تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

النقد والتنمّر

حمدان بن سعيد العلوي

مدرّب في الإعلام والعلاقات العامة

يتذمّر البعض من النقد بشكلٍ عام، إلا أنّنا حين نتحاور نجِد أنهم غير مدركين لفوائد النقد وما النقد، فهُم لا يفرّقون بين النقد والتنمّر، كما أشارت المدربة منار الدنيا؛ أن التنمّر يهدف إلى التقليل مِن شأن وشعور الآخَر بشكلٍ مقصودٍ ومتكرّر، وبيّنت خلال مشاركتها في فقرة “دنيا الحياة” ببرنامج “دنيا يا دنيا” على قناة رؤيا، أن المُتنمّر يتميّز بصفات، منها “ضعف الشخصية، وانعدام الثقة بالنفس، والجُبن، واعتباره أنّ التنمّر هوية تمثّله”، لذلك يميل إلى مُمارسته في سبيل الحفاظ على هويته وشخصيته، وأوضحت الفَرق بين النقد البنّاء والتنمّر، إذْ يهدف النقد إلى التحسين والتطوير، بينما يؤدي التنمّر إلى الهدم والإحباط، خاصة عندما يبدأ المُتنمر بتذكير الآخَر بإخفاقاته السابقة.

وأكّدت أنّ التنمّر موجود في مُختلف البيئات، مثل بيئة العمل، ويتّضح بطريقة التواصل العدوانية، والتي يتعمّد فيها النقد الهدّام، وتنتشر في العلاقات العملية بين المدير والموظف، أو بين الموظفين فيما بينهم.

والنوع الآخر من التنمّر في بيئة العمل، هو الشخص متعدّد الوجوه، ويظهر هذا النوع جليّاً أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتمد هذا الشخص لَوم الآخَرين، ويقتنع أنه لا يقوم بأية أخطاء، وكل ما يقوم به صحيح وكامل.

ويتضح لنا من خلال طرح المدربة نقلاً عن موقع رؤيا الإخباري أنّ الفَرق بين التنمّر والنقد هو أن بعض أساليب النقد تعتبر نوعاً من أنواع التنمّر، وهذا ما يختلط عند البعض بفهمهم غير الدقيق للنقد.
وللنقد فوائد عديدة وهو صحّي ومقبول من أجل التحسين والتطوير، البعض يعتقد أنّ النقد سلبيّ بشكلٍ عام، إلا أنّ ما يجب إيضاحه أنّ النقد البنّاء مختلف تماماً وليس كما يفهم البعض بأنه سلبي، بل إنّ الإيجابية موجودة في النقد البنّاء، حين نقوم بنقد مسؤول أو مؤسسة ما في عملٍ ما فإننا نرجو من ذلك المسؤول أو تلك المؤسسة تحسين جودة العمل لا تعقيده ووضع المُثبطات، والبحث عن الحلول، فكم طرقنا الأبواب إلّا أنّنا نجدها موصدة، ولا مجال لفتحها، ولُغة الحوار تكون معطلة، ولا يتقبّل منّا الحوار أو النقاش فيها، متذرّعين باللوائح والقوانين، وكأنّ تلك اللوائح والقوانين مقدّسة في نظرهم وقد تكون في غير الصالح العام، وعلى المسؤول معرفة ذلك والقيام بالبحث عن الحلول والبدائل، وهنا يجب أنْ نذكُر بأنّ بعض المسؤولين يرحّبون بالأفكار ولديهم قابلية لرفعها للجهات المسؤولة ومناقشة تلك اللوائح والقوانين لعلّها تكون سبباً في تأخّرنا وقد تؤدي إلى الفشل، والفشل له أسباب ما إنْ وقفنا عليها وذلّلنا الصعوبات قد تقود إلى النجاح وتعطي نتائج إيجابية، فليس كل نقدٍ هدّام أو تنمّر، وفي المقابل بعض النُّقاد أو دعونا نقول المتنمّرين يقومون بالتشهير ويطلقون عبارات لا أخلاقية في طرحهم وهذا غير مقبول بتاتاً، وقد يتطاولون على غيرهم وهذا ما نرفضه جملةً وتفصيلاً، وفي بعض المقالات والمواضيع المختلفة نرى ذلك دون وعيٍ مِن قِبل بعض الكُتّاب.

حين يهمّني أمرٌ ما ولا أجد الرضى، فليس عيباً أن أقول رأيي فيه بدون تعصّب وأنْ أبيّن مدى استيائي من بعض الإجراءات، على عكس مَن هم يطبّلون لكلّ قرارٍ ولو على مصلحة تعطيل المصالح أو ضرر بعض فئات المجتمع وهم كُثر، وهذا موضوع آخَر يحتاج إلى طرحٍ موسّع لكي نتعرّف على هذا النوع الذي يطبّل في كل لحظة وحين، نعيش هذه الأزمة جميعاً وندرك مدى تأثّر جميع القطاعات والأفراد بسبب الوضع المالي وتأثير جائحة كورونا، ومِن حقّنا أن نُبدي رأينا ونُساهم في وضع الحُلول والمقترحات بِلا خوفٍ من المحاسبة، بما أننا لم ولن نتطرّق إلى التجريح والقذف والتشهير، وإذا جئنا لننتقد عملاً فنحن لا نقصد فلان بعينه كشخص، إنما سَير الإجراءات، وقد نكون على حقّ في طرحنا ولكن علينا انتقاء الأسلوب، بلا غوغاء ولا مهاترات، كما نرى الضجيج في بعض وسائل التواصل الاجتماعي والتذمّر المشؤوم، كلّ منّا له رأي، ونقوم بطرح ما نراه مناسباً وعلى الجهات المعنية أخذ الأمر بعين الاعتبار، فلربما نجد الحلول عند أبسط الناس ونحن غير مدركين، بِلا استهتارٍ أو استهانة بطارح الفكرة والموضوع.

تحدّث البعض عن القطاع الصحي ومدى إدارة أزمة كورونا، وتحدّث آخَرون كما تحدّثنا عن الوضع الاقتصادي ومن الطبيعي أن نستاء خوفاً على حياتنا وحياة أبنائنا وأبناء مجتمعنا، وعلى مصالح بلدنا، فمِن الطبيعي أنْ نقول رأينا وبكلّ شفافية ولكنْ وفق ضوابط وحَذر من الوقوع في الخطأ لكي لا نصل إلى التنمّر والسلبية ومراعاة الطرف الآخر. والجميع يعمل من أجل الوطن، ومحاسبة الفاسد والمقصّر عمداً، ولا أقصد هنا محاسبة المخطئ بل نطالبه بتصحيح المسار، فالخطأ وارد، فمن لا يعمل لا يخطئ، وما وصلنا إليه في هذه الجائحة أسبابه مشتركة من وجهة نظري بين المجتمع والجهات المعنية، فالمجتمع معنيّ ومن خلال معايشتي لبعض الأفراد أجد بأنّ نسبةً كبيرة منهم يجهلون طُرق انتقال عَدوى فيروس كورونا، ويعتبرون أنّ الكمامة هي السبيل الوحيد للنجاة منه وتناسَوا بأنه يعيش على الأسطح وجميع الأدوات ومنها المشتريات، فهل التوعية والإرشاد كان ضعيفاً لدرجة أنه لم يصل، أم إنه استهتارٌ وعدم اكتراثٍ من بعض أفراد المجتمع؟

لن نتطرّق إلى ذلك كثيراً، وسأعود بكُم إلى نقطة البداية وهي الفَرق بين النقد والتذمّر، فهل وصلت الفكرة لمن يرون فينا الجانب المظلم، وهل عرفتم الفرق؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights