تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

لا يهم من أنا؟ المهم أين وكيف أنا؟!!.

علي بن مبارك اليعربي

في كثير من الأحيان يضع الإنسان أمامه حواجز وعوائق جسدها بأفكاره ومعتقداته وتصورات خاطئة ليس لها علاقة البتة بتشكيل الفرد وصنع نجاحاته في الحياة كما يظن البعض- للأسف-. لأن الإنسان صانع نفسه (شخصيته) حسب ما تقول به الفلسفة الوجودية، بأن الإنسان يوجد أولاً، ثم تكون ماهيته بعد ذلك ويبني مشروعه الحر الذي يكون وجوده، وبذلك يكون هو من اختار ماهيته وهذا ما يميزه عن بقية الكائنات..، حسب فلسفة الوجود يسبق الماهية للفيلسوف جان بول سارتر؛ وعلى ذلك فالإنسان يصنع وجوده ومستقبله بيده تبعاً للأفعال التي يؤديها في حياته. فالنصوص القرآنية تدل على أن الإنسان يختار فعله بنفسه كما جاء في قوله سبحانه وتعالى في الإنسان: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ ويقول: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ ويقول تعالى: ﴿ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ﴾ ويقول تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ﴾، فالعمل صادر عن العبد وإنما خلق ذلك العمل من الله سبحانه. أي أن الإنسان فعله مخلوق لله سبحانه وتعالى ومكتسب من قبل العبد فتتعلق بالفعل قدرتان وإرادتان:
قدرة الله تعالى الخالقة وإرادته الخالقة.
وقدرة العبد المكتسبة وإرادته المكتسبة.
هذا ما أورده الشيخ الجليل أحمد بن حمد الخليلي في شرح غاية المراد في نظم الاعتقاد.
وبهذا القول فإن الفرد يعيش من الطبيعة المشكلة ومع كل نشاط مشكل يحدد كل منا ذاته ويحقق إنسانيته ويكسب فكره ووعيه من خلال ما يقوم به من عمل وليس مما ورثه من آبائه وأجداده. ولا يعتمد على قوته الجسمانية بقدر اعتماده على قدرته العقلية والانفعالية.
خلاصة القول إن الإنسان إذا أراد أن يصنع لنفسه قيمة فعليه ألا يسأل نفسه من أنا؟؛ لأن هذا سيعيده أميالاً للخلف أو يوقفه للأبد كما هو. وإذا أراد أن يصبح قيمة مضافة للزمان والمكان الذي هو فيه فما عليه إلا النظر إلى المكان الذي صار فيه، ثم إنه إذا أراد التجديد والوصول للأفضل عليه أن يوجه لنفسه سؤالاً يحدد فيها قدرته الآنية فيقول كيف أنا؟، حتى تظل خطاه ثابتة رصينة ومدروسة. فكما قال الإمام الشافعي رحمه الله؛
كُن ابن من شئت واكتسب أدبًا.. يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ!
فليس يُغني الحسيب نسبتهُ.. بلا لسانٍ لهُ ولا أدبِ!
إن الفتى من يقول ها أنذا.. ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي!

لهذا أقول لك عزيزي القارئ كن مع من يقول: لا يهم من أنا؟ المهم أين ؟ وكيف أنا؟!!.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights