف على أسوار القلعة فرجعوا من حيث أتوا خوفاً من المواجهة مع الأسطول العماني.

– سقطت القلعة البرتغالية الحصينة في يد الجيش العماني وسيطروا عليها سيطرةً تامة في ١٤ ديسمبر عام ١٦٩٨م بعد حصارٍ استمرّ ((ثلاثة وثلاثين شهراً)) أي منذ ١٥ مارس عام ١٦٩٦م وحتى ١٤ ديسمبر عام ١٦٩٨م.

– أصدر الإمام أوامره بتعيين ناصر بن عبد الله المزروعي والياً على ممباسا.

– أصدر الإمام سلطان أوامره أيضاً بتعيين القائد سعداد بن سعد البلوشي قائداً للحصن والحامية العمانية في ممباسا.

– أرسل الإمام عدداً من قطع الأسطول العماني لإعادة السيطرة على زنجبار وإلقاء القبض على ملكتها فاطمة التي تعاونت مع البرتغاليين خلال الحصار العماني لقلعة ممباسا وأمدتهم بالمؤن، وقد استطاع الأسطول العماني تنفيذ المهمة وتم أسر الملكة وحُملت إلى مسقط.

– ظلّت الملكة فاطمة في الأسر مدة ١٢ سنة بمسقط حتى استجاب الإمام لرجاء ابنها الأمير حسن بن عبدالله حاكم زنجبار في ظلّ السيادة العمانية حيث تم الإفراج عنها في عام ١٧١٠م وعاشت في زنجبار إلى أن توفيت في أواخر عام ١٧٢٧م.

– بسقوط قلعة يسوع في يد القوات العمانية وتحولها إلى قاعدة عمانية متقدمة واصل العمانيون تحرير باقي المدن الإفريقية مثل: –

– بمبا
– باتا
– كيلوا
– مقديشو
وغيرها من المدن.

– في عام ١٦٩٩م حاول البرتغاليون استعادة ممباسا بتسيير حملةٍ مكونة من خمس سفن وانطلقت من لشبونة مباشرةً وحتى موزمبيق وأخبرهم الحاكم هناك بما حدث.

– انطلق الأسطول البرتغالي من موزمبيق إلى جوا بدون القيام بأي محاولة لاستعادة القلعة ولا يوجد سبب غير خوفهم الشديد من الأسطول العماني القوي جداً والكبير أيضاً.

– في عام ١٧٠٧م ظهرت السفن البرتغالية أمام شواطئ ممباسا وتصدّت لها قطع الأسطول العماني فلاذت بالفرار.

– وتكررت محاولتهم في عام ١٧١٠م ولكن سفن الأسطول العماني كانت لهم بالمرصاد.

وبهذا يكون الساحل الأفريقي تحت السيادة العمانية الكاملة من مقديشو إلى رأس دلجادو ولم تجدي كل المحاولات البرتغالية نفعاً في التأثير على القوات والحاميات العمانية هناك.

تعتبر معركة إسقاط قلعة اليسوع هي المعركة الكبرى التي خاضها العمانيون ضد البرتغاليين في ساحل شرق أفريقيا وذلك لسببين رئيسيين وهما: –

١- المدة الطويلة التي أخذتها هذه المعركة والتي استمرت ٣٣ شهراً بالإضافة إلى ما بُذل من مالٍ ورجال وعدةٍ وعتاد من أجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي المهم.

٢- سقوط قلعة اليسوع في يد العمانيين أدى إلى إحكام الأسطول العماني سيطرةً مُحكمة على الساحل الأفريقي ومدنه.

هكذا وبفضل ما بذله العمانيون من تضحيات وجهود جبارة لمقاومة البرتغاليين في ساحل أفريقيا وخاصةً معركة قلعة اليسوع لم تقم للبرتغاليين قائمةً بعد ذلك وزالت تأثيرات وجودهم في المنطقة وأصبحت البحرية العمانية هي سيدة المحيط من الخليج العربي وحتى الساحل الهندي والساحل الفارسي وصولاً إلى رأس دلجادو في شرق أفريقيا.

المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م ))

المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights