مكتب حفظ البيئة عهدا ، ووفاء
هلال البدوي
باحث قانوني،وكاتب
ذلك الصرح العظيم الذي أراد له المؤسس الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد _ طيب الله ثراه _ أن يكون حامي العرين البيئي الأول بالسلطنة منذ تأسيسه في عام ١٩٧٤م قبل إنشاء أي جهة أخرى رديفة للشأن البيئي، بل أراد له المؤسس الريادة الدولية ضمن البيت البيئي العالمي يؤثر ويتاثر به ،ومنذ ذلك التاريخ كان له السبق في رسم السياسات العامة للنظام البيئي بالسلطنة إلى جانب مساهماته اللامحدودة لمنظومة دول مجلس التعاون للقطاع البيئي والمنظمات الاخرى ذات النشاط ،ولطالما كان للمكتب الحضور اللافت في جميع المحافل الإقليمية ، كيف وعمان تزخر بما حباها الله من موارد بيئية متنوعة من الكائنات الحية والفطرية وربما تتميز أحياناً بالندرة في كثير من تلك الموارد البيئية حيث صنفت موارد السلطنة البيئية ضمن القائمة الحمراء للحيوانات النادرة المهددة بالانقراض وفق التصنيف العالمي لصون الطبيعة .
واليوم بعد عقود من النهضة المباركة في ظل إدارة مؤهلة تمتلك كافة مقومات التمكين للعمل البيئي من إدارة عليا ومختصين بمكتب حفظ البيئة قادرة على تعزيز الاستدامة لصون الطبيعة والكائنات الحية والفطرية بالسلطنة .
فقد نجد هذا الصرح _مكتب حفظ البيئة_ حاضرا حتى في الظروف الراهنة بما يمر به العالم من وضع استثنائي لجاحة “كرونا” التي قد تطال المورد البيئي والعاملين فيه حيث لم يألو المختصين بالمكتب أدنى جهد لتأمين الحياة الفطرية للكائنات الحية والموارد الطبيعية بالمحميات الطبيعية التابعة لديوان البلاط السلطاني .
ومن الجدير بالذكر فإن عمل المختصين لا يتوقف عند عتبة حماية الحياة البرية فهم حاضرون كذلك باوراقهم العلمية للبحث البيئي في كافة المؤتمرات والمنتديات الإقليمية والدولية ،وتكمن المفارقة بين مكتب حفظ البيئة وغيرها من الجهات الحكومية الأخرى انه يمتهن العمل الميداني إلى جانب العمل الإداري والعلمي في المؤسسة .
ومن الشاهد للعيان ما استطاع إنجازه المكتب في مدة تعتبر قياسية للمشاريع والأعمال البيئة الرائدة ابتدأ من العام ٢٠١٤م عوضا عن ما يمتلكه من رصيد ثري من الانجازات السابقة منذ تأسيسه فقد تمكن المكتب من اعادة توطين حيوانات نادرة كانت مهددة بالانقراض وآخرها عودة حيوان المها العربية _بن سولع_ إلى موطنها وبيئتها الام بمحافظة الوسطى بمحمية الكائنات الحية والفطرية بجعلوني وهذا من العهود التي أوفى بها مكتب حفظ البيئة لروح المؤسس الأول ليجدد العهد على ذات المواثيق مع جلالة السلطان الحاضر هيثم بن طارق فكيف وقد شملت الرعاية السامية بتبعية المكتب لديوان البلاط السلطاني تكليفا وتكريماً .
وبه وعليه يستمر العطاء والعمل الدؤوب لهذا الصرح الرائد حتى في أحلك الظروف ملتزما بالجودة في الأداء بكافة اركان هيكلته ،ومن يتطلع عن قرب لسياسة عمل هذا الكيان فهو أقرب لترسيخ مفهوم عمل دولة بيئية استطاع من المكتب بصلاحياته وامكانياته المحدودة أن يكرس تثبيت هذا المفهوم ، وهنا يجب أن تكون كلمة حق حاضرة في حق القائمين على هذا الصرح ، فبوركت تلك الايادي التي اوفت وجددت العهود.