أَفَلَا یَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَیۡفَ خُلِقَتۡ
سعيد بن عبدالله المسعودي
كاتب وصحفي عماني
بداية ونحن في هذه الأيام المباركة وبعد أن من الله علينا صيام شهر رمضان المبارك نسأل الله سبحانه وتعالى العفو والمغفرة والرحمة لضحايا حوادث السير وتعازينا لأسرهم وأحبابهم وذويهم . فمن المؤسف حقا أن تزهق أرواح بريئة في حوادث دهس حيوانات سائبة ، ومتابعة للحراك المجتمعي في وسائل التواصل الاجتماعي وما شابهها في كثير من الأحيان الخروج عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال وتتعارض أيضا مع عاداتنا وأخلاقنا التي عُرفنا بها وأصبحنا مضرب المثل في مشارق الأرض ومغاربها وتبادل المقاطع الصوتية والكتابات المغرضة والتي تدعو إلى قتلها بأبشع الصور وأخرى نحرها وتوزيع لحمها وأخرى بالانتقاص منها فكلها في حقيقة الأمر لا يأتي الخير من ورائها ونحن في دولة مؤسسات وقانون تكفل للجميع حقوقه وعليه واجبات.
ولمتابعتي لما أثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول ظاهرة الحيوانات السائبة وتسببها في حوادث مرورية مروعة وما أثير حولها من سجال ومتابعة للمقال الذي أورده في هذا الشأن الزميل سهيل بن ناصر النهدي ( ملاك الإبل ٠٠٠ جزء من الحل وليس المشكلة ) فإنني أضم صوتي إلى صوته وأضع قبل كل شئ قاعدة دينية مأثورة ( لا ضررو لا ضرار في الإسلام ) مرجعا للحديث عن الموضوع ؛ لإنني مدركا أن الجميع يؤد أن يرى حلولا مرضية لأصحاب الإبل وعدم الإضرار بثروتهم الحيوانية والتي ما تتخذ في العادة الصحاري والبراري بيئات لعيشها وتكيفت منذ قرون مع حرارتها ولهيبها وندرة مراعيها ولقبت بسفينة الصحراء ..
إن المتأمل والمتابع لهذه الظاهرة والمنصف للطرفين الطرف الأول ملاك الإبل والطرف الآخر مرتادي وسالكي الطريق فإنه يرى أن تكون هناك حلولا تسهم في تنمية هذه الثروة وحمايتها وفي المقابل نفسه حماية مرتادي وسالكي الطريق والتي لا تقل أهمية من الأولى وحياة الإنسان لا تقاس بثمن و لا تأتي هذه الحلول إلا بمجموعة حزم يتوافق الجميع عليها مع اختلاف نظراتهم وتوجهاتهم ومن أهمها وجود سياج واق للطرق من الحيوانات السائبة ؛ فالحيوانات السائبة لها بيئة أودعها الله بها وطوع ما بها من حياة فطرية لصالحها وفي كثير من الأحيان وجدت ونشأت في هذه البيئات قبل زحف العمران والطرق إليها ؛ فأصبحت غريبة في بيئتها كطرق الشرقية والباطنة والظاهرة ونزوى / ثمريت وهذا بديهي ومن المسلمات ومن ضروريات الحياة العصرية ، فلايمكن لحياة عصرية بدون طرق وكذلك الثروة الحيوانية مهمة ولا تقل أهميتها عن النفط والغاز والمعادن والسياحة وأرواح البشر غالية ولا تقدر بثمن .
إذن فكيف نوازن بين هذه المعطيات والتحديات ؟؟
ملاك الإبل هم أيضا سالكو ل
هذه الطرق ، وغير محصنين من أخطارها وبذلك هم طرف متعاون لإيجاد الحلول الإيجابية متى ما طلب منه من خلال لجان الهجن بالولايات والاتحاد العماني للهجن ومكاتب الولاة .
ومن الحلول المساهمة في حل هذه الظاهرة إنشاء أسيجة محكمة تتوفر بها مداخل ومخارج لا تسمح من خلالها دخول الإبل ورأينا تجربة لوزارة النقل في مشروعي طريقي الباطنة والشرقية السريعين لكن بمتابعتي الشخصية للأجزاء التي تم إنشاء السياج بها في طريق الشرقية توجد به فتحات وثغرات تستغلها الإبل في الدخول من خلالها وبعدها يصعب عليها الخروج وتصبح تائهة تسير في وسط الطريق فبذلك يجب متابعة المشروعين وتعديلهما وإنشاء مخارج ومداخل للسيارات بها حواجز أرضية تمنع دخول الإبل وجميع الحيوانات وهناك مطلب لملاك الإبل يمكن في دعم الأعلاف الحيوانية والتسهيل في إجراءات رعاة الإبل وتشغيل الإنارة التي كلفت الدولة مبالغ باهضة ولم يتم تشغيلها إلى الآن كطريقي الباطنة والشرقية وبعد هذه الحزم فإن أصحاب الإبل غير معفيين من تطبيق الإجراءات القانونية بعد تمهيد وتهيئة الوسائل الكفيلة لتربية ثروتهم الحيوانية ، والإبل نعمة من نعم الله على الإنسان وفيها الكثير من الخير وتعايش الإنسان معها منذ القدم وهي من الحيوانات الأليفة على عكس ما يصورها البعض من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بوحوش ليلية تمشي على طرقات اسفلتية .فالإبل مذكورة في القرآن الكريم وهناك آية للدعوة والتأمل بالنظر إليها ؛ لما لها من فوائد كثيرة وساهمت الإبل في توفير فرص عمل للشباب وإنعاش قطاعات العمران والعقار وغيرها ليس مجالا لذكرها الآن .
حفظ الله الجميع من كل مكروه ومن أخطار الطريق وعلينا جميعا التعاون لإيجاد الحلول المقنعة والمحافظة على الثروة الحيوانية والمساهمة في إيجاد بيئة مرورية آمنة من أخطار الحيوانات السائبة .