2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

هل تمّ الاكتفاء مَن مخرجات التعليم

يعقوب بن حميد المقبالي

مِن المعلوم أنّ الإنسان عندما يُفرّغ نفسه للدراسة ومواصلة تعليمه لنَيل الشهادة  الأكاديمية، فإنه يبذل الجهد والمال والوقت، كما أنه يخطط لمستقبله الزاهر ليحيا حياةً كريمةً ويحصل على وظيفةٍ بمرتّبٍ عالٍ له ولأسرته لتأمين العيش الرغيد، ولحياةٍ مملوءةٍ بالسعادة والهناء.

ولكنْ عندما يُصدم هذا الشاب أوالشابّة في جميع مراحل التعليم سواءٌ التعليم المتوسط أو التعليم العالي أو الأكاديمي بقرارٍ مِن جهةٍ حكوميةٍ ويخرج بتصريحٍ يحدّد له راتبه الشهري بمبلغ  ٣٢٥ ريال فإنه ينصدم صدمةً عالية، وستبقى آثارها على فِكر الطالب؛ لأنه مهما أنهكَ نفسه في التعليم وحصل على أرقى المقاعد الجامعية المُشرّفة التي دائماً نرتجيها من كل طالب، هنا وبلا شكّ سيضع نُصب عينيه أنّ راتبه في المستقبل سيكون حسب ما تمّ التصريح به، وهنا يتبادر للأذهان سؤال:
هل في سلطنة عُمان تمّ الاكتفاء من مخرجات التعليم؟
أم أن هناك اكتفاء في العمل مثل الدول المتقدمة في التعليم وتقوم بالتعاقد لإعارة مواطنيها للعمل في الدول التي تطرح طلبها في سوق العمل؟

هل هذا هو التحفيز والتكريم مِن قِبل جهات الاختصاص لأولئك الشباب الذين لديهم الرغبة في مواصلة مسيرة تعليمهم الأكاديمي؟ أعتقد أنّ مثل هذه القرارات تُعتبر إجحافاً في حق الراغبين بمواصلة التعليم، وأعتقد أنّ صاحب القرار مُنذ نشأته لم يعرف الحاجة للبحث عن العمل أو الحصول على رواتب عالية الجودة، ولم يتكبّد ما تكبّده هؤلاء الشباب الذين يبذلون جهدهم واجتهادهم  ليلاً ونهاراً مقابل الوصول إلى المنصّة التي تؤهّلهم لأنْ يحصلوا على وظيفةٍ برواتب عالية نوعاً ما، فهم يحاولون قدْر استطاعتهم  بناء حياتهم العامة بجميع متطلباتها العصرية ومتطلبات أُسَرهم بتوفيقٍ من اللّه تعالى، وكُلّنا يعلم أنّ الحياة متطلبات الحياة أصبحت الآن كثيرة، وصعبة الوصول، إلا إذا تسلّح الإنسان بالعلم والمعرفة وحضّر شهاداته عندما يُكتب له التوفيق للحصول على الوظيفة التي وضعها نُصب عينيه، وكرّس جهده وعطاءه.
ولو أنّ متطلبات ونفقات المعيشة دائماً تأتينا بمختلف الأذواق وأسعارها العالية أحياناً، وكذلك قد ترهق كاهلنا وخصوصاً مع تفاقم الأزمات المالية وذبذبة الأسواق المحلية والعالمية.

لقد أصبح الحصول على معاشٍ يكفل حياةً سعيدةً ليس بالأمر السهل، ولكن مع إصرار واجتهاد الشباب والشابات الذين سيواصلون دراستهم، سوف يتحقق المستحيل بعون الله، وعلى الجهات المختصة أنْ لا ترمي بهم في المجهول بقرار يجعلهم كمن ينطبق عليهم ذلك المثل الذي يُتداول بين فئات المجتمع (( ترك الحبل على غاربه))، أي بمعنى -درست فدراستك هي لك- وليس فقط من أجل إيجاد الوظيفة التي نديرها وننحكم بها كيف نشاء ونحدد أجرك أيضاً.

لهذا فإن من الواجب علينا أن نشجع ميول الشباب لإكمال دراستهم والحصول على الشهادات الأكاديمية، ويجب كذلك على الجهات المختصة تحفيزهم وزرع الثقة في نفوسهم لمواصلة دراستهم خدمةً لهذا الوطن الذي يبذل بعطائه وخيراته تحت ظلّ القيادة الرشيدة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه اللّه ورعاه، حيث أن جلالته يُوْلي جُلّ اهتمامه بالتعليم والشباب والثقافة، ولا نتصور يوماً ما أنّ جلالته سيقيّد الشباب بمثل هذه الرواتب لأصحاب الهِمم الذين يبحثون ويسعون لإيجاد ما يقوّي إرادتهم ويرفع شأن بلادهم سلطنة عُمان الحبيبة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights