بقلمراشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
(يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)
الجهل المنشود هنا هو جهل مركب من عدد من الأصناف والنماذج والأشكال التي استعصت عن العلاج طوال سنوات عديدة تساقطت فيها كل أوراق التوت في بواح اليهود ومكرهم ودهائهم فسيقت الأمم كالخرفان إلى حتفها.
دويلات متخاذلة متصالحة مع أسوأ دولة في العالم وأخبث شعب، تقاد من أنوفها بأبسط أساليب الترغيب والترهيب الزائف الذي ستكون كل تلك العهود كعهود أسلافهم هباءً منثورا .
مخطط خبيث من عشرات بل مئات السنين بدأً بتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات وإضعافها ووضع أمرها السيادي والسياسي تحت سيطرتهم لنتائج ستخرج بعد سنين والتي نعيشها في أيامنا هذه….
(حروب – شتات – أوبئة – نهب ثرواتنا – التحكم بمصير أممنا – تمزق أي وحدة عربية أو إسلامية)
هكذا أسلوبهم نقض العهود والمعاهدات والنكث في كل أمر .
دروس سابقة ولاحقة رأيناها من أعداء الله ورسوله فشرهم سابق -لعنهم الله- .
يقول الله -تبارك وتعالى- في سورة البقرة:
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [سورة البقرة:120].
هكذا هم وفي كل العصور يتمنون أن نتبع ملتهم ونكون تحت أقدامهم -أخزاهم الله-، يشوهون صورة المسلم في كل بلدان العالم ويعملون لإذلاله وإهانته وبمختلف الحيل وأساليب المكر .
اليوم نرى كيانهم يتمدد بوهن المسلمين والعرب في كل بلدانهم بعد أن تخلوا عن دينهم، وأخلاقهم، وأعرافهم، واتبعوا ما تتلوه شياطين الأنس من سبل الفساد والخنوع والضلالة فغزوا الصغير قبل الكبير والنساء قبل الرجال باسم التطور والعولمة حتى صار ما صار من شتات وبعد عن الله حتى سلط الله علينا عدونا يأخذ ما لم يحلم به من خيرات أوطاننا عقولها وثرواتها لنصبح كمن يقلب كفيه من بعد عزة وكرامة الإسلام وأنفة المؤمن وحضارته التي سادت العالم أجمع قرونا عديدة .
التطبيل الكبير لهذا الكيان الغاشم سببه نحن فعندما أعطانا الله الثروات نسينا حق الله فيها من واجب شكر النعم وسلمنا رقابنا لخبثاء مقامرين كانوا يخفون عداوتهم واليوم اتضح كل شيء ….. قال تعالى ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [آل عمران 118].
خططوا فنجحوا في غفلة منا بسبب انجرارنا لكل حبائلهم الشيطانية وخططهم الخبيثة وإلا كيف تشكوا الخراف أمرها للجزار فهو حريص على مصلحته بعيداً عن شكوى الخراف وأمرهم ..
قادم الأيام خطير ومظلم في التعامل مع هذا المرض الخبيث الذي لا علاج له إلا باستئصاله واستئصال كل أذنابه، ووحدة عربية، وإسلامية سلاحها الإيمان بالله والعلم والعمل الصالح وإيثار كل شيء من أجل وراثة الأرض كما وعد الله بها عباده الصالحين.
لا مناص إذاً من العودة لله فما أخذ بالقوة والمجازر والتعدي على حقوق أصحاب الأرض لا يعود إلا بالقوة والوحدة وصلاح الباطن والسريرة فلا اتفاقيات ولا سلام مع أهل الغدر والظلم، فماذا جنت أمتنا من الاتفاقيات والصلح الزائف سوى خسارة تتلوها خسارة أخرى.
فهل أمتنا ماضية إلى الهوان أم ستنتبه لنفسها وتنفض غبار الذل والخوف وتستل سيف الحق لتحرير الأقصى والأوطان من براثن حثالة التاريخ، صاحبة التيه في الأرض، وتأخذهم جريرتهم بإذن الله إلى مزابل التاريخ ليرث الله أرضه عباده الصالحين .
هذا اليوم بإذن الله قادم والفجر قريب ورحمة الله بعباده كبيرة بصلاح عباده وحال المسلمين سينعكس مجداً ونصراً مؤزراً تاماً على هؤلاء المتطفلين .
دعوة الحق أطلقها لتصدح في فضاءات الكون؛ أصلحوا ما بينكم وربكم، يصلح الله أحوالكم وينصركم على أعدائكم ويثبت أقدامكم .
والموعد بإذن الله قريب .
حفظ الله أوطانكم وشعوبكم وأيدكم بنصره .
