ساعة الصفر الذهبي

خميس البلوشي

ساعة الصفر مصطلح ألماني: وهو مصطلح يشير إلى منتصف الليل، حيث بدايته كانت علامة على نهاية الحرب العالمية الثانية وغيرها من الأحداث التي كانت آنذاك، ويشير أيضا إلى انفصال الماضي وبداية جديدة لقادمٍ من الوقت وغيرها من المصطلحات، وكان معظم الناس ينتظرون بعد هذه الساعة الأمر الجديد الذي سيحدث.

هذه كلها كانت بدايات ساعة الصفر، وهنا نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين وبداية عامٍ دراسيٍّ جديد، يملؤه التفاؤل بتطبيق نظام تعليمي مرتبط بالتكنولوجيا وتقدم مساراته التعليمية المختلفة المتزامن والغير متزامن، وإذ بفلذات أكبادنا تنتظر هذه الساعة “لحظة ساعة الصفر الذهبي”، نعم ساعة الصفر الذهبي؛ لأن ذلك الطالب/الطفل عزَم وعقَد على ذلك بناء مستقبله من خلال تعلّمه في ذلك النظام التعليمي، وفي هذا الصباح الباكر الذي يحمل في طيّاته عنفوان الصباح ومرح طفولةٍ متشوقةٍ بل متلهّفة، ماذا سأتصفّح اليوم في منظرتي وماذا سأفتح في فصلي الدراسي الافتراضي الجديد (classroom)؟ وفجأةً! انحسرت آمال طفولةٍ بريئةٍ بأن نوافذ منظرته مغلقة، وأن فصله الافتراضي (classroom) لم يفتح بعد.

عيونٌ لم يغمض لها جفن من ليلةٍ أمستْ بحلمٍ جديد، بعِلم منضدة جديدة، بطاولةٍ جديدة، بمنظرة جديدة… فهل سيصبح لها أملٌ مشرق بساعة صفرٍ جديدة؟
فلذة كبدي..
فلا تتحسّر على شيء قد أُغلق أمام عينيك، وتفترض أن سعادتك فيه.
وما يدريك؟ قد يكون كل ما يُغلق أمامك تكون فيه سعادتك، فانتظر ولا تحزن، فسعادتك ليست بالضرورة فيما يُفتح لك، بل فيما هو قادمٌ إليك، فساعة الصفر الذهبي قادمةٌ بإذن الله تعالى.