مكتشفات أثرية بقرية وبل بولاية الرستاق
كتب ـ طالب المقبالي
تشير الكتابات القديمة أن بعض القبائل البائدة مثل عاد وثمود وطسم وجديس كانت قد استوطنت شبه الجزيرة العربية ، وهناك من القبائل من استوطنت في مناطق من عمان قديماً .
وتكشف لنا النقوش الحجرية والأواني القديمة التي تكتشف بين حين وآخر في عمان عن وجود حضارات قديمة استوطنت عُمان .
ففي ولاية الرستاق هناك مكتشفات عديدة تم اكتشافها ونقوش ومقابر ومدافن قديمة ، بعضها في وادي السحتن ، وبعضها في قرية نزوح بوادي بني هني ووادي الحاجر والحوقين ووادي بني غافر وغيرها، واليوم نتحدث عن قرية وبل بولاية الرستاق التي تضم مخزوناً أثرياً موغلاً في القدم .
فقد عثر المواطن محمد بن خليفه المعولي وبعض أهالي قرية وبل بولاية الرستاق مجموعة من المكتشفات الأثرية بمواقع مختلفة من القرية وهي منطقة العين وأراضي الكرسي وحارة الجناة وحارة البندر وحارة الفرس ووادي معول .
وقد تمثلت المكتشفات التي تم العثور عليها هي قطع أثرية متنوعة وقطع معدنية وأدوات خاصة وعملات نقدية وهي ما زالت تحافظ على شكلها رغم الفترات التاريخية الطويلة.
يقول محمد بن خليفه المعولي :
أن هذه المنطقة تعد من المستوطنات البشرية القديمة جداً وتتميز بوجود العديد من الآثار التاريخية التي لاتزال معالمها باقية إلى يومنا هذا ، وما زلت أحتفظ ببعض الأدوات في المنزل لحمايتها، كما أن النية تتجه لإقامة متحف بالقرية بعد أخذ الموافقة والاشتراطات من الجهة المختصة بإذن الله .
وقد قمنا بتسليم بعض العملات والقطع المعدنية إلى وزارة التراث منذ ٤ سنوات.
وتعتبر هذه القطع الأثرية ثروة وطنية وواجبنا المحافظة عليها لأنها تمثل تاريخ وحضارة هذه البلاد .
ومن بين المكتشفات التي عثرنا عليها عملات كبيرة وهي في الحفظ والصون لدى أحد أبناء القرية.
كما توجد لدي الكثير من الأدوات والمقتنيات التي عثرت عليها من خلال عمليات البحث والتنقيب ، فالجهود الذاتية لا بد أن تكون حاضرة في ولاية الرستاق وإلا سيبقى تاريخها مدفوناً تحت الأرض ، فبعض المقتنيات التي عثرت عليها والتي وأحتفظ بها فهي عبارة عن قطع أثرية متنوعة منها قطع معدنية متعددة الاستخدام
حيث تم العثور على هذه القطع في حارة الفرس وحارة الجناة وحارة البندر وهذه الحارات ظلت عامرة بالسكان خاصة في العصر الإسلامي ، كما تم العثور على بعض القطع الأثرية بعدة مواقع من جبل العنبور بقرية وبل ، أما بالنسبة للفخار فهي مكونة من أشكال وأنواع عديدة ثم العثور عليها في منطقة العين ووادي معول وصولاً لمسجد المعمور، ونتوقع أن معظمها يعود للألفية الأولى ق. م
وتشير النتائج الأولية إلى بعض النشاط للإنسان القديم منها وجود بقايا كسر لفخار من العصر الحديدي ، وبقايا للفخار الصيني الأزرق والأبيض والفخار المطلي بالمنجنيز ومن المتوقع أنها تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد.
كما تم العثور على بعض الأدوات الحجرية متعددة الاستعمال والفخار الاسلامي المتأخر ذو اللون الأحمر ، وفخار بهلا .
وتواصلاً لأعمال البحث عن الآثار التاريخية بقرية وبل وتحديداً في منطقة وادي معول والعين تم العثور على موقع أثري مهم بالقرب من عين الرخمة، ويوجد الموقع أسفل جبال وادي معول جهة الشمال، وهي عبارة عن ٨ مدافن مبنية من الصخور المسطحة فوق بعضها البعض ذات الشكل الدائري َ، وهي لا تزال تحافظ على شكلها رغم الفترات التاريخية الطويلة.
كما تم اكتشاف منصات برجية بالقرب من عين وبل وهي تعود للعصر الحديدي أيضاً .
ومن بين المكتشفات العثور على مخلفات صهر النحاس في بعض المواقع مما يوحي بوجود أفران لصهر النحاس.
وتتميز هذه المنطقة التي تعد من المستوطنات البشرية القديمة جداً بوجود العديد من الآثار التاريخية التي لاتزال معالمها باقية إلى يومنا هذا.
وأوضح محمد المعولي أن فريقاً من المختصين بوزارة التراث والثقافة قام قبل شهرين بزيارة المدافن وتم وضع الإحداثيات عليها ، كما قام الفريق بزيارة مواقع شواهد قبور أحفاد الإمام أحمد بن سعيد الذين سكنوا وعاشوا في قرية وبل وهم من قاموا ببناء الحصن.