الدكتور ناصر بن سعيد العتيقي ضيفاً بنادي القراءة
كتبت : الزهراء بنت سالم الهاشمية
نظمت مبادرة نادي القراءة حواراً مباشراً مع الدكتور ناصر بن سعيد العتيقي تحت عن عنوان تاريخنا العريق وذلك عبر برنامج لايف انستجرام ، حيث أدارت الحوار المذيعة الشابة مريم البداعية ، التي أعطت الجمهور في مقدمة الحوار نبذة تعريفية عن الدكتور ناصر من خلال سيرته الذاتية موضحة أنَّ ضيف الحلقة هو : باحث في التاريخ العماني من مواليد مدينة صور 1972 ، وحاصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة السلطان قابوس 2018 م و يعمل رئيس قسم في المديرية العامة للتربية والتعليم بجنوب الشرقية ، وهو أيضاً عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ورئيس لجنة الكتاب والأدباء بجنوب الشرقية ، ولديه ثلاث إصدارات في مجال الدراسات التاريخية الأول بعنوان الأوضاع السياسية العمانية في عهد السلطان سعيد بن تيمور 1932_ 1954 ، والثاني بعنوان تاريخ صور وجعلان من خلال تقرير مورفي 1928 ، والثالث كتاب مواقف القوى الكبرى من النشاط الملاحي لمدينة صور العمانية خلال عهد السلطان فيصل بن تركي .
وقد بدأ الحوار بسؤال عام للدكتور ناصر حول تعريف الشباب عن تاريخ عمان بشكل عام ، وقد بدا تعريفه منذ بداية الوجود البشري في عمان من خلال مرور هجرات متنوعة على عمان من الشعوب القديمة ومن ضمنها الفينيقين الذين سكنوا سواحل عمان وهناك شعوب اخرى سكنت رأس جنز وموقع رأس الحمرا في مسقط وغيرها من المواقع القديمة التي وجدت فيها حفريات تثبت وجود بشري قبل يرجع لألاف السنين قبل الميلاد ، ومن ثم تطرق الدكتور ناص الى الوجود العربي في عمان وإلى اسباب تسميات عمان بمسمياتها السابقة ماجان ومزون ووقوع ارض عمان تحت احتلال الفرس ثم طردهم منها بعد هجرة مالك بن فهم وقومه اليها من اليمن ، وتطرق الدكتور ناصر ايضا الى اسباب تسمية عمان بهذا الإسم واختلاف المؤرخون وعدم اتفاقهم على سبب واحد لهذ ا الاسم ومن ضمنها أن عمان هو اسم وادي في اليمن كان يسكن فيه قوم مالك بن فهم .
ثم انتقل الدكتور ناصر لتاريخ عمان في العهد الإسلامي ومساهمات العمانيين في الحضارة الإسلامية ونشر الإسلام عن طيق المشاركة في الجيوش الإسلامية وأيضا عن طريق التجارة والتعامل الحضاري مع الشعوب في سواحل المحيط الهندي بالتعاون مع غيرهم من المسلمين وبين مراحل التاريخ العماني الوسطي والحديث مرورا بدولة اليعاربة والدولة البوسعيدية وتأسيسها من قبل الإمام أحمد بن سعيد وصولا الى عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس طيب الله ثراه .
وفي سؤالها الثاني طرحت المذيعة مريم البداعية مقولة حول اسباب عدم وجود حراك ثقافي في الأوساط العمانية لإظهار هذا الإرث التاريخي للمجتمع العماني ، وقد اجاب عنه الدكتور ناصر بأن الحراك الرسمي الثقافي العماني موجود سواء من خلال المؤسسات الرسمية او الخاصة ولكن المشكله أن هناك عزوف من المتلقي عن متابعة هذا الحراك وأيضا قصور من بعض المؤسسات في ايصال صوتها الى الجمهور عبر الوسائل الإعلامية المختلفة ، ووضح الدكتور ان هناك انتاجا معرفيا غزيرا لمؤسسات ثقافية مهمة في مجال ابراز التاريخ العماني كوزارة التراث والثقافة وجامعة السلطان قابوس والنادي الثقافي وهيئة الوثائق والمحفوظات ووزارة الإعلام ووزاة الأوقاف وديوان البلاط السلطاني ، من خلال جميع الأنشطة كالندوات والمتاحف والنشر للمخطوطات والكتب التاريخية العمانية والتعريف بالتاريخ العماني في الداخل والخارج مستمر وغير صحيح ما يقال انه لا يوجد حراك ثقافي عماني ولكن المشكلة في العزوف عن حضور هذه الفعاليات او متابعتها .
أما في سؤالها الثالث فقد طرحت البداعية استفسارا عن أهم الكتب الحديث التي تتحدث عن تاريخ عمان؟ و لها وقع كبير على المجتمع؟ وقد بين الدكتور ناصر ان اغلب الكتب التاريخية الحديثة مهمة وكل كتاب يتناول جانب معين من التاريخ العماني وأن القارئ عليه ان يختار ويقيم ولكن عليه ان يذهب اولا الى الكاتب العماني باعتباره الأقرب لمجتمعه والأقدر على الكتابة عن تاريخه ، وأيضا يجب ان يختار القاري مؤسسات النشر المتخصص في التاريخ العماني ويشتري منها سواء كانت رسمية او خاصة محلية او خارجية ، ويكون هو الحكم على الأهمية التاريخية لإصدار ما .
وفي سؤالها التالي قالت المذيعة البداعية نرَ أن هناك معلومات مغلوطة وصلتنا عن تاريخ عمان وخاصة الكتب والاتفاقيات التي سطرت على أيدي الأجانب التي عملت واستقرت في عمان، بنظرك هل هناك جهود تقام لأجل تصحيح هذه المغالطات؟
حيث أجاب الدكتور ناصر ان الأجانب او حتى العرب عندما ينقلوا معلومة مغلوطة عن بلادنا فهذا شيء طبيعي كونهم لم يعيشوا في هذا البلد كما انهم يمثلوا سلطة خارجية يأتمروا بأمرها وينفذوا مصالحها فقلمهم كان لمصلحتهم الذاتية وخصوصا في وثائقهم المحفوظة كونهم كإداريين وعسكريين يمثلوا سلطة تحاول السيطرة على مجريات البلد ، ولكن دورنا ككتاب وباحثين ان نبين هذه المغالطات ونسعى الى الرد عليها وليس تثبيتها وتأكيدها كونها بالأساس معلومات مغلوطة اول وكونها موجهة لأهداف سياسية في وقتها .
وفي نقلة الى الحاضر والمستقبل سألت مريم البداعية كيف يمكننا غرس هذا التاريخ الحافل في قلوب النشء العماني ؟
فأجاب الدكتور ناصر ان النشء العماني حاليا له ثقافته الخاصة والتي يجب ان تعزز من خلال التاريخ العماني وغرس الوطنية في روحه من خلال دراسته وتعريفه بتاريخ بلاده المشرف ويجب العمل على الوصول إليه من خلال المناهج ووسائل الاتصال الاجتماعي المختلفة ومن خلال القصص والروايات التاريخية للكبار والصغار ، وهو اسلوب شيق للوصول الى المعرفة ولكن لا يجب ان يعتمد عليه في المعرفة التاريخية كليا كونه يدخل في الروايات الكثير من الخيال سوءا في الشخصيات أو الأحداث والتواريخ .
وفي ختام اللقاء طلبت المحاورة البداعية تقديم نصيحة يوجهها لشباب عمان – مجيبا الدكتور بقوله : انه على الشباب استقلال وقته في المفيد دائما وعدم الركون إلى الدعة وخصوصا خلال ايام هذه الجائحة حيث يجد الشاب وقت الفراغ الكبير في المنزل ، حيث عليه ان يطور نفسه ومهاراته من خلال القراءة والتدريب باستخدام الدورات المختلفة والمنتشرة عن بعد في وسائل التواصل الاجتماعي وأيضا عليه ان يخدم مجتمعه وخصوصا الباحثين عن عمل من الشباب يمكنهم ان يخدموا مجتمعه من خلال تطوعهم في المجالات المختلفة لخدمة المجتمع وتقديم مايرون انه يناسب المجتمع ويناسب قدراتهم بدء بالتطوع وحتى في مقابل مادي يدر عليه ربحا جيدا ، وذكر من هذه المبادرات التطوعية مبادرة نادي القراءة التي نحن نقيم احدى فعاليتها حاليا .
وفي نهاية اللقاء أعرب الدكتور ناصر العتيقي عن شكره وتقديره للمذيعة مريم البداعية ولإدارة نادي القراءة على هذه الاستضافة وإهتمامهم بالتاريخ العماني وتطوير مهاراتهم في القراءة من خلال فعالياتهم المختلفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي .
يذكر أنَّ مبادرة نادي القراءة هي مبادرة تطوعية ينظمها مجموعة من الشباب والشابات العمانيين الشغوفين بالقراءة والكتب ، تجمعهم بعض الحوارات المثرية في مجموعة واحدة على برنامج الواتس أب – هدفها نشر ثقافة القراءة بين الشباب وحثهم عليها ، وإنشاء جيل قارئ شغوف بالقراءة والتشجيع المستمر على القراءة والمطالعة وغرس حب الكتب في القُراء ، وتنمية روح الحوار المثري والنقد البناء بين أعضاء النادي ، شعارها (نقرأ لتنهض أمتنا) .
الدكتور : ناصر العتيقي
المذيعة : مريم البداعية