الانتخابات الرئاسية الأمريكية نقطة مِن أول السطر
خوله كامل الكردي
في شهر نوفمبر المقبل ستجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقد استقرّ الحزب الديموقراطي على ترشيح بايدن لِيَكون مَرشحاً للرئاسة الأمريكية القادمة، وإذْ يَعقِد الحزب آماله على فَوز بايدن وتحقيق هزيمة نَكراء بترمب، تَلُوح في الأفُق إشارات على وضع الديمقراطيين ثِقَلهم في هذه الانتخابات للفَوز والإطاحة بالرئيس ترمب، الذي يمتاز بشخصيةٍ قويةٍ أثارتْ حَولَها العديد من الانتقادات مِن جِهاتٍ أمريكيةٍ وغير أمريكية كثيرة، فهل سيستسلم بسهولةٍ لتَطلّعات الحزب الديموقراطي بزعامة المتنمرة نانسي بيلوسي ومع ظهور قادة ديمقراطيين يناشدون الأمريكيين بالمبادرة والتصويت لصالح بايدن، بدا جلياً مُسارعة الحزب الجمهوري إلى تصعيد اللّهجة ضدّ بايدن، والتأكيد على أنّ الرئيس ترمب هو الفائز في الانتخابات، فَتاريخ الحِزبَين في الحكم لا يدَعُ مجالاً للأمريكيين لتحديد المنتصر في الانتخابات، بالرّغم مِن الزَّوبعة الكبيرة التي أحدثها الديمقراطيون وأنصارهم لصرف أنظار الأمريكيين عن الخطوات التي قام بها ترمب، وأولها هو سَحب بعض القوات الأمريكية من مناطق عدّة في العالم، في إطار تنفيذ وعده لمؤيديه في خِضَمّ خَوضِه للانتخابات الماضية أمام هيلاري كلينتون.
في تصوّر الحِزب الديموقراطي بعد حادثة مقتل جورج فلويد حصد أصوات الأغلبية مِن الأمريكيين، وإلحاق هزيمة ساحقة في صفوف الحزب الجمهوري، بخاصّة الرئيس ترمب والذي يُعدّ مِن أشرس الذين واجَههم الحزب الديموقراطي وربما لا يتكرّر نظير له في التاريخ.
يحاول جون بايدن أن يبدو كالمُخَلّص للسُّود في الولايات المتحدة، وهو يعلم جيداً أنه يضرب على الوتر الحسّاس ليَستدرّ تعاطف شريحة واسعة من الأمريكيين السود والمُنادين بحقوق السود مِن البِيض، لإعطاء أصواتهم ويسمح له بإحراز نصرٍ كبيرٍ على منافسه القويّ ترمب، فقد حشَد الحزب الديموقراطي مُناصرِيه مِن الحزب كالرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري والرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل، في حين ظهر في الصورة وزير الدفاع الأسبق الجمهوري كولن باول، مُعلناً انحيازه لبايدن ضد ترمب والذي يمثل حزبه.
الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، ستحمِل في طيّاتها الكثير مِن المفاجآت، فهل سيفوز بايدن بورقة جورج فلويد؟ أم هل سيُكمِل ترمب ولاية رئاسية ثانية وبيَده ورقة انسحاب بعض القوات الأمريكية من شمال سوريا وأفغانستان واليابان وألمانيا وورقة توفير فَرص عمل كثيرة للمواطن الأمريكي والذي أدّى إلى انخفاض معدّلات البطالة في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ.