الطِّفْلُ اليَّتيم
كتبتُ هذه الابيات مجاراة لأبيات الأديب الراحل طه حسين والمشهورة ب"طِفلٌ ضرير"
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
أُماهُ ما شَكْلُ السَّعادةِ .. ما الحنانُ وما السَّمَرْ..
يتخاطبونَ مجالساً .. ولا نرى منها أَثَرْ ..
هل هذهِ الأحلامُ باتَتْ في ظلامٍ مُسْتَمِرْ..
أُماهُ ضُميني إليكِ عسى يُوِدِّعُنِي الضَّجَرْ ..
أمضي أخافُ تيتماً .. قَبْلَ الفَتُوَّةِ والكِّبَرْ ..
لا أعلمُ لي بسعادتي .. إِنْ طالَ عُمْرِي أو قَصــُــرْ ..
أَمْشِي بَعِيداً خَائِفاً مِنْ لَمْحِ أَشكَالِ البْشَرْ ..
وَيَظَلَّ حُلمي واقِفاً مُسْتَعْصِياً مِثْلُ الصَّخَرْ..
والأرض ُموحِشَةٌ هُنَا بينَ المُخَاوِفِ والـحــُــفَرْ ..
ما عِدْتُّ أحسبُ مسكني .. يحمي ثيابي من مَطَرْ..
كُوخي الصَّغِيرُ يَضُمُنِي .. وَوَسَادَتي كُومَ الحَجَرْ..
ولسوفَ أَبقى صَامِداً في عـُـقْرِ داري مُسْتَقِر ْ..
أُماهُ لا تخشي عليَّ .. معي هُنَا ربُّ البَشَرْ..
الله يعطي ما يشا …وَيَحِدُّ مِنْ ضَيقِ الكَدَرْ ..
أُماهُ كُونِي كالرَّواسِي شَامِخَاتٍ في قَدَرْ..
فالفجرُ يَحِمِلُ حُلْمُنَا مِنْ وَجْهِ أَحْلامِ القْمَرْ..
ونعودُ يوماً نَقْتَنِي مِصْبَاحَ أَحْلامَ الصِّغَرْ ..