دعاء تردد في السموات والأرض
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
”زلزل بصوتك قوةً وخطابا
وارسل دعاءك للسماء كتابا
قلت استقيموا للدعاء فأقبلت
كل القلوب وقد أتتك رغابا
يا سيدي والخير أنت ختامه
أكثر دعاءك وافتح الأبوابا
واصدح بصوتك سيدي فلربما
رب الخلائق حين قلت أجابا
فلرب نارلةٍ تضيق بأرضنا
وبدعوةٍ منكم تكون سرابا”
( الأبيات للشاعر : حمد الحارثي)
بالأمس وعبر منصات التويتر واليوتيوب وبرامج التواصل الاجتماعي كان الكون أجمع على موعد مع دعاء سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة، والذي انتظره الملايين من المسلمين في الأرض قاطبة. دعاء ليس كمثله دعاء في توقيت دقيق ذاق فيه العالم ويلات الابتلاءات من صنوف الفتن والأمراض والأوبئة بما كسبت أيدي الناس ، بعد بعدهم عن الخالق العظيم عز وجل في علاه.
الساعة الرابعة والنصف من يوم الجمعة بتوقيت السلطنة كان الجميع مع الموعد للتأمين بالدعاء خلف شيخ وهب نفسه لله وأمته؛ من أجل علو كلمة الله في الأرض، ومن أجل إصلاح ما أفسده الدهر، فكانت كلمة الله هي العليا في قاموس حياته عبر سنين عمره، لم يخف في الله لومة لائم فانطلق بدعوته إلى رحاب الأرض قاطبة عبر دروسه ومناظراته وخطبه وكتبه، فجمع محبة العالم في تواضع جم قل أن نرى له نظيراً في عالم اليوم.
ومع تلك الدقائق الثمينة من دعاء الشيخ الموزونة بمثاقيل الجبال والبحار، انطلق الشيخ الجليل في ذكر الله ونعمه وقدرته العظيمة على خلقه ومخلوقاته، ومع بكاء الشيخ في تذللٍ للهِ وخشوعه؛ خرجت تلك الكلمات تشق عنان السماء إلى بارئه وخالقه بالدعاء للأمة وجميع الأمم بأن يرفع الله البلاء والمحن، وأن ينعم بالخير والفرج القريب بإذنه تعالى، وأن يهدي الله الأمم لنور الإسلام وسماحته عبر عودة النفوس المؤمنة إلى خالقها، واتباع الدين القويم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ….
كان دعاءً صادقاً نابعاً من قلب شيخ كريم زاهد، أنارت به الأكوان وصدحت به النفوس والقلوب المؤمنة مرددة تلك الكلمات النورانية التي تابعت ذلك الدعاء في خشوع الصالحين، حتى بكت بما سمعت من فقر الإنسان وضعفه وحاجته لخالقه، فكل شيء بيديه وحده والأمر له وحده.
بالأمس تسمر الجميع أمام شاشات هواتفهم وهم يستمعون لدعاء الشيخ الجليل وألسنتهم تردد خلفه :
( اللهم آمين ) ( اللهم آمين ) ( اللهم آمين )؛ طلبا لتحقيق الإجابة من الله عز وجل، ورفع الضر الذي أصاب الأمم.
حيث نقفُ اليوم جميعاً صفاًً واحداً متضرعين لله بعد أن طال أمد البلاء ونلجوَ للهِ أن يتقبل توبتنا، ويصفح عنا ويرفع بإذنه عنا هذا البلاء وعن سائر الأمم، ونسألهُ تعالى أن يلطف بالعباد و بعمان وسلطانها وشعبها ومن يعيش في كنفها وبسائر الأمم، وأن يجعلها بلاد السلام والأمان والخير والرخاء، ويفرج هم كل مهموم ويعود الخير ينضح في رحابها ويشرق الأمل السعيد على الجميع بإذن الله ….
(اللهم عاجلاً غير آجل.. اللهم عاجلاً غير آجل …).
حفظ الله شيخنا الجليل سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة ووفقه لصلاح العمل، وأمده الله بالصحة والعافية والعمر المديد في خدمة الإسلام ورفعة رايته …
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فقد كان دعاء الشيخ دعاءً عظيماً أمّن معه كل من في السموات والأرض…