مَرّ عامٌ ثقيل
نصراء بنت محمد الغماري
ثقيلٌ عامنا الماضي.. عرفنا فيه معنى الفَرْق
ثقيلٌ كلّ ما عشناه تفصيلاً بلمح البرق
عرفنا فيه دمع الحزن والفقدان مُذ طلعتْ
علينا شمس كورونا وبالإزميل زاد الطَّرْق
صَبَرنا وانذهلنا وافترقنا.. في ملامحنا
بدا من يأسنا أنّا تمادتْ فينا روح الشرق
ولكنّا على رغم الذي قد كان ملتبساً
تماسكنا زرعنا بذرة الآمال رغم الغَرْق
وجدنا في تضامننا من الإيمان مرجعنا
وسِرنا في دروب الحلم نحيا إذ رَتَقنا الخَرْق
وأكبر من فقدنا كان والدنا الذي أحيا
بلاداً من ظلامٍ دامسٍ ما بين كل الخَلْق
عُمان النور والتاريخ من كفّيه بان لها
حضورٌ سامقٌ ينساب حتى يستفيق العُمق
رحيلٌ مؤلمٌ صعبٌ كبيرٌ خانقٌ يطغى
قلوبٌ أقفرت بعد اخضرارٍ منه مثل العشق
ولكنّا بإيمانٍ عميقٍ راسخٍ قلنا
لجنات النعيم امضِ.. فهذا ما يريد الحق
وهذا الشعب راضٍ والدي قابوس في ثقةٍ
وعَدْتَ وَفَيْتَ عُمراً كاملاً ما بعد هذا عَق
ألا يا أيها العام الذي قد مرّ في ضنكٍ
خرجنا منك أقوى.. حينا أبقى بنور الدَّفْق
أيا عشرين عشرين ابتعد عنا، فقد عاثت
لياليك الأسى فينا، وهذا الحلم يبغي العِتْق
لعل العام، هذا المقبل الآتي، له معنا
حكاياتٍ لها أحلامنا ترقى بروح الفَرْق