2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (( الأسطول البحري ))

أحمد بن علي المقبالي

الجزء الخامس:-
كان عن إنشاء القوات العمانية الحربية في زمن الإمام أحمد، وقد تمّ استعراض المعلومات المتوفّرة عن القوات العمانية المسلّحة البرية وتسليحها.

٧. الجزء السادس:-
في هذا الجزء سوف نستعرض بإذن الله المعلومات المتوفّرة في هذا المصدر عن الأسطول الحربي البحري العماني وتسليحه.

👈🏻 الأسطول البحري 👉🏻

عمل الإمام أحمد منذ تسلّمه السُّلطة على إعادة بناء القوّة البحرية، فاهتمّ بما صار إليه مِن بقايا الأسطول العماني في زمن اليعاربة مضيفاً إليه عدداً من السُّفن الحديثة.

– آلَ إلى الإمام أحمد أربع سُفنٍ كبيرةٍ، مُزوّدةٍ بخمسين مدفعٍ لكلٍّ منها، وعددٍ مِن السّفن الصغيرة مزودةٍ بأعدادٍ مختلفةٍ مِن المَدافع مِن بقايا الأسطول العماني الذي بناهُ اليعاربة.

– في بداية عهد الإمام بلغ العدد الإجماليّ لسُفن الأسطول الكبيرة اثنتي عشرة سفينةً حربيةً تحمل كلّاً منها خمسين مدفعاً.

– بذلك كوّن الإمام أسطولاً حربياً يستطيع مِن خلاله فَرض احترام عمان وسيادتها على أراضيها.

– في عام ١٧٦٩م طالبَ كريم خان الإمام أحمد بدفع إتأوةٍ كدليلٍ على خضوع عمان للفُرس، فرفض الإمام أحمد بِشدةٍ طلب كريم خان ورَدّ بعنفٍ معتمداً على أسطوله البحري القوي.

– ظلّ عَداء الفُرس للإمام أحمد مستمراً فأخذوا يتابعون إنجازاته الضخمة بِغيرةٍ وحسد، ويستغلّون أيّ فرصةٍ ممكنةٍ لمضايقته، وحدثتْ بين الجانبين عدّة اشتباكاتٍ كانت الغلَبة فيها للأسطول العماني.

– في عام ١٧٧٠م قام الأسطول العماني باستعراضٍ للقوّة أمام ميناء بوشهر ردّاً على تحرّشات السُّفن الفارسية بالقِطع البحرية للأسطول العماني.

– عام ١٧٧٣م قام الأسطول العماني بتدمير بعض السُّفن الفارسية التي قامتْ بالتحرّش أو الاحتكاك بالسفن الحربية العمانية.

– في مطلع السبعينيات مِن القرن الثامن عشر بلغَ عدد قِطع الأسطول العماني كما يلي:

١- ٣٤ سفينة كبيرة، كل سفينة مسلّحة ب ٤٤ مدفعاً.

٢- ٥٠ مدمّرة مسلّحة، لكلٍّ منها بين ١٨ – ٢٤ مدفع.

٣- عددٌ كبيرٌ من السفن الصغيرة مسلّحة، لكلّ منها بين ٨ – ٢٤ مدفع.

٤- عددٌ كبيرٌ من سُفن نقل الذخائر والجنود وباقي الإمدادات اللوجستية.

– كان قائد الأسطول أحَد خواصّ الإمام ومحلّ ثقته، اسمه حسَن الصرهنج.

– استطاع الإمام فَرض وجود عمان والحفاظ على مصالحها وإبعاد الأخطار عنها وبشكلٍ خاصّ الأطماع الفارسية، كما استطاع أن يمدّ يَد المساعدة للبصرة التي احتلّها الفُرس، وكذلك حُكّام المناطق الهندية ضدّ القراصنة، وأمّن طريق التجارة معهم، وبالتالي انسيابية تبادُل البضائع بين البلدين، ممّا كان له الأثر الإيجابي على النموّ الاقتصادي في عمان.

– عام ١٧٧٥م هبّ الإمام أحمد بأسطوله البحريّ لنجدة البَصرة التي احتلّها الفُرس فتحرّك بنفسه على رأس الأسطول العماني المؤلَّف مِن سفينة القيادة الرحماني التي يقودها الإمام بنفسه مع ٣٤ سفينة، أربعٌ منها مُسلّحة ب ٤٤ مدفعاً لكلٍّ منها، وخمس فرقاطاتٍ مُسلّحة لكلّ منها من ١٨ – ٢٠ مدفعاً، مع أعدادٍ كبيرةٍ مِن السّفن الأُخرى التي تحمل المُؤن والذخيرة والرجال حيث بلغ عدد الجنود عشرة آلاف جنديّ.

– ١٥ أغسطس من عام ١٧٧٥م تحرّك الأسطول العماني وقد التحقتْ به قِطعٌ حربيّةٌ من الموانئ العمانية التي مرّ بها.

– في ١١ سبتمبر من عام ١٧٧٥م وصل الأسطول العماني ميناء بوشهر تتقدّمه سفينة القيادة الرحماني تحت قيادة الإمام بشكلٍ شخصيّ ومائة قطعةٍ بحريةٍ من مُختلف الأنواع وقد حمل الأسطول كمياتٍ كبيرةٍ من المؤن للمدينة المحاصَرة.

– وفي يوليو من العام نفسه وقبْل تحرُّك الأسطول في اتّجاه البصرة أوقفت السفن الحربية العمانية في مسقط سفينتين تبيّن أنّهما مُرسلَتان من حيدر علي أمير أحَد المقاطعات الهندية لمساعدة الفُرس في احتلال البصرة وهذا الإجراء الذي اتّخذه الإمام يعبّر عن حِسّه القوميّ فضلاً عن قُدراته البحرية الفائقة.

– وفي حادثةٍ أُخرى أرسل الإمام وفداً عمانياً إلى حاكم مانكلور للاستفسار عن سبب انقطاع الأرُزّ عن عمان، وتمّ إبلاغ الوفد العماني بأنّ القراصنة همْ مَن تسبّب في ذلك، فبَعث الإمام قِطعاً من الأسطول العماني للقضاء عليهم وتأمين الخطّ التجاري بين مانكالور ومسقط ونتجَ عن ذلك بأنْ أرسل الحاكم الهندي مبعوثاً إلى الرستاق لتأكيد علاقات الصداقة ولتعيين مبعوثٍ تجاريٍّ دائمٍ في مسقط يتولّى رعاية العلاقات بين الطرفين، وقد استمرّ هذا التمثيل التجاري حتى نهاية عهد الإمام أحمد.

– إنّ بِناء الأسطول العماني استغرق الكثير من الوقت والجهد والمال من الإمام أحمد، ولكنّه تمكّن من أنْ يفرض إرادة عمان وسيطرتها على مياهها الإقليمية وجميع المناطق الخاضعة لها خاصةً في الخليج العربي وفرض احترام عمان وكلمتها التي أصبحتْ مسموعةً لدى الدول الأوروبية، كما وقف الفُرس عاجزين عن القيام بأيّ عملٍ استفزازيّ تِجاه عمان.

👈 التسليح 👉 (( الأسطول البحري ))

تمّ تزويد الأسطول العماني بمختلف أنواع وأحجام السفن، كما تعدّدت مصادر إنشائها، فالبعض تمّ إنشاؤها في مصانع الهند والبصرة والبعض الآخَر تمّ صُنعه في مسقط وصور وصحار.

– السفن الكبيرة ومِن ضمنها سفينة القيادة الرحماني كانت مسلّحةً ب ٥٠ مدفعاً.

– المُدمّرات وهي سُفن متوسطة الحجم، ومسلّحة ب ١٨ – ٢٤ مدفعاً.

– الفرقاطات وهي سُفن تُنتجها المصانع العمانية ومسلحة ب ١٨ – ٢٠ مدفعاً.

– سُفن الغُراب وهي سُفن منها الكبير وصغير الحجم وهي مُزوّدة بثلاث سَوارٍ ومسلّحة ب ١٤ – ٢٠ مدفعاً وعددها غير معروف.

– قِطعٌ بحرية صغيرة مختلفة الاستخدامات، مسلحة ب ٨- ١٤ مدفعاً ويبلغ عددها ١٠٠ قطعة.

– سُفن الغلاف وهي سُفن تتحرّك بالمجاديف وتتميز بأنها تستطيع السَّير في المياه الضحلة قليلة العُمق.

– سُفن التكهّنات: وهي عبارة عن سُفنٍ صغيرة الحجم مُسلّحة بعددٍ غير معروفٍ من المَدافع تتميّز بقعرها المُسطّح المَطليّ بالقار.

– سُفن الترانكي وهي سُفنٌ تسير بالمِجداف والشراع معاً.

– سفن الكالي وهي سفن تسير بالمجاديف وقد يكون لها شراع.

– الطرّادات وناقلات الجنود والأثقال المتوسطة والخفيفة هي مِن ضمن الأسطول العماني وهي غير مُسلّحة.

– سفن الداوي وهي عبارة عن مراكب شراعية لنقل الجنود.

وبهذه القوّات البرّية والبحريّة تمكّن الإمام أحمد ومَن جاء بعده مِن أبنائه مِن فَرض إرادة عمان وحماية مصالحها الوطنية في الخليج العربي والقارّة الأفريقية، كما تمّ تأمين الخطّ التجاريّ مع الهند ضدّ القراصنة.

وسوف يكون مقالنا القادم إن شاء الله تعالى عن النشاط التجاري في عهد الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي.

المصادر :-

– عمان في عهد الإمام أحمد بن سعيد
١٧٤٤ – ١٧٨٣م

المؤلف :-
فاضل محمد عبد الحسين جابر

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights