عودة الحياة التجارية بسوق سناو الشهير
إعداد : يعقوب الراشدي
استبشر المواطنون والتجار في نيابة سناو بولاية المضيبي خيراً بسماعهم خبر إعادة فتح سوق سناو – هذا الخبر السعيد الذي مكنهم من فتح محلاتهم وممارسة أنشطتهم التجارية والسعي في طلب أرزاقهم ولله الحمد والمنة .. وذلك بعد ما تم إغلاق هذا السوق بناءً على تعليمات اللجنة العليا إثر تعرض البلاد لجائحة كورونا كوفيد-19 باعتباره سوقاً شعبياً سياحياً يرتاده الكثير من الناس وخوفاً من أن يكون بؤرة لتفشي هذا المرض الخطير .. واليوم تصدر التعليمات بفتحه أمام الباعة والمرتادين لممارسة نشاطه المعتاد مع الأخذ بالاحتياطات اللازمة والالتزام بالتعليمات الوقائية الصادرة من الجهات المختصة .
الجدير بالذكر أنَّ سناو مدينة تجارية منذ القدم .. فقد كان سوقها القديم بجانب حصن العقير محط القوافل التجارية القادمة من شتى المناطق العمانية وهي محل إعادة التصدير للبضائع . وقد عُرف أهلها بالتجارة قديما فمارسوها كمصدر رزقٍ لهم مكنهم من بناء سوق تضرب إليه أكباد الإبل وما أدل على ذلك من كنز سناو الذي يعتبر شاهدا تاريخيا على قدم التاريخ التجاري لسناو إذ يعتبر أقدم كنز عثر عليه في السلطنة .
وفي عصر النهضة المباركة حظيت سناو كغيرها من المدن العمانية بمنجزات عظيمة منها السوق الشعبي الحالي الذي افتتح عام ١٩٧٣ وهو امتداد للسوق القديم الذي أشرنا إليه في بداية المقال فعند توسع العمران وانتقال الناس للسكن في أماكن أرحب وأوسع عن البيوت القديمة كان لا بد من انتقال السوق واستبدال السوق الحالي بالسوق القديم فاختار الأهالي له موقعه الحالي المتميز الذي أعطاه الجامع والمستشفى امتدادا أكثر في أعداد المحلات التجارية.
ويعتبر سوق سناو وجهة سياحية حيث يصنف من ضمن الأسواق الشعبية وقد أخذ ذلك التصنيف من حيث شكله المعماري؛ ترتص المحلات التجارية بعضها ببعض بشكل مستطيل تتوسطه (الكبرة) التي هي محل بيع الأغنام والأبقار والجمال كل يوم وخاصة أيام هبطات الأعياد بطريقة المناداة كما تسمى أيضا بالعرصة .. و لا يمكن للسائح أو المتجول مغادرة السوق دون دخول القسم الخاص ببيع الأسماك العمانية الطازجة بمختلف أنواعها وأحجامها وهذه المساحة الكبيرة للسوق تعطي المتجول فرصةً كبيرة لقضاء وقت جميل يتفقد فيه المعروضات الغذائية والتراثية والفضية مثل صناعة الخنجر العماني رمز الأصالة العمانية.