ماضون خلفك سيدي ماضونا
هلال بن حميد المقبالي
خمسين عاماً من عمره ، كرسها والدنا السلطان قابوس طيب الله ثراه لبناء عنان دولةً وشعباً ، و نقل عمان من ظلمات الجهل والفقر الى نور العلم والرخاء، عمل بلا كلل أو ملل مضحياً بوقتهِ و صحتهِ ، مسخراً كل الأمكانيات المتاحة والمتوفرة ، لكي تكون عُمان وشعبها
يرتقون الى مصاف الدول المتقدمة ليكونوا أكثر تمدناً و تقدماً وتنمية وإزدهارا.
كانت النهضةُ القابوسية المباركة تسبقني بثلاث سنوات وعدة أشهر، ولكني نشئت في كنف النهضةُ المباركة، وعايشت التطور و التنمية في وِلايتي وقراها، اكبر و تكبر معي تساؤلاتي وملاحظاتي حول ما اشاهده من تطور في شتى المجالات، وكان الرد خلف كل إجابةً لسؤالي ” الحمد لله…. الله يخلي قابوس” حتى اعتقدت ان “قابوس” مخلداً من كثر ما كنت اسمع كلمة “الله يخلي قابوس” ، كبرت و أنا ازداد ادراكاً اكثر من ذي قبل بإن ما يقوم به ، وقام به والدنا جلالة السلطان طيب الله ثراه، سيكون إرثاً خالداً، إسطورة تاريخية يتذكرها الجميع حاضراً ومستقبلاً.
جاء نبأ وفاةِ والدنا السلطان قابوس رحمه الله ، ليخيم الحزن على كل عُمان، بكته السماء والارض قبل الشعب، وخسره الوطن ارضاً وشعباً، فبفقدهِ أنفطرت القلوب الماً، وفاضت العيون دمعاً حزناً على فراقه المؤلم ، ونعاه الوطن فقيداً عريزاً، ورغم ذلك الحزن العميق ، استبشرنا خيراً بمن أختاره لنا والدنا السلطان قابوس طيب الله ثراه ليكون خليفةً له، فرؤيتة القابوسيه في اتخاذ أي قرار دائما يكون فيها الصواب، و في المسار الصحيح، ونتفائل بأختيارهِ خيراً.
كان والدنا السلطان الراحل، حريصاً على الشعب في حياته، فلابد ان يختار من سيكون أحرص على الشعب منه، وقد جاء اختيار جلالة السلطان هيثم حفظه الله، وتسلمه الامانه إدراك مسبق من قبل والدنا جلالة السلطان قابوس طيب لله ثراه بقدرات و إمكانيات خليفته، وثراء فكرهِ وتطلعاته و عطاءه واضعاً بين يديه إرث عظيم ونهضة عظيمة.
انتهت ايام الحداد ولكن لايزال الحزن يقبع في القلوت وما زالت العيون تذرف الدموع ، عندما يمر ذكر السلطان الراحل طيب الله ثراه، و تذكر مآثره، فالكل يستذكر أحوال عُمان قبله ، و َكيف أصبحت في عهده، ولعل خطاب جلالة السلطان هيثم حفظه الله جاء في التوقيت المناسب، جاء مخففاً من حزن الشعب بلسماً لآلامه، جاء مستهلا بعبارة ألفوها من والدهم السلطان قابوس طيب الله ثراه، ( ابناء عُمان الأوفياء)، مستبشرين بخطابه خيراً، بما حواه من مفردات، ومعاني تلامس تطلعات المواطنين للمرحلة القادمة ، كان الخطاب التأريخي الأَول الذي قرب السلطان هيثم حغظه الله، من الشعب و وضع له في حبهم موضع عميق الاثر، “”أبناء عُمان الأوفياء.. إنّ الانتقال بعمان إلى مستوى طموحاتكم وآمالكم في شتى المجالات؛ سيكون عنوان المرحلة القادمة بإذن الله، واضعين نُصب أعينِنَا المصلحة العليا للوطن، مسخرين له كافة أسباب الدعم والتمكين. وإننا إذ نعاهد الله عز وجل على أن نكرّس حياتنا من أجلِ عُمان وأبناء عُمان، كي تستمر مسيرتُها الظافرة، ونهضتها المباركة””.
سلطاننا امر تجدنا عصبة
لا نختلف سر موكباً ميموما
وامر فدتك الارص يا سلطاننا
إنا على عهد الوفاء باقون
نعم سيدي، على عهد الوفاء باقون ، كذا علمنا أبانا الراحل السلطان قابوس طيب الله ثراه ، فسر بعون الله ماضَون خلفك بكل همةٍ وإقدار ، عزيمةٌ، و إصرار ، مذللين كل الصعاب و العقبات، مسخرين كل الطاقات والقدرات، لتعلو عُمان وترقى ، حافظين للعهد مقدمين الَولاء.
الراية العصماء انت مليكها
فأمض رعتك مشاعر و عيونا
هذي عمان . سهولها وجبالها
والشعب خلفك سيدي ماضونا.
و فاءاً لوالدنا السلطان قابوس طيب الله ثراه، و ولاءاً للسلطان هيثم حفظه الله… نقول:
ماضون خلفك سيدي ماضونا
عهدا … علينا باقياً ومصونا
ماضون صفاً واحدا لا ننثني
سمعا علينا طاعة… لك عونا
وباذن الله تعالى سنبني عُمان و ستظل نهضتها متجدده، مستمره التطور والنماء، ويستمر العطاء بقيادة السلطان هيثم حفظه الله ورعاه.