2024
Adsense
مقالات صحفية

العالم والحرب الباردة

‏راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
لم يمر العالم بحروب باردة كالتي يعيشها الآن، حروب باردة قضت على الأخضر واليابس .
نتنة، خرقاء، فاضحة، تحاك نهاراً جهارا ً،والكل مستسلم لما ورائها، كأن الناس لا حول لهم ولا قوة إلا باتباع ما يُملى عليهم.
زرعوا الفتن، ونشروا الأمراض، واستحدثوا الأزمات واحدة تلو الأخرى، وما زالوا في خططهم والشيطان ثالثهم، لعنهم الله.
اليوم، العالم لا يعلم الى أين تسير مراكبه.
قيامة صغرى يعيشها في يومه الأسود، ليبحث عن لقمة عيشه وسط خواء يعتركه مع الحياة القاسية وبؤس البيئة المحيطة به وعلى رؤوس هؤلاء وغيرهم، تقام امبراطوريات الدولار اللعين، الذي ضحى بجميع الأعراق في سبيل نصرة قضيته والتحكم في العالم أجمع.
لم تقف المبادئ والأخلاق أمام هيمنته ،ولم يردعه الخوف من الانتقام يوماً عن السير في طريقه الأسود الذي سيهلك العالم، وسيهلكه رغماً عن أنفه؛ لأن الكون بيد خالقه، وهو المنتقم الجبار على جبابرة البشر الضعفاء مهما تتطاولت أوهامهم بالقوة فالله دائماً غالب على أمره.
اليوم، نعيش حرباً باردة تسودها الغوغاء المفرطة فمن مرض كوفيد-19، ورحلة البحث عن اللقاح والمصل المجهول إلى الحروب المفتعلة إلى العصبية المفرطة إلى الجوع وتمزيق الشعوب إلى نهب الثروات وإلى وإلى………
مما نشاهد من عجب نقف مشدوهين أمامه، فلم يبق عقل ليفكر، ولا حكمة لتُقدر، ولا صوت عقل ليسمع.
حتى في انتخابات الشعوب خبث الخبثاء، يعطي الخبيث حق القيادة فلم يبقَ فاسد حاقد سيء الخلق إلا وحكم وقاد شعبه وشعوب العالم إلى الهاوية.
إنها الحرب الباردة التي مزقت كل شيءٍ جميل ودمرت كل شعبٍّ عزيز، والضحية نحن العرب في جميع الأقطار، رزقنا الله كل شيء، أنهار، وثروات، وموقع جغرافي، وعلم، وحنكة، وعقل، وقرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار، وأخلاق سامية تتفاخر بها الشعوب، ولمَّا تركنا ديننا أذلنا الله إذلالاً بما نرى ونسمع ونشاهد لآلامٍ يعتصر لها القلب ومصائب تزأر تحتها الشعوب بعذاب مستعر.
لا إله إلا الله …. كيف صرنا وارتضينا لأنفسنا الذل و الهوان .
حرب باردة شريرة أغرقت كل المدائن فجعلتها قاعًا صفصفًا بمكايدها البائدة وخبثها الملعون، لنبقى متعلقين بقشة الأمل مع الله وحده أن يغير الأحوال ويستر الحال وتعي شعوبنا وقياداتنا ما يحاك في دنس الليل من مكايد وخطط لدمار أوطاننا وأوطان المسلمين .
اليوم أقولها صراحة، ما يحدث ليس شيئا مستجداً إنما حرب باردة يسودها المكر والخداع للشعوب المستضعفة في العالم تقودها عصابات لا ترقب فينا إلاً ولا ذمة، ومصالحها شيطانية مارقة.
فمتى تنفرج هذه الأزمات، ونعود لرشدنا، ونصلح شأننا بقوة الإيمان والدين والتوكل على الله العظيم .
حفظ الله بلادنا وسائر بلاد المسلمين .
وختاما، لا تصدقوا الحكايات، فوراء الأكمة ما ورائها، فلكل حكاية رواية سيتحدث بها الخبثاء لخدمة مصالحهم وأهدافهم السرية والمعلنة.
حفظ الله عمان وقائدها وشعبها، ورفع عنكم كل شرور الدنيا وجنبكم أشرارها إنه سميع مجيب الدعاء.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights