2024
Adsense
مقالات صحفية

لماذا لا يصاب معظم الأطفال بالمضاعفات الحادة والخطرة لمرض كوفيد-19؟

إعداد: د. عـوف بن عبدالرحمن الخان

منذ بدء تفشي مرض كوفيد-19 والذي يسببه فيروس كورونا ، حاول العلماء معرفة سبب قلة احتمالية تعرض الأطفال لمضاعفات شديدة بالمقارنة مع البالغين.
تشير مجلة الطبيعة العلمية إلى أن الإجابة قد تكمن في الأوعية الدموية الصحية للأطفال.

يشكل الأطفال نسبة قليلة جدا من المصابين بفيروس كورونا، ففي الولايات المتحدة الأمريكية، أظهرت نتائج المسح الذي أجرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في أتلانتا وجورجيا، أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 17 عاما ، يمثلون أقل من 2 ٪ من حالات الإصابة المؤكدة بمرض كوفيد-19 في جميع أنحاء الولايات المتحدة ، وأن 5.7٪ منهم ذهب للمستشفى، فيما توفي منهم ثلاثة أطفال فقط.

وفي سلطنة عمان كذلك أظهرت المعلومات الإحصائية أنه إلى الآن لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بسبب مرض كوفيد-19 لأطفال دون 17 عاما.

تم نشر العديد من النظريات التي تفسر سبب قلة إصابة الأطفال بالأعراض الحادة للمرض، والتي قد تسبب الوفاة، مثل الجلطات التي تكون في الدم والتي قد تؤدي بدورها إلى نوبات قلبية، وسكتات دماغية، وتشمل هذه الفرضيات إمكانية أن يكون لديهم استجابة مناعية مبدئية أقوى ،وأكثر فعالية ضد الفيروس من البالغين، وأنهم قد يكون لديهم بعض الحصانة؛ بسبب التعرض مؤخرا لفيروسات مماثلة لهذا الفيروس التاجي، لكن عددا متزايدا من الباحثين يعتقدون أن الفرق بين البالغين والأطفال قد يكون حالة الأوعية الدموية، وسلامة الخلايا المبطنة لهذه الأوعية والمسماة بخلايا الإندوثيليام.

ويبدو أن التخثر، أو التجلط مرتبط بخلل في الخلايا والأنسجة الرخوة، التي تبطن الأوعية الدموية وتمنع التجلط عادة، ففي الحالات الطبيعية تتكون جلطات الدم فقط؛ لوقف النزيف من الإصابة، ولكن إذا تلفت البطانة ، يمكن أن تتكون الجلطات أيضًا.

وقد أظهرت نتائج البحث الذي أجراه مستشفى زيورخ الجامعي بسويسرا أن هذا الفيروس التاجي يمكن أن يصيب الخلايا البطانية الموجودة في جميع أنحاء الجسم، مسببا الالتهابات وعلامات التخثر ْْ، ويبدو أن مشاكل البطانة مرتبطة بمعظم حالات كوفيد-19 التي تتطور إلى مرض شديد ،أو مميت عند البالغين، كما أوضح الدكتور مارسيل ليفي أخصائي أمراض الدم في مستشفى جامعة كلية لندن أنه يمكن أن تفسر هذه النظرية أيضًا سبب ارتفاع احتمالية إصابة الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية تؤثر على سلامة البطانة، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم لخطر الإصابة بالأعراض الحادة لكوفيد-19.

عادة ما تكون البطانة وخلايا الإندوثيليام المكونة لها في حالة أفضل في كثير من الأطفال مقارنة بالبالغين ،وحسب تفسير الدكتور بول موناجلي ، أخصائي أمراض الدم لدى الأطفال في مستشفى ملبورن للأطفال بأستراليا ْ،فإن خلايا البطانة عند الطفل تكون صحية ومنتظمة بشكل مثالي ،ثم تقل صحتها مع التقدم في العمر.

يعتقد الدكتور موناجلي وآخرون أن الأوعية الدموية للأطفال لها قدرة أكبر على تحمل الهجوم الفيروسي من البالغين، ومن الملاحظ أن هناك قلة من الأطفال المصابين بمرض كوفيد-19 يعانون من التخثر المفرط والأوعية التالفة، وهذا يمكن أن يزيد من احتمالية صحة هذه النظرية.

ويعتقد الباحثون أنه من المحتمل أن الفيروس يعطل الاتصال بين خلايا البطانة والصفائح الدموية ومكونات البلازما المشاركة في التخثر ، وتعطيل هذا الاتصال يؤدي إلى تكوين جلطات زائدة.

ورغم نشر أكثر من 23,000 ألف ورقة بحثية حول مرض كوفيد-19 وفيروس كورونا المسبب له، إلا أن الأبحاث الطبية لازالت مستمرة ؛ لفهم طبيعة هذا المرض الجديد، وحل لغز هذا الفيروس الذي أصاب أكثر من 10 ملايين شخص حول العالم ، وأودى بحياة أكثر من نصف مليون إنسان خلال الستة الأشهر الأولى لانتشاره.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights