“تأثير الهالة في اتخاذ القرار”
د. مسلم بن سالم بن محمد الحراصي
باحث في الموارد البشرية والقضايا التربوية
الهالة هي تأثر الشخص بصفة أو خاصية واحدة في أحد الأفراد مع إهمال بقية الصفات وربما تكون إيجابية أو سلبية، ويمكن القول أنها مجرد خدعة نفسية ربما تتولد من موقف واحد وعلى أثرها يأتي التحيز والحكم الفوري. والخطر في ذلك أن يأتي القائم بمسؤولية التقييم ليفرض رأيه بطريقة خاطئة مبنية على معلومات غامضة لا تستند إلى قواعد وأسس علمية وينتج عنها تقييم سلبي، وصورة مزيفة غير حقيقية، والمشكلة في ذلك حينما يبنى على ذلك القرار قرارات حاسمة أكبر مستوى ربما تضر أو تظلم الأفراد، لذا من المهارات المهمة والضرورية التي يجب أن يتمتع بها القائد والمربي والقائم على المهمة قدرته على تقييم أداء الأفراد لديه وفق أسس موضوعية وحيادية، وأن يبتعد عن الهالة في كل المواقف، وأن لا تكون لسلوكيات الأفراد أو بعض الخصائص أثر في إصدار القرار والحكم، ومثال ذلك في تقييم أداء الموظفين حينما يتأثر المسؤول بصفة أو سلوك لدى أحد المرؤوسين ومنه تتولد صورة كاملة تعبر عن ذلك الفرد وقد تكون إيجابًا وعلى أثرها يعطى الموظف أداء عالٍ مع إهمال بقية العناصر، وربما يكون ذلك التأثير سلبيًا فيعطى الموظف أداء متدني أقل من حقه الحقيقي .. وهنا تكمن المشكلة حيث تظهر أحكام مزيفة تهضم حق المجتهد والمثابر، مما يترتب عليها نتائج متوالية منها الآثار السلبية في نفسية الموظف وانخفاض الأداء والإنتاجية لديه، والابتعاد عن المبادرة والإبداع والابتكار الوظيفي، كما قد يؤثر على الالتزام الذي أعتاد عليه، ولتبسيط تلك الصور حينما يتقدم عدة أشخاص لوظيفة ما ويتخذ القرار لاختيار أحد المرشحين بناء على الوسامة أو الطول أو المظهر العام أو نبرة الصوت وترك العناصر الأخرى، كذلك ممارسة بعض التجار لسمة الهالة بالتأثير على الزبائن في خلق انطباع إيجابي لأحد السلع فيتأثرون بها، عليه ينبغي على كل فرد وفي أي موقع سواء العمل أو المجتمع أو المنزل أو السوق أو أي جهة كانت أن يتابع الأفراد لديه بكل عناية ويتحرى الدقة والحيادية، وأن يتخذ من الاستقلالية مبدأ في إصدار الأحكام بعيدًا عن العلاقات الشخصية والتأثيرات النفسية، والتحيز لبعض السمات؛ حتى تكون مرضية ومقبولة من جميع الأطراف، وتولد بيئة صحية جاذبة للإبداع والابتكار، أصيلة بأفكارها وتدفع بكل شخص فيها أن يبذل أقصى ما لديه من طاقة وقدرات.