نعم للتكريم المستحق
أحمد بن موسى البلوشي
كرَّمَ الله سبحانه وتعالى الإنسان بين سائر مخلوقاته في الأرض، وأعطاه مكانة تليق به، كما جاء في سورة الإسراء:70 ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا “.
التكريم له مفاهيم متعددة ومختلفة، فالبعض يُعرَّفه على أنه تشجيع، والبعض تحفيز، وآخرون على أنه نوع من أنواع التقدير، فهو بشكل عام، اعتراف بما قدمه الشخص من إنجاز في مجال عمله بما يخدم الوطن، أو الجهة التي ينتمي إليها، أو لنفسه كذلك، والتكريم من أجمل محطات الحياة التي ينتظرها الجميع؛ لما له من دور كبير في العطاء، ودافع نحو إنجاز الكثير من العمل، فهو من أرقى أنواع التقدير من قبل الآخرين إذا كان في محله، وبالتالي يزيد من الإنتماء للوطن أو للجهة التي يعمل بها، أو للمجتمع الصغير الذي يعيش فيه، مما يُولِّد الكثير من الإبداع، والتميز، والأفكار المنتجة؛ بشرط أن يكون التكريم للجميع مهما كانت وظيفته، أو مسماه الوظيفي، أو ربما يكون بدون وظيفة، وأن يكون التكريم على الدور الفاعل والبارز الذي يؤديه، وليس تكريمًا من أجل التكريم فقط.
ولكن يجب التركيز هنا على أهم نقاط التكريم وهي: الهدف من التكريم، والمعايير التي يجب على أسسها اختيار المبدعين والمتميزين، ففي البداية لا بد أن يكون الهدف من التكريم واضحا للجميع، ووفق أسس ومعايير مُعينة مبنية على ما قدمه الفرد من عطاء للوطن خلال مسيرته المهنية أو حياته الشخصية، وعليه لا بد أن تتم هذه العملية وفق خطوات مدروسة تُوضع من قِبْل فريق مختص بذلك، وبالتالي نضمن تكريم المستحقين من الذين كان لهم دور الإبداع والتميز بما قدموه ويستمرون في تقديمه.
وما شدني من حفل تكريم السيدة الجليلة حرم مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله- لعدد من سيدات عُمان في يوم المرأة العُمانية لعام 2020م بأن أغلب المكرمات لم نسمع عنهن كثيرًا لا في قنوات التواصل الاجتماعي، ولا في حديث المجتمع بين الناس، وهذا إن دل فإنما يدل على أن الاختيار تم بناء على أسس ومعايير مهنية ودقيقة من أهمها الإنجازات والإبداعات خلال مسيرة العمل، أو ما يخدم المجتمع، وهنا تتضح الرسالة التي مفادها بأن التكريم يكون لمن يستحقه بناء على إبداعاته وإنجازاته خلال مشواره المهني، وما يقدمه للوطن وللجهة التي ينتمي إليها ولنفسه كذلك.