ضمان وأمان وإطمئنان
حمد بن سيف الحمراشدي
من جهود الدولة في رعاية المواطن ما عُرف بتسميته بالضمان الإجتماعي بوزارة التنمية الإجتماعية، ولربما تم إختيار هذا المصطلح للشعور من خلاله أن تكون الفئة المستهدفة تشعر بضمان وجود مصدر رزق أي كان مقداره أن يكفل للمستحق إستقرار نفسي وإطمئنان حين يجد في نهاية كل شهر ضمان مبلغ يعيش به ولو لم يفي بكل متطلبات الحياة إلا أنه يغطي الرغبات الرئيسية في العيش وإلى جانب ذلك يكون التكافل والترابط الإجتماعي يكمل للمستحق متطلباته الأخرى التكميلية لحياة كريمة.
الضمان الإجتماعي مع وجود تكافل وتعاون أسري يعني أن للحياة ضمان وأمان وإطمئنان ونعني بذلك أن يعيش الفرد المستهدف وهو من يصرف له الضمان أو الأسر التي تنطبق عليها مواد قانون الضمان الإجتماعي في إستقرار معيشي وحياة كريمة مطمئنة دون اللجوء إلى ما هو غير مرغوب فيه في أي مجتمع.
الضمان الإجتماعي يعني شعور الاطمئنان لذلك الشخص الذي يعاني من عجز صحي أو بلغ سن الكهولة والشيخوخة أو تلك الأم في سن متقدمة قد ربت وأنجبت أبناء يعملون في خدمة الوطن والأب الذي سهر وعمل في سنوات خلت حينما كانت مصادر العيش ليست كما هي عليه الآن، ومن لم يكن قد عايش الماضي فيما قبل ١٩٧٠ لن يسعه فكره أبدا أن يقدر صعوبة الحياة حينها والفارق بينها وبين الوضع الراهن الآن .
الضمان معناه إكرام وتكريم وتقدير وإحترام لذلك الكهل وتلك الجدة وتلك الأم وذلك العاجز وتلك الأرملة وأؤلائك الأيتام .
الضمان هو شعور يغني تلك الفئات عن السؤال حتى ولو من الأبناء فيساور الجد والأب الذي كان قد عمل وإجتهد وربى أبناء له من أجل الوطن وهو بصحته ولم يمد يده للغير سائلا، أيضا له الحق أن تحفظ كرامة نفسه ويكون له مصدر دخل بسيط كالذي يصرف الآن للفرد ٨٠ ريال، لكي لا يلجأ للسؤال ولا ينتظر منة من أحد حتى ولو كانت من أبنائه ولو كان في وضعها بر لهم وحبا لهم وترابط إجتماعي أسري، لكن يبقى أن يكون مصدر الدخل الخاص به، وله وقع آخر في نفسه أقله أن وطنه يكافئه على عمله في خدمته وتربية أبناءه وهم الآن يعملون في مختلف الميادين من أجل الوطن ومن لم يكن له أبناء فقد عمل وأعطى وأصبح له الحق أن يمضي بقية حياته في كرامة وحب الوطن له ويثمن ما قدمه لوطنه.
إذن الضمان شعور يحق لكل فرد أن يشعر به، وينبغي أن يدرك من كل الجهات التي تعتني بذلك وأن يكون ميسراً، ولي أمنية أن يرفع ما يتقاضه الفرد من ٨٠ إلى مئة ريال على أقل تقدير مقارنة بما نجده من صعوبة الحياة وتوفير مستلزماتها.
التقاعد ضمان والتأمين الإجتماعي ضمان ولكن يبقى الضمان أمان وإطمئنان فهل ندرك ذلك ونركز أن من يستحق ذلك له الحق بالرعاية كونه مواطن وذلك يكفي.