2024
Adsense
مقالات صحفية

الحياة في زمن الكورونا…..؟

 

د. حسين كاظم الوائلي

رئيس مجموعة ابحاث الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الاستدامة

استاذ مشارك وخبير طاقة – جامعة صحار

 

ونحن نعيش مع تداعيات فايروس كورونا “كوفيد19” ومع تسارع الاحداث بين زياد اسية في عدد الاصابات وبين اختلاف في عدد الوفيات والحالات التي تماثلت للشفاء حول العالم وبين العزل والعزلة وبين عجلة الاقتصاد التي بدأت متعبة مضنية ومتباطئة ومتثاقلة اصابت الكثيرين حتى تنافست مع كورونا، في زمن الكورونا نجد اننا امام تجربة جديدة ادت الى اغلاق جميع دول العالم وجميع المدارس وعطلت الحياة وهذا ما لم نلحضه في حياتنا ولم نقرأه في التاريخ. فما هي الخيارات وكيف يكون التعاطي؟

تشير احدث الابحاث العلمية الجديدة الى ان العالم امام اربع خيارات او سياسات للتعاطي مع هذا الفايروس مبنية على الزيادة الاسية للانتشار والمتمثلة بالعامل R0 والذي يجب ان يكون اقل من واحد لينتهي الوباء. اما الخيارات فتتضمن العناوين والاجراءات والنتائج التالية:

  1. لانفعل شيئا: هذا الخيار سيؤدي الى اصابة 75% من البشر (5.775 مليار انسان بناء على 7.7 مليار انسان على كوكب الارض) وبالتالي سيموت 5% اي مايعادل 385 مليون انسان. النتيجة: R0 اكبر من واحد.
  2. سياسة التخفيف: بمعنى انه سيتم تبطيء انتشار الفايروس عن طريق اخفاض انحناء مستوى الذروة للوباء وجعلة يصيب نفس العدد باوقات متباعدة لضمان استيعاب المرضى. النتيجة: R0 اكبر من واحد.
  3. سياسة الاخماد: وهي ان نقوم بعزل كامل وصارم وان تعطل المدارس والاعمال وهذا ماتم اجرائه في مدينة ووهان في الصين ونجح، ولكن يذهب البعض الى ان هذا السياسة لتكون ناجحة 100% نحتاج الى عام من العزلة وهذا ما لاتتحمله المجتمعات والدول لتاثيراته السلبية على الاقتصاد وكل جوانب الحياة. النتيجة: R0 اقل من واحد.
  4. سياسة الاخماد المعدل: وتطبق هذه السياسة بالعزل والاخماد العنيف لفترة محدودة يتبعها اخماد مخفف، ويذهب بعض الباحثين الى ان العزل المشدد يمكن ان يتراوح بين شهر الى ستة اشهر. اما الاخماد المخفف فتعود الحياة ولكن مع مراعات للنظافة الصحية في كل الاماكن والمواقع وتطوير الرعاية ومتابعة وتقصي الحالات. النتيجة: R0 اقل من واحد.

هذه الخيارات مبنية على العديد من العوامل والمعطيات والاحصاءات، ولكن بالمقابل هناك العديد من المجاهيل والمتغيرات فمثلا حتى الان لايوجد دواء او لقاح او حتى المعلومات غير كافية عن فايروس كورونا ناهيك عن تبدل الفايروس وتطوره وتغيره هذا من جانب، ومن جانب اخر نجد تهافت العلماء والمراكز البحثية والدول للوصول الى لقاح ودواء، ايضا الباحثين بدأوا يقتربوا اكثر للتعرف على هذا الفايروس ويجمعوا المعلومات والاحصاءات ويجروا التجارب للالمام بعالم الكورونا. بل ان الخيال العلمي بدأ يحاكي عقول العلماء للبحث عن اجابة لسؤال “وماذا بعد كورونا؟”. لان العالم قبل كورونا ليس كما هو بعده ولانعلم مالقادم. فكيف هي الحياة في زمن الكورونا؟

العالم يعيش بين الخيار الثالث والرابع اعلاه. ونحن نجلس في البيوت لايجب ان نستسلم للياس والفراغ والاكل والاخبار حيث اننا جزء اساسي من الحل، ونحن في البيوت لنعمل ونخدم الناس اكثر..لنلتزم اكثر بمسؤلياتنا ونستمع ونتبع تعليمات المؤسسات المعنية اكثر واكثر.. لندرس ونتعلم اكثر..لنكون صحيين ورياضيين ومن المنزل اكثر..لنكون انسانيين اكثر.. لنحب بعضنا اكثر..ونتواصل مع بعضنا اكثر..لنصلي لربنا اكثر..لنقوم بكل مسؤوليتنا الحياتية بدون ملل او تثاقل اواكتئاب لاننا بالمنزل..لنبتكر اسلوب مبهج وصحي للحياة افضل.. واقتبس من غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل في الادب ” ان احدا لا يستطيع تعليم الاخرين الحياة، وان ذاكرة القلب تمحو كل الذكريات السيئة، وتضخم الذكريات الطيبة”. يحدونا الامل والتعلق بخالق الكون ان يكون القادم اجمل وافضل.. دمتم بخير.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights