2024
Adsense
مقالات صحفية

بين الحقيقة والأوهام 2/3

يعقوب بن محمد بن غنيم الرحبي

الحسد: لم أجد له معنى إلا أن تحسد إنسان على ما أعطاه الله من النعم فتتمنى زوالها ولكنك لن تستطيع ذلك، إلا إذا أراد الله زوالها، والله لا يزيل نعمة أنعم بها على إنسان إلا بسبب من أسباب الزوال، وهي عدم شكر النعمة بالمحافظة عليها وعدم تسخيرها في الأعمال الصالحة، فلا ينتج عن هذا الحسد مضرة مثل الألم أو زوال النعمة أو غيرها حسب ما يعتقده الناس.
الجـن: أشار إليهم القرآن كذلك ولكن لا أحد يعرف حقيقتهم أين وكيف ومن هم؟ ولا أحد يراهم وهم من الغيبيات، لكنهم خلق ممن خلقهم الله ولا يستطيعوا أن يضروا إنسان ولا ينفعوه أبدا، لأننا لا نعرف عنهم شيئا إطلاقًا ولا يستطيع أي إنسان أن يصفهم أين وكيف؟ أما مسألة التباس الجن بالأنس، فهو غير حقيقة أبدا، كلها أوهام وخرافات، كل مخلوق في الأساس يخاف من الأنسان حتى الحيوانات المفترسة تهرب من الإنسان ولا تهاجمه إلا إذا شعرت بالخطر والخوف.
البعض يتسائل إذًا لماذا بعض الناس تصاب بأمراض غير واضحة وتمر ببعض الحالات الغير طبيعية التي تغير سلوك الإنسان وطبيعة حياته ولا تظهر في الفحوصات الطبية؟. أنا بنفسي وجهت هذا السؤال إلى طبيبة عمانية متخصصة بمستشفى المسرة بسلطنة عمان فأجابتني: أولًا العلم لا يعترف بمثل هذه الأوهام، ما هي إلا ثقافة مجتمع، ثم لابد أن يعرف الكل، بأن هناك أمراض نفسية مختلفة تصيب الإنسان وأعراضها متنوعة، وعلى ضوء ما أشارت إليه هذه الطبيبة بدأت في البحث بنفسي، لذا سنعرج إلى بعض هذه الأمراض النفسية وأنواعها وأسبابها والأعراض الناتجة عنها لنعرف ونكتشف الحقيقة حسب ما وصفها أصحاب الاختصاص. تعريف الأمراض النفسية : تُعرف أيضًا بالاضطرابات العقليّة، وهي الأمراض والاضطرابات التي تؤدّي إلى إحداث تغيّر غير طبيعيّ في سلوكيّات الإنسان ونفسيّته ووظائفه المعرفيّة وتصرفاته، إضافة إلى حدوث خلل في قدرة سيطرة الشخص على مشاعره، مما يؤدي إلى ظهور أعراض نفسيّة وسلوكيّة غريبة تؤثّر سلبًا على حياته، وعمله، ودراسته، وعلاقته بالناس.
أنواع الأمراض النفسية وأعراضها: الاكتئاب، الهوس، انفصام الشخصية، الخرف، ذهان ما بعد الولادة مع النساء، الأمراض النفسية التي تصيب الصغار، وسببه الخوف والعنف، الإعاقة الذهنية،
اضطراب التعلّم المحدّد، قصور الانتباه، وفرط الحركة، اضطراب الطيف التوحديّ وهناك أمراض أخرى لكن أشرنا إلى أشهرها.
أسباب الأمراض النفسية: أكثر الأمراض النفسية ناتجة من:- الخوف، التفكير المفرط، القلق، العنف، الإرهاق، عدم النوم الكافي، عدم الراحة النفسية والاستقرار، مشاكل عائلية، اضطراب في بعض الهرمونات، وأحيانًا كثيرةً مع هذه الأمراض تكون مصحوبة بآلام جسدية ومع طول الوقت تتحول إلى مرض جسدي مزمن، في بداية الأمر لا تظهر هذه الأعراض من خلال الفحوصات الطبية أو التحاليل المخبرية أو الأشعة إلا من خلال الأشعة المقطعية بما تسمى ب (MRI) تظهر إن كان هناك مشاكل في أعصاب المخ، ولهذا عند عدم ظهور الأمراض من خلال الفحوصات، تبدأ الناس تتخوف أكثر وترجح تدخل عامل التباس بالجن والعين والسحر والحسد، وهذه كلها أوهام وخرافات نحن نصورها ونتصورها، ونخلقها لأنفسنا بأنفسنا من خلال تحليلات وتفسيرات من بعض الجهلاء الذين لا يؤمنون بقدرة وقوة الله، كما أنهم لا يؤمنون بالمنهج العلمي، فتجدهم يتحدثون دائمًا بأن المريض يعاني ويتألم ويرى أشياء غريبة أمامه وفي منامه وهذا كله ناتج من الخوف والقلق، ورغم كل هذا، في الفحوصات لا تظهر نتائج مرضه، وهم لا يعلمون بأن الأمراض النفسية شعور داخلي وإحساس داخلي وتفكير وقلق مفرط، في غالب الأحيان لا يمكن أن يظهر في الفحوصات والتحاليل المخبرية إلا إذا تحول هذا الألم إلى ألم جسدي، وهذا بالفعل يحدث مع استمرار المعاناة من التعب والإرهاق وعدم النوم والإضراب عن الطعام، كل هذه تشكل عاملا كبيرا في أن يتحول المرض النفسي إلى مرض جسدي يصل إلى درجة الموت إن لم يتدارك ويعالج، فالكثير من الحالات فارقت الحياة بسبب أن مثل هذه الحالات في نظر الكثيرين لا تحتاج إلى الطب الحديث، إنما علاجها بالطب التقليدي، ونحن هنا لا ننكر دور الطب التقليدي ومساعدته في التخفيف من المعاناة ببعض الأعشاب للأمراض الجسدية وليست للأمراض النفسية، و ليست لكل الحالات ولا يكون علاج مطلق ولا بالخرافات أو الدجل أو الشعوذة، قراءة القرآن والرقية الشرعية كل إنسان يستطيع أن يعالج نفسه بنفسه، ويحصنها من الوساوس والخوف والقلق فقط، وليس بحاجة إلى من يقرأها عليه، فالرقية الشرعية لا تعتبر علاجًا أساسيًا، ما هي إلا قراءة بعض الآيات القرآنية والأدعية، لأنه لا شك بذكر الله تطمئن القلوب، لكن هناك من الدجالين المتحايلين على الناس وللأسف الكثير من أصحاب بعض العيادات والمراكز المرخص لها، تجعل من الطب النبوي أو التداوي بالأعشاب أو الرقية الشرعية غطاء وشماعة تعلقها على مراكزها، وهي تمارس الدجل والشعوذة، ونحن نعلم جيدًا من أنه لا يوجد هناك من العلاج النبوي إلا الكي بالنار والحجامة والتداوي ببعض الأعشاب، هذه كانت موجودة في كثير من الحضارات القديمة التي سبقت الإسلام لأنه في الحقيقة لم تكن هناك بدائل، لذلك لجأ إليها الناس، واليوم هذه جميعها غير مجدية في ضوء التقدم العلمي والتقدم في الاكتشافات والتقنيات الطبية، فالتشخيص يجب أن يكون قبل العلاج، والطب التقليدي يقدم لك العلاج دون تشخيص، وهذا أخطر ما يكون على صحة المريض، لذلك العلاج الحديث لا مفر منه في كل الحالات، فهنا أحب أن أؤكد بأنه لا يمكن لأي إنسان أن يضر أو ينفع الآخرين بمجرد كلمة أو تمتمة أو نظرة أو عمل بعض الطبوبات أو كتابة بعض الحروز أو سهرة أو (رمسة تستحضر فيها الجن) هذه أكذوبة أخرى وخدعة، لا أحد يستطيع أن يستحضر الجن أو يملكهم حسب ما أشار القرآن الكريم، إلا نبي الله سليمان فقد سخرهم الله لخدمته وكذلك شياطين الجن قال الله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} ص:35/38، وقال عز وجل: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} النمل/17.

يتبع الجزء الثالث والأخير

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights