رحلتي إلى مكتب الدكتور هلال الخروصي الجزء الأول
منال السيد
كان الإنتقال إلى مدينة مسقط هو هدفي الأول مذ جئت إلى تلك البلدة الطيبة في مطلع عام ٢٠١٦ ..
كنت أقيم في ولاية البريمي بحكم عملي كمستشارة قانونية في مكتب محاماة .. ولم يكن حلم الإنتقال لفتاة طموحة وعنيدة مثلي إلا شغفاً بالتطور والوصول لأهداف أخر ،، أسعى جاهدة إليها.
وطيلة عامين من العمل والاجتهاد والبحث دوماً عن الأفضل .. كان أستاذي الفاضل/ أحمد العلوي على الدوام معي نحو اختيار الأفضل لي .. لا أنسى أنه ذات يوم وقف إلى جواري في موقفٍ ما قائلا ” أنا معك فيما تختارينه متى كان أفضل لكِ رغم أني أخشى عليكِ من الأسوأ ولكني معكِ للأمام وأثق في قدرتك وقدراتك” ؛ وقتها بدأت بالبحث عن بعض المؤسسات والشركات والسؤال عن أصحابها وأخلاقهم ، صعبٌ جداً على فتاة مثلي أن تنتقل لمكان عمل جديد دون السؤال عن أخلاق أصحابه .. كان علي التحري بدقة عن تفاصيل صغيرة هي الأهم بالنسبةٍ إلي حتى قبل أن أرسل السيرة الذاتية المهنية الخاصة بي إلى أحدهم.
وبالفعل وجدت كثيراً ممن رحبوا بي للعمل معهم بحكم خبرتي في كثير من الأمور التي تعب والديّ في تعليمي إياها وكانا على طول الدربِ يقفون معي نحو التقدم والأفضل .. كانا لا يبخلان علي بأي دورة تدريبية أو كورس في مجال من المجالات.
حسناً كانت جميع الأماكن التي تقدمت إليها في مسقط العاصمة، كما أردت عدا واحدة في ولاية صحار .. تواصل معي منهم أربعة مكاتب محاماة كنت سألت عن أفضلهم مسبقاً خلقاً أولاً وطموحاً .. كان أحدهم هو “مكتب الدكتور هلال الخروصي للمحاماة والاستشارات القانونية” وكانت تلك المقابلة هي الثانية والأخيرة قبل ثلاث مقابلات اعتذرت منهم دون أن أذهب!!
وقبل الإنتقال لإجراء المقابلة الشخصية في مكتب الدكتور هلال الخروصي تواصل معي الأستاذ الفاضل/ حمد الخروصي مرحبا بي واتفقنا على إجراء المقابلة في يوم الخميس الموافق ١٨ ديسمبر لعام ٢٠١٧م وأخبرني بأن الدكتور هلال يريد الحديث معي أولا ..
بالفعل تواصل معي الدكتور هلال على برنامج الواتس آب وتناقشنا حول العمل وطلب الاتصال وكانت أروع مكالمة مرت خلالي من صاحب عمل طوال رحلة حياتي العملية .. كانت مفعمة بالأمل والطموح .. شخصاً رائعاً يحمل مزيجاً من الحكمة والأدب والبلاغة وجمال الروح، مما جعلني أفكر كثيراً بعدم إكمال البحث عن مكاتب أخرى حتى قبل إجراء المقابلة الشخصية.
وجاء اليوم الذي أعتبره حتى الآن أجمل ما صادفني في رحلة البحث عن عمل جديد.
ذهبت والتقيت مع الدكتور المحترم المتواضع الخلوق .. صافحني مبتسماً بابتسامته تلك المفعمة بالأمل والحب والجمال “كل الجمال” جلسنا وتناقشنا حول أشياء كثر اكتشفت من خلالها بأن هذا الشخص هو من أبحث عنه .. أنا التي بحاجة إلى العمل معه دون غيره بقدر ما يتناسب مع سيرتي المهنية ومتطلباتهم العملية.
كان جالسا في مكتبه الجميل الذي يضم بعض كتب الأدب التي تستهويني بقدر ما أستهويها .. أعلاه جهة اليمين كتب القانون التي تتخللها بعض التحف والمقتنيات وأشياء أُخر .. كان حديثه معي ولا أروع .. شخص لطيف وطيب وواضح وصريح بقدر غموضه ودهائه وحكمته .. والله ولا أخجل كنت أود الجلوس معه والاستماع إليه طيلة وقتي، طلب مني الذهاب لمكتب الإدارة للتواصل مع الأستاذ/حمد بشأن بعض الأمور .. وأعود إليه مرةً أخرى.
وبالفعل أنهيت كل الاتفاقات والأمور وعزمت على إنهاء باقي الاجراءات معهم .. و اعتذرت كما قلت من قبل عن باقي المقابلات التي جئت لأجلها.
وبالفعل ذهبت إلى ولاية البريمي مبتهجة .. وطلبت من كفيلي السابق الأستاذ الفاضل المحترم/ أحمد العلوي الانتقال .. سألني إلى أين؟ قلت له إلى مكتب الدكتور هلال الخروصي .. قال لي بأنه يعرفه جيداً وبأنه شخص خلوق ومتواضع كما قيل لي من قبل وقت السؤال عن الدكتور هلال الخروصي .. وقال لي أحدهم بأنه شخص متواضع حكيم لديه ملكة قانونية كبيرة وبأنه عمل بالقضاء لمدة أربعة عشر عاماً من الحكمة والجمال .. وأشياء أخر جعلتني فخورة بأني سمعت عنه هذا الكم من الجمال.
يتبع