نوفمبر المجيد
خلفان بن ناصر الرواحي
يظلُّ شهر نوفمبر لدى كلّ عماني هو الشهر المميز والمجيد، ويبقى شذى أحداثه مخلّدة خلال خمسين عاماً خالدةً من تاريخ عُماننا الحاضر والمستقبل بإذن الله، ففي هذا الشهر المجيد تحتفل سلطنة عُمان بيومها العظيم، وهو يوم الثامن عشر من نوفمبر، العيد الوطني من كل عام، وهو تاريخٌ مميّز لدى الكبير والصغير من أبناء الوطن، ويسرد لنا قصة حبٍّ عظيمةٍ تولّدت بيومٍ أنجبت فيه عُمان رجلاً شهماً حنوناً لشعبه ومقدساً لكرامته، ضحّى بكل عمره لخدمته، فكان ذا طابعٍ ورؤيةٍ ثاقبة، وباسلٌ مغوار ومقدام، جعل في ذاكرة الوطن والشعب العماني ومن تربّى على أرض الوطن وسكن ربوعه بهذا البلد العظيم حُباً تجاوز الحدود، ونقش اسمه في القلوب، فكانت ولادته في الثامن عشر من شهر نوفمبر هي ميلاد فجرٍ جديد على عمان الخير.
فمن هذا التاريخ لميلاد المرحوم بإذن الله تعالى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، كانت الانطلاقة ليُغيّر مجرى حياة الإنسان العُماني، ويصنع للسلطنة تاريخاً جديداً من الإنجاز والأمن والأمان لبناء عمان على رؤيةٍ استراتيجية شاملة ومتكاملة، لبناء عمان الحاضر والمستقبل، وشيّد لُحمةً ووحدةً واحدة لا يفكّكها الزمان والعدو الخارجي مهما حاول لهدم ما بنى -رحمه الله- وسنمضي على ذلك بعون الله تحت ظِلّ القيادة الجديدة التي توسّم بها رحمه الله في خليفته السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله- لبناء نهضة متجددة.
إن مرتكزات النهضة سوف تكون حاضرة إن شاء الله في كل المجالات وعلى مختلف المستويات على الصعيدين الداخلي والخارجي، ولن تتغير كما أكّد عليها جلالة السلطان هيثم المفدّى على مختلف المستويات، وكذلك الحال بعلاقات السلطنة مع الدول الشقيقة والصديقة ومع العالم أجمع؛ لأن التاريخ العماني يحكي أمجاداً لحضاراتٍ منذ آلاف السنين لدولةٍ امتدت جذورها في التاريخ ولعبت أدواراً بارزة ومهمة في كافة الأنشطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وطالما لعبت دوراً رئيساً ومحورياً وحيوياً وحضارياً يشار إليه بالبَنان، ومضرب مثلٍ وقدوة في حِقب التاريخ المتتابعة، وإن الفِكر السامي والسياسات الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة هيثم بن طارق المعظم، وخبرته العملية مع خبرة الحياة، واستلهام القدوة من جلالة السلطان الراحل رحمه الله، وامتداد تاريخ عمان العريق وطبيعة السلطنة الاستراتيجية فسوف تتفاعل الهمّة وتتجدد بهمّته وهمّة المخلصين من أبناء الوطن الأوفياء، وسوف تكون عمان دولة عصرية تنعم بالسلام وحبّ الجميع لها سواء كان اليوم أو غداً، وسيعلم الجميع من هي سلطنة عمان، إنها كتلةٌ من التلاحم والتكاتف بين أبنائها مع قيادتها، وهي السلام والأمن والأمان، فهي جبلٌ أصمٌّ لا تزعزعه الرياح.
هذا هو نوفمبر المجيد، وهذا هو الإنسان العماني لينعم الجميع بالأمن والأمان على سلطنة عمان ومن يجاورها، فقد عرفت عمان بالوسطية في سياستها الخارجية وموازنة علاقاتها مع جميع الدول، فقد قادت مساعٍ حثيثة وإصلاحاتٍ شتّى بين كثيرٍ من دول العالم، فهي بمثابة الأمّ الحنون للعالم أجمع، وستظل كذلك بتوفيق الله، ولتشتهر من خلالها بنجاحات الداخل في شتى المجالات، وفي الوساطة الدولية، وتحتوي جميع شعوب العالم من أجل السلام المنبثق من رجل السلام الراحل-رحمه الله- الذي جعلنا نحتفل بيوم 18 نوفمبر من كلّ عام، مخلّدين هذا الحدَث في أذهاننا بالنجاحات والتقدم من عامٍ إلى عام، وسوف يعبّر كل مواطن عماني ويحتفل بطريقته الخاصة سواء داخل وطنه أو في كافة أرجاء العالم، سيحتفل سواء كان احتفالاً رسمياً أو شخصياً أو مع مجموعة من الزملاء بالعمل أو الدراسة خارج السلطنة أو داخلها تعبيراً عن حبّه وولائه لوطنه ولقائده المفدى السلطان هيثم بن طارق المعظم، ووفاءً للقائد الراحل المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد -رحمه الله-.