فتحية الفجري
الإلهام من أين يأتينا الإلهام ؟!
وهل هناك عوالم ومدن وساحات وأزقة تلهم العابرين ؟!
من أين تأتي الروايات الخيالية ،والنصوص العذبة واللوحات الساحرة ،والابتكارات العبقرية ؟!
الإلهام قيل أنه حالة أو شعور مفاجئ يحفز العقل لأداء نشاط غير مألوف وهو استثارة للإبداع وانعاش للأفكار الخلاقة.
ترى ما الذي يلهمك ؟!
ومن أين يأتي الإلهام؟
لدى أساطير الإبداع والإنتاجية والأداء العالمي أمثال العبقري الهولندي الرسام فيرمير الذي كان ينتج أعمالا فنية من طراز رفيع والروائي الشهيجر جون جيرشام والموسيقار بيتهوفن وآخرون مثل جورجيا اوكيفي وإرنست همنجواي ؟
وهل لسحر المدن ،وجاذبية اللوحات ،وضوضاء المقاهي ،وزخم المكتبات دور في إلهام المرتادين ؟
قد يأتي الإلهام حاجة وقد يأتي نتاج تراكمات و قراءات وأفكار بعضها يأتي في أوقات لست مستعدا لها وإذا أتينا إلى أكثر أفكار البشرية من اختراعات وابتكارات نراها قد قوبلت بالرفض و نعتت بأنها ساذجة وخيالية وغير قابلة للتحقيق .
قيل ” أن الأشخاص الاستثنائيين مثل عازفي الكمان وأساطير الرياضة وبناة الإمبراطوريات والقادة الأسطوريين حينما ينتجون أعمالهم لديهم روتين معين يلهمهم ليستمروا في إنتاج أعمال غايه في البراعة ؟!
وقد ذكر أن باريس عاصمة النور وملهمة الأدباء كانت ملاذاً لأشهر الكتاب والروائيين ، حيث أن “فيكتور هوقو ” خط في باريس أروع أعماله رواية (البؤساء -وأحدب نوتردام ) ،
وبأن “لوزيرن ” تلك المدينة السويسرية الخيالية الواقعة على ضفاف بحيرة خلابة هي ملهمة القادة والمتحدثين والرؤساء التنفيذيين وبأن منطقة الآثار الرومانية الساحرة مصدر إلهام كل الفنانين في إيطاليا غدت مدرسة مفتوحةً في الهواء الطلق للرسامين .
وأرى أن للمدن والساحات والفن تأثيراً كبيراً على العابرين.
يقول جريس كودينتون ” افتح عينيك دائما وراقب فكل ما تراه من حولك يمكن أن يلهمك ”
إذا أتينا إلى حكاية إمبراطورية قوتشي ، بدأ المصمم الفلورانسي حياته المهنية كبواب في فندق سافوي في العاصمة لندن ،اعتاد أن يحمل حقائب النبلاء والمشاهير أمثال مارلين مونرو وفرانك سناترا ،ووستن تشرشل ،لمعت في عقله فكرة تصميم حقائب أفضل من الحقائب الرتيبة التي كان يحملها المشاهير،
وهناك ملياردير كانت تأتيه الأفكار تحت الماء في حوض خاص به فيخرج ممتلئاً بالأفكار ويقوم بتنفيذها وتأتي بمدخول لا مثيل له !ّ.
وهناك من تأتيه الأفكار وهو نائم فينتج أروع أفلام الخيال والمغامرة والتشويق والبعض تأتيه وهو يقود السيارة وبعضهم الآخر عندما يجلي الأطباق ،
ويختلف إستقبال الناس لتلك اللحظة واستغلالها لتحقيق أهدافهم وتخليد أفكارهم .
والوصول إلى مرحلة التفرد والبراعة وإنتاج عمل فذ يثير إعجاب الناس بتميزه يحتاج إلى إلهام .
أخيرا لاحظ الأوقات والأماكن والأنشطة التي تلهمك، حياة الريف الهادئة ، مياه البحر الصافية كالكريستال ، لمعان النجوم ، سحر مدينة ما ،أم رؤية لوحة جاذبة؟!
انظر ما الذي يلهمك ؟!.
