الممارسات الصفية للمعلمين
أحمد بن موسى البلوشي
على الرغم من تعدد العوامل التي يعزى لها نجاح العملية التعليمية التعلمية كالمنهاج، والوسائل والتسهيلات المختلفة، والبيئة المحيطة بالطلبة، وغيرها إلا أن الممارسات التدريسية الفعلية داخل غرفة الصف والتي يقوم بها المعلم هي التي تحدد مدى نجاح تحقيق الأهداف التدريسية، ومن هذا المنطلق أصبح المحك الأساسي في إعداد المعلم يستند إلى قدرته على تحقيق الأهداف التربوية بجوانبها وأبعادها المختلفة، لذلك يترتب على المعلم أن يتمتع بالكفاءة والقدرة على فهم المحتوى، والمهارات العلمية المصاحبة، وأن يكون ملماً بفهم العلاقات بين محتوى المادة التي يدرسها والأهداف، والاستراتيجيات المتنوعة للتعليم والتعلم.
وإذا كانت عملية التعلم تحدث نتيجة التفاعل بين مدخلات بيئة التعلم بما تحتويه من محتوى المنهج والممارسات الصفية، ومعلم، ووسائل، وأنشطة من ناحية، وبين استعدادات الطلبة، وقدراتهم العقلية، وسماتهم الشخصية من ناحية أخرى، فإنّ استخدام ممارسات صفية معينة لا تعني بالضرورة أنّها مناسبة لجميع الطلبة، فقد تكون مناسبة للبعض منهم، وغير مناسبة للآخر؛ ولهذا فإنه من الضروري محاولة المطابقة بقدر الإمكان بين استعدادات الطلبة والممارسات الصفية، الأمر الذي يعطي لهذا المفهوم التفاعل بين الاستعدادات والممارسات جانبا مهماً يجب أخذه بعين الاعتبار في عمليتي التعليم والتعلم، فالاهتمام بالممارسات الصفية المستخدمة في التدريس دون مراعاة استعدادات الطلبة، أو الاهتمام بخصائص الطلبة الدماغية والنفسية والشخصية دون مراعاة الممارسات الصفية يؤدي في النهاية إلى قصور واضح في عملية التعليم والتعلم.
إنّ نجاح التدريس في أي مادة يتوقف بشكل رئيس على المعلم المعد لذلك إعداداً جيداً والقادر على تنظيم الخبرات التعليمية والنشاطات العلمية، وتتوافر لديه الممارسات التدريسية والمعرفية والأدائية التي تمكنه من ممارسة التدريس بكفاءة.
والتدريس شأنه شأن أي مهنة يحتاج إلى ممارسات ومهارات ينبغي توافرها عند القيام بها حتى يستطيع أدائها بكفاءة ويسر، أما افتقار المعلم لهذه الممارسات والمهارات يؤدي إلى نوع من التخبط في عملية التدريس، ثم لا يؤدي الهدف المرجو منه في إعداد الطلبة الإعداد الصحيح.
وتتضمن الممارسات التدريسية ثلاث عمليات رئيسية هي التخطيط، والتنفيذ، والتقويم، ويتطلب إنجاز كل عملية منها أن يجيد المعلم الممارسات التدريسية الفرعية الأخرى المرتبطة بها ومنها على سبيل المثال: صياغة الأهداف، وتحليل المحتوى، وطرح الأسئلة، وإعداد الاختبارات.
لقد اختلفت النظرة إلى التدريس عمّا كانت عليه في الماضي، ولم تعد الممارسات الصفية الفعلية للمعلم مقتصرة على نقل المعرفة العلمية من المقررات المدرسية إلى ذهن الطلبة، بل توظيف المعرفة العلمية في مختلف المواقف الحياتية المتجددة التي يعيشها الطلبة.