2024
Adsense
مقالات صحفية

نحن أبناء الحكومة ولكن

 

د.خالد بن علي الخوالدي
Khalid1330@hotmail.com

نحمد الله حق حمده على ارتفاع أسعار النفط عالميا، وندعو الله أن ترتفع الأسعار أكثر وأكثر حتى ترجع الروح لهذا الوطن وتنتعش مع الإرتفاع الجوانب الإقتصادية والتجارية والإجتماعية في البلد، فنحن أمة أصبحنا نعيش على السائل الأسود، وخلال السنوات الأربع الماضية التي هي عمر هبوط أسعار النفط كنا ننتظر وبشغف المحب أن تتحرك الجهات المختصة في الدولة في إيجاد بدائل أخرى لهذا السائل الخائن، وهناك توجيهات سامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه- منذ سنوات طويلة في هذا الأمر حيث كان يدرك بحكمته وبعد نظره المستقبلي أن النفط مادة لا يعتمد عليها ولكن (على من تقرأ زبورك يا داود)

وخلال الأسبوع الماضي حين ارتفعت أسعار النفط تصدر هاشتاق (نفط عمان) في وسائل التواصل الإجتماعي وحينها غردت (إذا ارتفعت تسعيرة المشتقات النفطية في السلطنة أكثر مما هي عليه الآن سيكون الشعب كبش الفداء..واعتبرها كارثة لا تغتفر.. وخديعة كبرى وقعنا فيها بعد الوعود المتكررة قبل رفع الدعم بأن الأسعار لن تزيد عن سعر الشاورما) وشهدت التغريدة تفاعل كبير كمتابعة وكان من ضمن التفاعل أخ عزيز علق بتعليق (نختلف معك دكتور/ ينبغي على الشعب الإلتفاف مع القيادة والوقوف جنبا إلى جنب مع الحكومة في هذه الظروف الصعبة.. ينبغي منك أن تبتعد عن مثل هذه الأطروحات) ومن باب المناقشة وحرية التعبير يحق لأي شخص أن يعبر عن ما يدور في خاطره ولكن التغريدة أثرت فيني وكان ردي عليها (عزيزي أنا إبن الحكومة والقيادة ونحن معها قلبا وقالبا..بس لابد أن تدرك أن هناك أيضا بشر يعانوا وفقراء ومساكين سيرهقهم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية..وموظفون في الحكومة والقطاع الخاص يعتمدوا على الراتب الذي يذهب الكثير منه للبنوك والإلتزامات الأخرى..هل نتركهم وننساهم؟..الرحمة بهم).

وكان عندي رد أكثر ولكن عدد الحروف كان العائق وهنا ممكن أن أقول (الجميع مع الحكومة عندما نرى خطط مدروسة ومعلومة ولها أثر على أرض الواقع في تنويع مصادر الدخل بحيث نستغني كليا عن اعتمادنا على النفط، أما أن يكون هذا التنويع يعتمد على جيب المواطن من خلال رفع الدعم عن المتطلبات الأساسية والضرائب والرسوم دون أن يكون هناك توجه لمنح هذا المواطن رواتب مرتفعة أو منحه ترقياته المستحقة أو التسريع في عجلة التوظيف للباحثين عن عمل وغيرها من الحقوق التي أصبح التحرك الحكومي فيها معدوم أو بطيء فهذا أمر غير مقبول، وسنقول أننا غير راضين عن الأداء الحكومي وهو حق كفله لنا النظام الأساسي للدولة وأكده مولانا حضرة صاحب الجلالة في عدم مصادرة الفكر).

أيتها الحكومة الرشيدة التي نعول عليك الأمر الكثير أننا في مركب واحد ونعتبر أسرة واحدة فعمان الحب تجمعنا وما يفرق بيننا أنكم حملتم الأمانة العظيمة وعليكم أن تحافظوا عليها، وعليكم أن تدركوا بأنكم الحلقة الأقوى، وعليكم أن تعرفوا أن هناك فئات من المواطنين رواتبهم ضعيفة وهناك موظفين عندهم أسر كبيرة ومصاريف باهظة يحاولوا جاهدين أن يوفروا لهم سبل العيش الكريمة فإذا ما ارتفعت أسعار المشتقات النفطية أكثر مما هي عليه الآن ستزيد المعاناة وسترتفع أسعار كل شيء، كل شيء، كل شيء، كل شيء، وهي أصلا مرتفعة وحتى حماية المستهلك لا تستطيع السيطرة عليها، فهل حماية المستهلك والحكومة بكل طاقمها استطاعت أن تسيطر على ارتفاع تكاليف الدراسة في المدارس الخاصة والجامعات الخاصة والعلاج في المستشفيات الخاصة وحتى وسائل الترفيه أصبح لا يستطيع الفقير الإستمتاع بها وغيرها من الجوانب الخاصة التي ترهق كاهل المواطن دون رقيب أو حسيب واستغلال حاجته لها.

أيتها الحكومة الحبيبة لابد من وضع حد في تسعيرة المشتقات النفطية فقبل رفع الدعم كانت التصريحات تتحدث عن ارتفاع عدة بيسات وعن قيمة شاورما وعن تخصيص مبالغ الدعم لإقامة مشاريع تنموية وغيرها ولم نرى أي شيء فالمشاريع الحالية مرحلة من الخطة الخمسية السابقة، أعيدوا حساباتكم وضعوا أمامكم المواطن الفقير والمسكين والموظف الذي يذهب راتبه لبناء منزل أو توفير مستلزمات الحياة الصعبة والباحث عن عمل الذي مرت عليه أعوام طويلة وهو ينتظر الأمل المنشود وغيرهم ممن يتضررون من الإرتفاع الجنوني لأسعار المشتقات النفطية وغيرها من المواد الأساسية، ودمتم ودامت عمان بخير.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights