راعي المعنى يستعنى
فلاح بن درويش البلوشي
عندما يصرّح أحد الصحفيين العمانيين المخضرمين في إحدى القنوات الإذاعية المحلية مستنكراً العمل عن بعد وأن العماني فشل في هذه التجربة ولا يستحق زيادة في راتبه ما لم يطوّر من نفسه !!!
شخصياً أعتقد بأن هذا الشخص محبطاً من نفسه كونه من جيل الستينات أو السبعينات (اللذين لم يطوروا من أنفسهم) مواكبين العصر الحالي ومستجداته وما وصل إليه العالم من تقنية لا تستوعبها عقليته المحدودة ويريد إظهار خبراته المتراكمة ومنها العمل الروتيني أو الكلاسيكي بمعنى أصح وأنه العمل الناجح والذي يجب على المؤسسات إتباعه وهذا ما يعمل عليه هو ومن على شاكلته ربما لأنهم لا يعرفون كيفية استخدام البرامج الإدارية الحديثة والمتطورة لإنجاز الأعمال عن بعد والتي تستخدم في كبرى شركات العالم ، ولم يقف عند هذا الحد … بل وتطاول على حقوق الموظفين المادية ! حيث قال بأن الموظف لا يحق له طلب زيادة في راتبه مالم يطور من نفسه بمعنى أنه حتى لو تجاوز هذا الموظف ٢٠ سنة في الخدمة فإنه لا يستحق أي زيادة في راتبه وحقوقه إذا لم يقم بتطوير وتأهيل نفسه وتناسى بأن المؤسسات عليها الدور الأكبر في تطوير وتأهيل موظفيها ، ما أزعجني حقاً الحقد الدفين الذي يكنّه أمثال هؤلاء تجاه المواطنين وشخصياً أرى بأنهم لا يرغبون في أي تطوير مادي كان أو معنوي لصالح المواطن ، فلن تتقدم الأمم بوجود كثرة من أمثال هذا الشخص ويجب حقاً إعادة النظر في الأدوات العملية المتبعة في الكثير من المؤسسات الحكومية وعدم الأخذ بآراء أمثال هؤلاء المتحجرين فكرياً ومازالوا متمسكين بالعمل الكلاسيكي الممل والكارثي فهم كُثر من مستشارين ومسؤولين رفيعين المستوى كما أنه يوجد بعض الفئات الشابة القليلة التي لا تحب التطوير كذلك ويجب على الجهات المنتسبين إليها إلحاقهم في برامج عصف ذهني تجدد من افكارهم وترفع مستوى طموحاتهم ، وعلينا كمجتمع واعي عدم الإنحياز لمثل هؤلاء الأشخاص وكتاباتهم السلبية ولا حتى نشرها ، فإمّا أن يكونوا إيجابيين ويبعثون بالأمل للمواطن من حيث إقتراح اساليب حديثة لتطوير الأعمال أو حتى الدعاء للمواطن بأن تتحسن معيشته للأفضل أو أن يخرسون أفوهتهم عن الكلام المحبط ويقطعون أصابعهم عن الكتابات المشؤومة ، وأخيراً أود القول بأن المؤسسات التي تواكب التطور التقني الحالي هي من ستكون في مصاف المؤسسات المنتجة لأنه وبلا شك فإنّ العمل الكلاسيكي الممل أثبت عدم كفائته في ظل الظروف الحالية فكثير من الجهات توقفت عن العمل كونها لا تمتلك البنية الأساسية للعمل عن بعد من تقديم خدمات وانجاز للمعاملات.
أخيراً اعتذر اذا ماكان كلامي قاسياً نوعاً ما أو غير منسّق ولكن ما دفعني للكتابة هو مصلحة الوطن والمواطن والتي هي فوق كل شيء.
وفق الله سلطان البلاد المفدى وأحاطه بالبطانة الصالحة وأيده بالحق وأيدّ به الحق فكُلنا ابناء عمان سواعد في بناء النهضة الحديث المباركة.