عيد العافية
عبدالله بن حمد الغافري
ولاية الرستاق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين..
أيها الإخوة المؤمنون وأيتها الأخوات المؤمنات السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
هكذا تمر الحياة بين عسر ويسر ومد وجزر “ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون” سبحان الله مصرف الأفعال ومغير الأحوال “وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر الا في كتاب مبين”
الحياة نعمة من الله تعالى بسطها لعباده وفق أعمار محددة وآجال مؤجلة على هذه الأرض فلكل واحد دنياه الخاصة المتمثلة في عمره الذي حدد له..
وجعل العافية تاجا على رؤوس الأصحاء لا يشعر بقيمتها الا من فقدها أو عايش من يفتقدها..
لقد كنا نرفل في نعم الله تعالى المبسوطة لنا وكنا ربما عايشها بعضنا دون أن يستشعر أنها من نعم الله العظيمة! فمن كان يظن أن خروجه من بيته ومداخلته للناس نعمة تستوجب الشكر؟ من كان يظن أنه اتصاله بأقرانه ومخالطته لهم جسديا خطر على صحته بل على حياته!
من كان يظن أن الأسلم له أن لا يصلي في جماعة! وأن لا يحضر عرسا وأن لا يقيم عزاء أو يشارك فيه! من كان يظن أن سفره خطر وأن نسيم الهواء في الزحام وفي المنتزهات وفي كل صنوف التجمعات هو ضرب من المغامرة..
من كان يظن أن مجرد تسوقه لبيته وابتياعه لحاجات أهله نوع من المشقة التي لا بد منها.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، يا الله ما أكرمك وما أحلمك وما أعظمك وما أجل آلائك التي كنت تفيضها علينا ونحن عنها غافلون ونحن عنها معرضون ونحن ساهون ولاهون وفي متاع الدنيا منغمسون..
أيها الإخوة والأخوات لندرك جميعا أن الله سبحانه وتعالى لطيف بنا حيث بلغنا العيد السعيد بعد أداء ركن الصيام نسأل الله القبول والعتق من النيران فلنحمد الله تعالى ولنشكره بالحفاظ على صحتنا وصحة أهالينا ومجتمعنا من خلال التباعد الاجتماعي؛ رغم مرارة الموقف ولكن للضرورة أحكام وبقاء الجنس البشري سنة الهية ومنحة ربانية كفلها الله تعالى لعباده من. خلال تسخير الكون وبسط كل هذه النعم لبني البشر..
أخي المسلم أختي المسلمة أرفع إليكم التهنئة العطرة بالعيد السعيد ولا شك أنه سعيد ما دمنا تحت مظلة اللطيف الخبير لا زال سعيدا ما دمنا نوقن بأن الله سبحانه أرحم بنا من أنفسنا ما دمنا نؤمن أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ما دمنا نتفيأ نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى..
الحمد لله نحن بخير وسنبقى بفضل الله علينا بخير.. “فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون” فمن حب الله لنا أن يبتلينا فإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فأروا الله من أنفسكم خيرًا واعملوا بمقتضى أمره ونهيه فإن جائزة العيد هي لمن قبل عمله ورفع صومه ومحيت خطاياه وخرج من صومه كيوم ولدته أمه..
اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجذام والجنون ومن سيء الأسقام..
اللهم كما سلمتنا رمضان تسلمه منا متقبلا يا ربنا..
اللهم إن الأمر أمرك والخلق خلقك والعباد عبادك قد اسلمنا لك وفوضنا أمرنا إليك وانت خير الحافظين بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، اللهم إن عافيتك خير لنا من عقوبتك ورضاك عنا خير لنا من سخطك ورحمتك بنا خير لنا من غضبك وأنت أهل الجود والكرم والآلاء والنعم فأرح نفوسنا وطمئن قلوبنا واكفنا شر ما ألم بنا يا ربنا ويا ولينا.. اللهم آمين.