لإيجاد بيئة للإبتكار وريادة الأعمال ..”مدائن” توقّع اتفاقية لإنشاء مدينة “عمان نانو” في “صور الصناعية”
هلال الحسني : المشروع يعمل على دعم وتطوير الصناعة والابتكار في السلطنة
قاسم اللواتي : المدينة تقام على مساحة (1) كيلو متر مربع وتركز على (11) قطاعاً
مسلم الهديفي : نسعى لجذب مستثمرين دوليين لإقامة مشاريع صناعية في مجالات متعددة
النبأ – مصطفى بن أحمد القاسم:-
وقّعت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، وذراعها الاستثماري، شركة شموخ للاستثمار والخدمات، اتفاقية تعاون مع شركة التقنية العالمية المتقدمة؛ لإنشاء مدينة “عمان نانو” في مدينة صور الصناعية، وذلك بهدف جذب الصناعات والاستثمارات وتقديم الدعم للمستثمر عن طريق استراتيجيات تنافسية إقليمية ودولية وتنفيذ وتطوير وإدارة مشروع لتعزيز قطاع المعرفة والصناعة الدقيقة في السلطنة (تقنيات النانو)، وبالتالي تنويع مصادر الدخل، جذب الاستثمارات الأجنبية، خلق فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى إيجاد بيئة للابتكار وريادة الأعمال تساهم في دعم المشاريع الناشئة. وقد وقّع الاتفاقية كل من هلال بن حمد الحسني، الرئيس التنفيذي لـ “مدائن”، والمهندس مسلم بن جمعة الهديفي، الرئيس التنفيذي لـ “شموخ”، والمهندس قاسم بن حبيب اللواتي، الشريك والمؤسس لشركة التقنية العالمية المتقدمة.
وأكد هلال الحسني على أن هذه الاتفاقية تسعى إلى إيجاد حاضنة لتقنية النانو في السلطنة تقوم على بنية أساسية معززة بجودة الخدمات من خلال تشكيل فريق من الخبراء وتقديم الدعم المستمر للمشروع، حيث أوجدت هذه التقنية مجالات جديدة في الصناعة والمساعي العلمية، وبالتالي ستعمل على تطوير القطاع الصناعي وتفعيل الروابط بين المنشآت الصناعية والجامعات والكليات والمدارس والمؤسسات البحثية، والمساهمة في إيجاد أفكار بديلة ذات جودة عالية، وكذلك تقديم فرص تدريبية على رأس العمل، كما سيعمل مشروع مدينة “عمان نانو” على دعم وتطوير الابتكار في السلطنة من خلال تحويل البحوث العلمية إلى منتجات فعلية جديدة وتنافسية من حيث الأداء والتكلفة، الأمر الذي يمنح الفرصة للشركات المصنعة للمنافسة في الأسواق الدولية، وبالتالي تحقيق أهداف “مدائن” المتمثلة في إدخال التقنيات الحديثة وإكساب العاملين المهارات الفنية اللازمة لتطوير إنتاجهم، وإيجاد فرص عمل جديدة للكوادر الوطنية.
في حين، أشار المهندس قاسم اللواتي إلى أن مدينة “عمان نانو” ستقام على مساحة إجمالية تقدّر بـ (1) كيلو متر مربع لتكون حاضنة للابتكارات والصناعات المرتبطة بتقنية النانو، حيث سيتم تجهيز البنية الأساسية للمدينة لتضم مركز رئيسي للإدارة مع مرافق عامة متنوعة (فندق، مركز ثقافي، مركز رجال أعمال، بنوك، مراكز تسوق، عيادات طبية، وخدمات لوجستية، ومنطقة سكنية مجهزة بأرقى الخدمات للعاملين في المصانع)، كما سيتم تصميم المدينة لاستيعاب (11) قطاعاً، وتشكيل فرق عمل تضم مؤسسات من قطاعات عالم الأعمال، والتعليم العالي والبحوث، والصناعيين في مجال تقنية النانو في الدول المتقدمة، للاستفادة من الخبرات ونقلها إلى السلطنة، وأضاف اللواتي : كما سيتم تجهيز المدينة ببنية أساسية نموذجية وعلى أرقى المستويات العالمية ، وسوف تضم مجموعة من المجمعات منها: المجمع الصناعي، المجمع التجاري، المجمع السكني، مجمع الخدمات اللوجستية والمستودعات، ومجمع الخدمات المجتمعية، بهدف خلق بيئة أعمال لتوفير أرضية صلبة لتحقيق الأهداف المنشودة، وخلق كوادر عمانية مؤهلة لقيادة المشروع في المستقبل ، والمساهمة في استدامة ودعم الاقتصاد الوطني لا سيما أن هذا المشروع يتماشى مع توجهات الرؤية المستقبلية (عمان 2040).
من جانبه، أوضح المهندس مسلم بن جمعة الهديفي، أن رؤية المشروع تتمثل في جعل السلطنة مركزاً متكاملاً للتميز في مجالات الابتكار، والبحث، والتعليم، وريادة الأعمال من خلال تقنية النانو، والعمل على تقديم فرص تطوير وتصدير منتجات وخدمات تقنية النانو إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبر شراكات واتفاقيات الانتساب مع الوكالات والشركات الرائدة المختصة بتطوير هذه التقنية في جميع أنحاء العالم، حيث أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع مستثمرين دوليين لإقامة مشاريع صناعية في مجالات متعددة كالبناء والتشييد، المياه والبيئة، الرعاية الصحية والطبية والأدوية ومستحضرات التجميل، قطع غيار السيارات والأدوات الصناعية، المعدات والخدمات، المنسوجات والملابس، والبوليمر والكيماويات والمواد الخام.
يذكر أن علم النانو يعد أقرب العلوم بدون منازع إلى مصطلح العلوم المتعددة التخصصات، فهي تستخدم في مجالات متنوعة كاستخداماتها في مجال الطاقة وتقنياتها، ومجال الاتصالات والمعلومات وفي تعليب الأغذية وتصنيعها وحتى في صناعة بعض الأدوات المنزلية، حيث أن النانومتر تعني ” الواحد من المليون من الملمتر /1مليون ملم النانو ، وتعني النانوتكنولوجي التحكم التام والدقيق في إنتاج المواد وذلك من خلال التحكم في تفاعل الجزيئات الداخلة في التفاعل وتوجيه هذه الجزيئات من خلال إنتاج مادة معينة وهذا النوع من التفاعل يعرف بالتصنيع الجزئي، ووضع الذرات أثناء التفاعل في مكانها الصحيح أو المناسب ، فمثلا لو تم توجيه وضع ذرات الرمل عند إجراء التفاعل يمكن إنتاج المواد المستخدمة في إنتاج شرائح الكمبيوتر.