2024
Adsense
مقالات صحفية

هل يمكن للشخص المتعافى من مرض كوفيد – 19 أن يصاب مرة أخرى؟

د.عـوف بن عبدالرحمن الخان

السؤال المهم الذي لم تتم الإجابة عليه حول جائحة كورونا العالمية هو ما إذا كان أولئك الذين أصيبوا بالفيروس يمكن أن يصابوا به مرة أخرى؟ يمكن أن تكون مكافحة مرض كوفيد -19 أسهل بكثير إذا طور المصابون مستوًى مناسبًا من المناعة، من خلال تطوير الأجسام المضادة، على العكس من ذلك، إذا تم تأكيد حالات الإصابة مرة أخرى، فإن المعركة لقمع المرض ستكون أصعب بكثير.
يمكن للإجابة على الأسئلة المتعلقة بإعادة العدوى أن تكون المفتاح لاستعادة الحريات الشخصية لأولئك الذين طوروا أجسامًا مضادة، وانفتاح الاقتصادات، ويمكنهم على المدى الطويل المساهمة في تطوير المناعة المجتمعية.

تصاعدت هذه المخاوف المرتبطة بالإصابة بعدوى ثانية بفيروس كورونا بعد أن وردت تقارير في كوريا الجنوبية عن الأشخاص الذين تعافوا من المرض، وظهرت نتائجهم سلبية، إلا أن الاختبار التالي جاء إيجابيًا مرة أخرى. أثار هذا التقرير المخاوف من انتشار جديد، حتى بين الضحايا المتعافين.

قام المركز الكوري الجنوبي للسيطرة على الأمراض بدراسة جديدة؛ وذلك للإجابة على جزء من السؤال المحير، درسوا المرضى الذين كانت نتائجهم سلبية عند الشفاء، ولكن في الاختبارات اللاحقة أصبحت إيجابية مرة أخرى، وأوضحت نتائج الدراسة إنه على الرغم من الاختبار الإيجابي، أنهم وجدوا أن أيًا منهم لم يفرز الفيروس الحي المعدي، لقد كان السبب هو أن الاختبارات السريعة قامت بقياس عينات من مستويات منخفضة من المواد الجينية، وليس الفيروس الكامل، وخلاصة البحث أن المرضى الذين تم شفائهم لديهم شظايا وراثية متبقية ما زالت تؤدي إلى أن تصبح الاختبارات إيجابية، ولم يعد هؤلاء الأفراد ناقلين للمرض.

ويشير أيضًا الدكتور أدريان رابي، عالم الأوبئة في كلية إمبريال لندن إلى أن حالات الإصابة بعدوى كوفيد -19 ليست “ظاهرة ثابتة”، ما لدينا هو اختبار الأشخاص بشكل إيجابي مرة أخرى بعد التعافي المزعوم من المرض، وقد أظهرت الدراسات الحديثة الآن أن هؤلاء المرضى ربما يكون لديهم بعض الشظايا الفيروسية المتبقية بعد موتها، والاختبارات الإيجابية بعد الشفاء قد تكون إما سلبي كاذب، وهذا بشكل خاص عندما لا يزال المرضى يعانون من أعراض المرض، ولكن المرضى لم يعودوا يعانون من أعراض ويعيدون اختبارها، فمن المرجح أن السبب هو وجود الجسيمات الفيروسية المتبقية من العدوى السابقة.

وفي أنباء مبشرة أخرى، تشير مسودة ورقة بحثية جديدة إلى أن القرود المصابة بفيروس كورونا قد طورت أجسامًا مضادة، وتم حمايتها من المرض عند تعرضها للفيروس للمرة الثانية، حيث قام مركز أبحاث الفيروسات واللقاحات في مركز ديكونيس الطبي في هارفارد في بوسطن بتجارب على القرود؛ بهدف معرفة مدى احتمالية الإصابة مرة أخرى بفيروس كورونا، حيث قام الفريق البحثي بتعريض عشرة قرود للإصابة بفيروس كورونا بعد التعافي من الإصابة الأولى، وأظهرت النتائج أن جميع الحيوانات العشرة لديها درجات عالية من الفيروس في أنوفها ورئتيها، وأن ثمانية من الحيوانات لم تظهر عليها أية أعراض، فيما ظهرت بعض الأعراض على اثنين منها. ويقول الدكتور دان باروش -الباحث في هذا المركز-: رغم أن الدراسة صغيرة وأجريت على الحيوانات، لكنها تعطي بصيص أمل أنه بمجرد الإصابة قد تكون هناك حصانة ضد إعادة العدوى.

على الرغم من أن هذه المعلومات مطمئنة، إلا أنها لا تعطينا القصة الكاملة، ما يحدث في القرود قد لا يماثل بالضرورة مايحدث في البشر.

ما زلنا لا نعرف ما إذا كان البشر يمكن أن يصابوا بالفيروس مرة أخرى، شيء واحد نعرفه هو أنه إذا تعافى شخص من المرض فإن جسمه قد طور استجابة مناعية، لأن جسمه هزم الفيروس -على الأقل في تلك الجولة الأولى- يمكننا اختبار الأشخاص لمعرفة الأجسام المضادة لإثبات ذلك.
ومع ذلك فإن المعرفة المجهولة هي إلى متى ستستمر هذه الحصان، أيام، أسابيع، أم أشهر؟ لسوء الحظ من السابق لأوانه معرفة ذلك.

تعطينا بعض الفيروسات، مثل الحصبة أو التهاب الكبد A ما يسمى ب”المناعة المعقمة”، والتي تستمر عادةً طوال حياة الشخص بمجرد تعافي الأشخاص المصابين لن يمرض معظمهم مرة أخرى، حتى لو تعرضوا مرة أخرى للفيروس، يمثل فيروس مثل الإنفلونزا تحديًا مختلفًا تمامًا -لا يمكننا فقط الإصابة بالعدوى مرة أخرى-، بل يمكننا أن نمرض مرة أخرى في المرة القادمة التي نتعرض فيها لسلالة مختلفة من الإنفلونزا – أحيانًا حتى نفس السلالة-، وأحيانًا حتى في نفس العام.

ولا يزال لغز هذا الفيروس الجديد محيرًا لعقول العلماء، ودافعًا لهم لإجراء المزيد من الأبحاث العلمية لفهم ماهية هذا المرض، وإيجاد إجابات دقيقة لتلك الأسئلة التي لا تزال تبحث عن إجابة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights