كورونا بين الرعب والمنطق
منى المعولية
يبدو أن صاحب الحظ الأوفر في محركات البحث العالمية مؤخرا هو الفيروس السوبر مان أو فيروس كورونا ٢٠١٩ المستجد، فكل مواقع التواصل الافتراضية والواقعية يسود فيها الحديث عن هذه الفاشية والتي عبرت القارات خلال فترة وجيزة، وأصبحت شغل العالم وشاغله ولكن الفيروس نفسه يأتي دائما بحلة جديدة وثوب جديد ويحاول ان يكون أقوى مع أن معظم المختصين يؤكدون أنه كفيروس الانفلونزا العادية وقد تحصد تلك الانفلونزا بشدتها من لايستطيع جسده المقاومة بسبب ضعف المناعة أو الأمراض المزمنة التي ربما قد سبقت ونخرت جسده ولكن وبدون التحذلق في الأمر ونجعل الاختصاصات الطبية وتقييم المخاطر لدى أربابها، لا يخفى علينا أن أولى درجات الحماية للإنسان هي الوقاية وتأتي تلك الوقاية بالوعي والادراك واتباع النهج السليم لتجاوز العوارض التي تنتأ بين الفينة والأخرى فعلينا ألا نكون بيئة خصبة أو حاضنة لنقل الأمراض، على المرء أن يدرك أن هناك ما يسمى بالثقافة الذاتية، تلك الثقافة التي تكون بمثابة محجر للشخص مع نفسه، فعلى قدر فهمه سيكون تصرفه وعلى قدر مسؤوليته والاحساس بها اتجاه الغير سيتصرف، تقاذف إلى سمعي قصة ذلك الرجل العائد من إحدى الدول المحظورة نتيجة تفشي الفيروس حيث كان قد قدم قبل القرار بساعات وما أن سمع بالتحذيرات من قنوات الإعلام ووزارة الصحة حتى غير اتجاه وجهته مقررا أن يذهب إلى مزرعته البعيدة عن بيته ليخلد فيها لمدة أسبوعين تحت الحجر المنزلي ومن منطلق ارادته ملخص القول أن الإنسان طبيب نفسه وكلما كان مستوعبا لما يحدث من تغيرات في العالم ومتسلحا بالمعرفة والتفكير الصحيح لن يحتاج إلى قوة من خارجه لتوجهه او لتملئ عليه ما يفعل، هنا يرتفع مستوى الرقابة الذاتية، ذلك المقياس الذي يكون سقفه ثقافة الفرد وتحضره، لاشك ان الحذر والنظافة واتباع الطرق الصحية مطلبا عاما، غير أن التثقيف الشخصي مطلبا أساسيا، ليس بالضرورة ان يكون في كل بيت طبيب ليوجه العائلة ولكن بالتأكيد ان كل فرد يستطيع أن يكون حكيم نفسه وغيره، لنتجنب جميعا تعظيم الأمور ولنأخذها بالتؤدة والتروي فبعض ردات الذعر المبالغ فيها تخلق كيانا مهتزا وتمزق نسيج الثقة بين البعض لتصبح الترجيحات الهوائية بين صد و رد وتشكيك أو تحجيم لمقدار الجهود المبذولة لمكافحة العارض، فتخرج بعض الأيادي الخفية لتصطاد من المياه المغبرة باحثة عن منفذ لها لتتسرب وتشتت أمر الفيروس بين واقعه بسرعة انتشاره وكذلك المتوقع سرعة انتهائه مع ارتفاع درجة حرارتنا الصاهدة أو بين كمية الرعب والتهويل التي تلعب عليها أصابع البعض لتبث الذعر وتربك العامة ارباكا قد يقضي على المرء دون الفيروس نفسه.