2024
Adsense
مقالات صحفية

الحملة الفارسية الثالثة على عمان في (( ١٧٤٢ – ١٧٤٤م )

(الجزء الخامس)

إعداد:-
أحمد بن علي المقبالي

سابقاً في الجزء الرابع : تم استعراض الأحداث والأسباب التي ادت الى تأجيل او تأخير الحملة الفارسية الثالثة على عمان.

والآن وفي هذا الجزء وهو الخامس : سوف يكون الحديث إن شاء الله تعالى عن مباشرة العمليات الحربية بإتجاه عمان

إنِّها الحرب هكذا اتجهت الأمور لدى نادر شاه وقواده فبدأت القوات الحربية الفارسية التحرك بإتجاه عمان بعد تلقيهم طلب من الإمام المخلوع سيف بن سلطان الثاني لمساعدته لارجاع السلطة في يده مرة” اخرى وكأنه لا يعلم ولم يختبر نوايا الفرس سابقا”.

– في شهر إبريل عام ١٧٤٢م أمر الفرس حاميتهم الموجوده في راس الخيمه بمهاجمة مسندم وخصب التي تحتلها قبائل الهوله باسم الامام المنتخب حديثا” سلطان بن مرشد اليعربي

– فور تلقي الحاميه الفارسيه الاوامر قامت بشن هجوما” مباغتا” على خصب وتمكنت من السيطره عليها .

– زعم الفرس بأنهم قتلوا الشيخ رحمه بن مطر القاسمي وأسروا ٥٠٠ من اتباعه في هذه المعركه.

– منذ ١٠ يونيو ١٧٤٢م بدأ الفرس بنقل الجنود والتجهيزات العسكريه الى حاميتهم في راس الخيمه استعدادا” لبدء الحمله على عمان.

– عين نادر شاه كلب علي خان قائدا” للقوات البريه كما احتفظ تقي خان بالقياده العليا بالاضافه الى قيادة الاسطول البحري.

– في ١ نوفمبر غادر كلب علي خان بندر عباس بقواته البريه متوجها” الى عمان.

– في ٢٠ نوفمبر تحرك تقي خان بقواته البحريه باتجاه الاراضي العمانيه على رأس قوه مكونه من اربع سفن كبيره وسفينتين نوع الغراب وعدد من الترانكيات كما لحقت به اربع سفن فارسيه جديده تم شرائها من سورات الهنديه اي ان مجموع السفن الكبيره للبحريه الفارسيه بلغ عشر سفن بخلاف السفن الصغيره.

– توقف تقي خان في خور فكان وقام ببناء حصن لكي يكون قاعدته العسكريه للعمليات الحربيه في السواحل العمانيه.

– أبحر تقي خان إلى رأس الخيمة وهناك التقى بالامام المخلوع سيف بن سلطان الثاني الذي أعرب عن شكره وامتنانه لنادر شاه لتلبية طلبه لارسال هذه المساعدات.

– اتفق الجانبان على أن يقوم الفرس باتخاذ الإجراءات والتدابير الضروريه لاعادة السلطه لسيف في مقابل ان يعترف سيف بالسياده الفارسيه على عمان باكملها.

– هذا الاتفاق سبب امتعاظا” وغضبا” شديدا” لدى انصار سيف وقرروا التخلي عنه والالتحاق بخصمه الامام المنتخب حديثا” سلطان بن مرشد في مطرح ورغم ذلك استمر سيف في تحالفه مع الفرس.

في ١٥ ديسمبر ١٧٤٢م هاجم الفرس صحار بقوه تقدر بما يلي:-

١- عشرين الف جندي.
٢- خمسين سفينه مختلفة الاحجام.

– هذه الارقام تعطي دلاله واضحه بان الفرس وضعوا ثقلهم العسكري على صحار لانهم يعلمون بان مخططهم محكوم عليه بالفشل اذا لم تتم السيطره على صحار.

– هاجمت القوات الفارسيه البريه المدينه من الخلف لضعف التحصينات ولكنهم تفاجأوا بالمقاومه العنيفه والشرسه للسكان بالاضافه الى التعزيزات التي ارسلها والي المدينه أحمد بن سعيد وكذلك الإمدادات التي ارسلها الإمام سلطان بن مرشد بقيادة القائد سيف بن مهنا الامر الذي جعل الفرس يتراجعون عن اسوار المدينه .

– حاصرت القوات البريه صحار من خارج اسوار المدينه وطوقتها تماما” من جهة البر كما حاصرت القوات البحريه المدينه من جهة البحر.

– قامت القوات البحريه الفارسيه بقصف المدينه بشكل كثيف وعنيف لنشر الرعب بين السكان بقصد اجبارهم على الاستسلام أوالهروب من المدينه.

– يقال بان المدفعيه الفارسيه كانت تقصف المدينه في اليوم الواحد من ايام الحصار ب ١٠١٢ قذيفه.

– قاد تقي خان الهجوم على مسقط بقوه تتألف من سفينة القياده وعدد من السفن الاخرى ولكنه جوبه بمقاومه شديده اضطره الى التراجع نحو خورفكان.

– بعث تقي خان برسائل الى الوكيلين الانجليزي والهولندي يشكو اليهما نفاذ المؤن والتجهيزات من القوات الفارسيه ويناشدهما باسم الصداقه بان يبعثا اليه ما يملكان من تلك المواد.

– كذلك وجه رساله الى اخاه في بندر عباس يحثه على ان يمده ب ٧٠٠ جندي ليحلوا محل الجنود الذين قتلوا في العمليات الحربيه وطلب منه ان يتوجه الى شيراز لجمع الاموال وارسالها اليه في اسرع وقت ممكن.

– في ٢٠ يناير عام ١٧٤٣م قامت احدى السفن الهولنديه بايصال المساعدات التي طلبها تقي خان.

– في ا فبراير عام ١٧٤٣م قام تقي خان بالهجوم على صحار ولكنه فشل في تحقيق هدفه .

– بعد الفشل في الاستيلاء على صحار جاءت أوامر نادر شاه بضرورة احتلال مسقط مهما كلف الثمن.

– في النصف الاول من شهر فبراير عام ١٧٤٣م تقدمت القوات الفارسيه البحريه الى مسقط ومطرح وقامت بقصفها قصفا” مكثفا” للتمهيد لنزول القوات البريه ولكنها واجهة مقاومه شديدة الضراوه من قوات الامام سلطان بن مرشد ولكن القوات الفارسيه تمكنت من إحتلال جزء من المدينه.

– أمر الامام بنشر اشاعة بانه أمر قواته التي ما تزال تدافع عن بعض الاجزاء من المدينه بالانسحاب من البوابه الرئيسيه لمسقط .

– عندما سمع الفرس بهذا الخبر ارسلوا بشكل سريع قسم من قواتهم الى البوابه ولكنهم لم يجدوا احد هناك.

– انشغلت القوات الفارسيه بعمليات السلب والنهب بدون إتخاذ الحيطه والحذر من أي هجوم مفاجيء .

– عندما راى الإمام سلطان بن مرشد القوات الفارسيه منشغله بعمليات السرقه شن عليهم هجوما” مباغتا” تمكن من خلاله القضاء على معظم قواتهم هناك

– ادى ما حل بالقوات الفارسيه الى انتشار الرعب والهلع بين باقي صفوفهم فالتجأوا الى سفنهم وانسحبوا الى عرض البحر وتركوا غنائمهم التي بلغت حمولة عدة سفن وبذلك استرجع الامام السيطره على مسقط مرة اخرى وغنم كذلك على بعض سفن الاسطول الفارسي.

– اعطى تقي خان اوامره الى كلب علي خان الذي تحاصر قواته صحار بان يحرك جزء منها لمحاصرة مسقط ومطرح من جهة البر حتى لا يعطي فرصه للقوات العمانيه لتتحرك بسهوله والقيام بعمليات كر وفر على القوات الفارسيه.

– اثناء تحرك القوات الفارسيه الى مسقط مرورا” بمنطقة الباطنه ولعدم خبرتها بتضاريس المنطقه جعلها صيدا” سهلا” للقبائل العمانيه التي الحقت فيها خسائر فادحه

ورغم الخسائر الكبيره تمكنت القوات الفارسيه من احتلال عدد من المدن العمانيه وهي :-

١- الخابوره
٢- السويق
٣- نخل
٤- بركاء
٥- المصنعه

– عند وصول القوات الفارسيه الى مسقط توجهت مباشرة الى معسكر القوات العمانيه فتصدت قوات الامام سلطان بن مرشد للقوات الغازيه بقيادة القائد سيف بن مهنا في منطقة سيح الحرمل ودارت رحى معركه عنيفه تمكنت خلالها القوات العمانيه من اجبار الفرس على التراجع.

– هاجم الفرس مرة” اخرى في اليوم التالي فتصدت لهم القوات العمانيه في نفس المكان فاستشهد القائد سيف بن مهنا في هذه المعركه كما سقط عدد كبير من المقاتلين شهداء من القوات العمانيه الامر الذي مكن القوات الفارسيه من احتلال مدينة مسقط ما عدى حصني الجلالي والميراني.

– انسحب الامام سلطان بن مرشد الى خارج مسقط وذلك لتنظيم المقاومه واعداد الجيش واستنفار القبائل للقتال.

– في رساله من كلب علي خان الى بندر عباس اشار الى ان القوات الفارسيه تتعرض الى كمائن وهجمات مستمره توقع بها خسائر فادحه وان العرب لا زالوا يعززون مدينه صحار وذلك بارسال النجدات اليها بشكل مستمر رغم الحصار المفروض عليها وفي مسقط تتعرض قواتهم لهجمات مستمره لذلك يطلب المزيد من الدعم من الرجال والمال والمواد التموينيه.

– اثارت هذه الانباء غضب نادر شاه فارسل لجنه برئاسة اثنين من كبار شيوخ الفرس وامرهم بتقديم تقرير مفصل عن اوضاع القوات الفارسيه هناك وسير مجريات المعارك وكذلك يجب عليهم تقييم كفاءة القاده الفرس وحصر الغنائم التي حصلوا عليها.

– ان صمود صحار يعود الى الشخصيه القويه والحنكة والشجاعه التي يتمتع بها والي المدينه احمد بن سعيد البوسعيدي الأمر الذي مكنه من إلحاق خسائر جسيمه بالفرس وصلت الى ٣٠٠٠ قتيل ، مما شجع القبائل العمانيه على ارسال النجدات اليه بشكل مستمر.

– قام العمانيون بعمليات فدائيه ضد سفن الاسطول الفارسي ونذكر منها ما قام به الشيخ سليم عندما اسر ثلاث سفن فارسيه في معركة واحده عند جبل السوادي شمال مدينة بركاء.

– قرر الامام سلطان بن مرشد الانظمام بقواته الى والي مدينة صحار أحمد بن سعيد البوسعيدي لما راه ولمسه فيه من شجاعه وحكمه نادر ان تتوفر في شخص واحد.

– شن الامام سلطان هجوما” قويا” على القوات الفارسيه لفك الحصار عن صحار ودارت رحى معركه يصفها المؤرخون بأنها من اروع المعارك التي خاضتها القوات العمانيه ضد القوات الغازيه.

– اعترفت المصادر الفارسيه تكبد قواتهم لخسائر فادحه جراء هذه المعركه بينهم عدد من كبار الضباط.

– تمكنت القوات العمانيه من اختراق الخطوط الفارسيه والدخول الى المدينه.

– استشهد الامام سلطان بن مرشد متأثرا” بجراحه التي اصيب بها في المعركة وذلك في ٢٧ ربيع الاول سنة ١١٥٦هجري الموافق ٢٠ يونيو عام ١٧٤٣م.

– قام تقي خان بعمل خدعه لسيف بن سلطان الثاني الامام المخلوع والمتحالف معهم فسرق خاتمه وكتب رساله الى انصار سيف في قلعتي الجلالي والميراني بضرورة تسليمها الى الفرس فانطلت الخدعه عليهم فسلموهم الحصون وبذلك تمكن الفرس من احتلال كامل مدينتي مسقط ومطرح.

– عندما علم سيف بما حصل وجد بان كل شي يقاتل من أجله انتهى وان الفرس اصبحوا سادة مسقط فأحز احتلالها في نفسه ولم يعد هناك ما يبرر استمرار تحالفه معهم لا أمام اصدقائه ولا حتى اعدائه.

– انسحب سيف بن سلطان الثاني الى الرستاق وحيدا” كسير النفس وأخذت تعتريه نوبات حزن شديده لما جلبه على بلاده من ويلات ومآسي وتدمير وتفرقه وتحت هذه الضغوط من الهواجس والكوابيس لفظ انفاسه الاخيره في منتصف عام ١٧٤٣م وذلك بعد فتره وجيزه من استشهاد الامام سلطان بن مرشد.

– بعد وفاة الاماميين المتنافسين واصل أحمد بن سعيد التصدي للقوات الفارسيه مكبدا” اياهم خسائر فادحه .

– عند عودة اللجنه التي ارسلها نادر شاه وتقديمها لتقرير المطلوب أمر بارسال ٣٥٠٠ جندي ليحلوا مكان القوات التي هلكت وامرهم بان يفعلوا ما يشاءوا لفرض السيطره الكامله على الاراضي العمانيه فاثارت هذه القوات الكثير من الدمار والخراب والقتل والنهب والسرقه في المدن العمانيه .

وبهذه الإمدادات اعتقد نادر شاه بانه يستطيع كسر شوكة المقاومه العمانيه وذلك باستخدام القوه المفرطه التي تخيل انها سوف تحبط عزيمة القوات العمانيه مما يجعلها تستسلم للقوات الغازيه ولكن هيهات ان يحصل ذلك امام هامات شامخه كالجبال.

الجزء القادم وهو السادس باذن الله سوف يكون عن الفشل الفارسي في عمان واثاره الكارثية على الدولة العمانية .

المصادر :-
– عمان وسياسة نادر شاة التوسعيه .

المؤلف :-
عدنان الزبيدي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights