بقلم د. خميس بن ماجد الصباري
لن أنسى ذلك اليوم الذي زارني فيه أحد العلماء الأصدقاء الذين كرعوا من منهل العلم والفقه والأدب.
كان ذلك الرجل كبيرا في السن والعلم والفكر.
سمعت الجرس في وقت باكر؛ فقلت عجبا لهذه الزيارة المبكرة؛ فهي لا تأتي إلا من حبيب قريب أو لأمر عجيب.
فتحت الباب؛ ففوجئت بالشيخ الغالي؛ فاستقبلته بما يليق بالمقام الجليل.
تناولنا الإفطار معا، وشربنا القهوة على عادة أهل الوطن، ثم استطردنا في الحديث عن الأدب والأدباء؛ وكان هذا دأبنا معا كلما اجتمعنا. ثم قال اسمح لي بإهداء كلمة لك؛ فقلت: شيخي تلميذكم يتعلم منكم؛ فقال: الزم نخلتك يا خميس حيث بيتك الأصيل.
مضت اثنتا عشرة سنة، وكنت اتردد بين البيت التليد، والبيت الجديد، ونسيت كلمة الشيخ حتى جاءت أزمة الوباء (كورونا) فلم أجد مكانا أفضل لي خلال هذه الأزمة إلا أن اكون في البيت الأصيل حيث النخيل والأهل والمزرعة؛ فتذكرت كلمة الشيخ الجليل: الزم نخلتك ياخميس.
إن الأمة التي تزرع؛ فتأكل من عمل يدها هي الأمة العزيزة.
اللهم، اكشف الوباء، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه!
نزوى- سلطنة عمان
٢٢ أبريل ٢٠٢٠
