“قيظ صقيعي”.. جديد أمين الزاوي روائياً
الجزائر – العمانية
صدر للروائي أمين الزاوي عملٌ سرديٌّ جديد، باللُّغة الفرنسية، بعنوان “قيظ صقيعي”، يعيدنا إلى جزائر الخمسينات، حيث يتحدث عن تعايش الديانات خلال تلك الفترة التي عاشتها الجزائر تحت نير الاستعمار الفرنسي .
ويعتمد الزاوي في هذه الرواية الصدارة عن دار داليمان للنشر والتوزيع، على تقنية تقطيع المشاهد (التقطيع السينماتوغرافي)، وهو الأسلوب نفسه الذي اعتمده في روايته
السابقة “طفل البيضة” (2017)، من أجل اختزال الرواية،والاقتصاد في اللُّغة.
وتحكي الرواية قصة ثلاث شخصيات مختلفة ثقافيّاً ودينيّاً، لكنّهم يجدون أنفسهم مرتبطين بإنسانيتهم في ثكنة في وهران، وكلُّ واحد من هؤلاء يأخذ القارئ في سراديب روحه ونفسه الخفية، ليجد المتلقّي نفسه أمام ثلاث شرائح من الحياة، وثلاثة أصوات، يقودهم طريقهم نحو المصير نفسه، وهو الكفاح من أجل الجزائر المستقلة. وتقوم كلُّ شخصية بسرد قصّتها، حيث يهبط بنا البطل الأول في قرية منسية تُسمّى “حب الملوك”، وهو يرى أنّ حياته انقلبت رأساً على عقب مع وصول رجل برتغالي وزوجته. ويعتقد هذا الشاب المتحفظ أن لديه “ذيل حمار”، وهو يفتقر إلى الثقة ولديه بشكل خاص “وجع الروح”.
أمّا البطل الثاني، الذي ينحدر من مدينة ليزيو (نورماندي)، فيقود بحثاً داخليّاً، وهو معرفة هذا الأب “رجل الشمس” الذي لم يره من قبل؛ أبٌ من الجزائر، انتهى به الأمر بركوب القطار دون أن يقول وداعاً. وفي اعتراف حميم، يحدث نفسه: “أنا أخبر أفولاي، لكنّي في الواقع أقول لنفسي. أخشى أن أفقد ظلي تحت هذه الشمس القوية والمغرية! إخبار نفسك بمعرفة من أين أتيت. معرفة كيفية قياس ظلك”. ويقوم البطل الثالث بالاعتراف لرفاقه، فقد ترك المدرسة من أجل الالتحاق بالجيش.
ويعرض الزاوي على قارئه، هذه القصص المترابطة والمذهلة في رحلة هذه الشخصيات، على الرغم من اختلافاتهم، فهم في شركة؛ يتشاركون الأحزان والأفراح؛ المشي في وهران، والمقاهي، والتطلُّعات، وعلاوة على ذلك، تحتلُّ المرأة مكانة راجحة في هذه الرواية؛ فهي الأم، والأخت، والجدة، والخالة، والعاشقة، وهي مواطنة قبل كلّ شيء، والدعامة الأساسيّة لهؤلاء الرجال.