جيلالي دمدي.. تجربة فريدة في النحت لصناعة مجسّمات السيارات القديمة
الجزائر – العمانية
يقوم النحّاتُ الجزائري جيلالي دمدي، بإنجاز تحف فنيّة
مصغّرة من الخشب في بيته ببلدية أولاد فايت بالجزائر العاصمة، حيث يقضي جلّ أوقاته
في تصميم أعماله الخشبية.
ويقول هذا النحّات لوكالة الأنباء العمانية :إنّ شغفه بفن النحت على الخشب، دفعه إلى
قضاء ساعات طويلة في تقطيع الأخشاب التي يختارُها بعناية، وعادة ما تكون الأخشاب
من أجود الأنواع، قبل أن يشرع في تجسيد الأفكار التي تخطرُ بباله، لتتحوّل بين أنامله
إلى تحف تصلحُ للزينة داخل البيوت، أو حتى للعرض في المحلات التجارية أو المتاحف.
ويكشف جيلالي أنّ اهتمامه بهذا الفنّ لم يكن جرّاء تدريب تلقّاه في معاهد أو مدارس
الفنون الجميلة، وإنّما كان على سبيل الهواية، إذ اكتشف، قبل سنوات، ميولاً لنحت بعض
الأشياء، ثم تطوّر به الأمر إلى إتقان فن النحت، وصارت لديه رغبة جامحة في صناعة
مجسّمات تُحاكي السيارات القديمة، وكذا بعض الأسلحة القديمة، كمدافع البارود
والمسدسات، علاوة على بعض الأشياء التي تصلُح للزينة، كالعربات التي استُعملت في
النقل قبل قرون.
ويوضح هذا الفنانُ بأنّه يلجأ في بعض الأحيان، إلى بيع عدد من الأعمال، ليتمكّن من
صنع أعمال أخرى، من خلال المال الذي يجنيه، كما أنّه لا يتردّدُ في صناعة مجسّمات
تحت الطلب، في حال وجود زبائن يرغبون في الحصول على أشياء بعينها.
وعن مشاركاته في المعارض، يؤكد جيلالي أنّه تلقّى الكثير من الدعوات، لكنّ الواقع
الذي فرضه وباء كورونا جعله يُحجم عن قبول المشاركة فيها.
ويؤكد هذا النحّات أنه لم يتأثر في أعماله بفنان معيّن، وأنّ أعماله كلّها تقف، بالنسبة إليه،
على قدم المساواة، فهو لا يستطيع التفريق بين عمل وآخر، لأنّ لكلّ منحوتة سرُّها
وجاذبيتُها بحسب تعبيره.
ومع أنّ أعماله غير معروضة في المتاحف، ولم تخرج إلى الجمهور الواسع، إلا أنّ
منحوتاته تلقى رواجاً لدى الكثير من الناس الذين يُتابعون أعماله على الإنترنت، وقد
تلقّى، في هذا الشأن، الكثير من المراسلات الإلكترونية والمكالمات الهاتفية، التي تحثُّه
على المزيد من الإبداع في هذا المجال.
ومن الأمنيات التي يرجو هذا النحّاتُ تحقيقها، أن تتوفّر لديه ورشة عمل يتمكّن من
خلالها تعليم الشباب الراغبين في إتقان فن النحت، خاصة وأنّ هناك العديد من الفنانين في
الجزائر يمارسون هذا الفن.