بقاءك في البيت ،،، التزام وإلزام
هلال بن حميد المقبالي
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد(كوفيد 19) لأول مره في مدينة ووهان بجمهورية الصين ، و جميع دول العالم في حالة ترقب ، و إستنفار تام مما حصل و ما سيحصل ، يتابعون تطور الموقف حتى غزا الفيروس جميع دول العالم تقريباً بسرعة لم تشهدها البشريه من قبل مع فيروسات مماثلة أو أوبئة سابقه ، عاش الجميع في ذهول و حيرة ورعب حول هذا الزحف الامتناهي و طريقة إنتشار هذا الفيروس المرعب بكل ماتعنيه الكلمه.
و منذ اللحظة الاولى من ظهور فيروس كرونا المستجد(كوفيد 19) كانت السلطنة من أوائل الدول التي أتخذت التدابير الإحترازيه، بعد اكتشافها للفيروس في مواطنيين عائدين من الجمهورية الإيرانية الإسلاميه، ولخطورة الفيروس وطرق انتشاره، بادرت الحكومة متمثلة بوزارة الصحة بتوجيه وسائل الأعلام بجميع فئاتها المرئية، المسموعه، و المقروءة، و قنوات التواصل الاجتماعي بمسمياتها، الى بث التعليمات الواجب أتخاذها وطرق الوقايه من فيروس كرونا المستجد(كوفيد 19) ، ومع تزايد اعداد المصابين على مستوى العالم، وخوف تفشي الفيروس في المجتمع العُماني ، إستوجب النفير التام في جميع المؤسسات الحكومية عامة والمؤسسات الطبية والامنية ، للتكاتف مع بعض لإستقبال هذا الضيف الغير موغوب فيه والتصدي له بكل جرأة وإقدام .
على ضوء هذه المعطيات والتوصيات وتطور انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19) تشكلت في 10 مارس/2020 م اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19) بأوامر ساميةٌ من لدن جلالة السلطان هيثم حفظه الله، وكان أولويات هذه اللجنه هو الحد من انتشار فيروس كرونا (كوفبد19)، و سلامة المواطن والمقيم في أرض السلطنه، من الاصابة بهذا الفيروس ، وتوفير سبل السلامة، والإستبقاء على المستلزمات الأساسية و الضرورية بجاهزية تامه ، ومتابعة تطورات أنتشار الفيروس عالمياً ، مع القيام بدورها الأساسي بتقييم وتقدير الموقف، لأخذ القرارات المناسبه ، حيث بدأت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19) بأصدار مجموعة من القرارات و التدابير الإحترازيه تباعاً ، بسلسلة خطوات مدروسة و مقبولة لدى المجتمع ، و التي بدورها تساعد بشكل كبير في الحد من انتشار هذه الجائحة العالميه ، و ضمان أستقرار الأوضاع المعيشية للمواطن والمقيم ، و ما نتابعه من تقارير و معطيات حَول الانتشار البسيط لهذا الفيروس في السلطنه خلافاً عما نراه في بعض الدول من انتشار الفيروس بصورة جنونية وبأعداد كبيرة، ما هو إلا دليل على القرارات الصائبة والاجراءات و التدابير الوقائية السليمه ، التي اتخذتها اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19).
إن الوعي المجتمعي ، و ثقافة المواطن و المقيم كان الرهان الاكبر لدى الحكومة في التحدي والتصدي لجائحة فيروس كورونا (كوفيد19) ، وإنحسار هذه الجائحة العالميه والحد من تأثيراتها، على المستوى القريب، والبعيد ، فكان القرار بأن يكون الجميع يلتزمون في المنازل وعدم الخروج ، إلا للضروره القصوى ، وترك التجمعات الاجتماعية والعائلية ، وعدم الأختلاط بالآخرين ، والأبتعاد عن الأماكن المزدحمه، سبيل للحد من تفشي المرض.
كان التوجيه للجميع بالبقاء في البيت هو الشعار الأسمى ، والمعادلة الأصعب في ظل هذه التدابير الوقائيه، و الرهان الحقيقي الذي تنادي به اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)، والعالم اجمع ، لمنع إنتشار جائحة فيروس كورونا و هو بلا شك يظهر مدى الوعي لدى المواطن والمقيم.
ان بقاءك في البيت لهو إلتزام و إلزام ، إلتزام بتنفيذ قرارات اللجنه المكلفة من قبل الحكومه ، و الزام لسلامتك والحد من انتشار فيروس كرونا، حماية للوطن والمجتمع ، ورد الجميل للوطن والعاملين الذين يقومون بكل همة ونشاط تاركين اسرهم ومنازلهم، لأجلنا ليكونوا الخط الأول للدفاع و حماية كل من يعيش على أرض عُمان الأبية، ولا يقتصر البقاء أو الجلوس في البيت على الوقاية من العدوى وحسب بل هناك فوائد عديدة نذكر منها.:
1. الجلوس مع الأسره فترة أطول مما يبعث الطمأنينة والأستقرار النفسي لها
2.إستغلال الوقت في أكتساب مهارات جديدة.
3. التفرغ التام للعبادة وقراءة القرآن وكتب السيرة.
4. القراءة ، وممارسة بعض المهارات.
5. العناية بحديقة المنزل.
6. توفير مبلغ تعبئة الوقود أو إجرة المواصلات.
7. الأبتعاد عن المجاملات والكلام غير المفيد في أوقات العمل.
والاهم من ذلك هو تجديد الحالة النفسية من الضغوطات اليوميه للذهاب والعودة من العمل وزحمة الطرق..
خليك في البيت، و البعد عن التجمع المجتمعي يرهب الفيروس ويحاصره ويمنع انتشاره ، لأن في التفرق قوةٌ وفي التراجع إقدام ، في مثل هذه الظروف العصيبه.
وختاماً لابد أن نسطر تحية إجلال وتقدير للعاملين في المؤسسات الامنية والطبية وأعضاء اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد -19) على الجهود المبذولة، والشكر لكل من شارك وساهم للحد من انتشار هذه الجائحة العالمية فيروس كورونا (كوفيد -19). و في البيت خليك ، رحم الله والديك.
حفظ الله عُمان الإباء قائداً وشعباً من شر الوباء والبلاء، وسوء الأداء…