قوات السلطان المسلحة (كما أراد لها جلالة القائد الراحل قابوس بن سعيد يد تبني ويد تحمل السلاح)
مسقط/العمانية
حظيت قوات السلطان المسلحة باهتمام خاص من قبل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- .
ومنذ انطلاقة مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادته ” رحمه الله ” واكبت قوات السلطان المسلحة كافة مراحل التطور والتقدم لتقوم بواجباتها النبيلة في حمل أمانة الدفاع عن الوطن والذود عن حياضه الطاهرة برًا وجوًا وبحرًا وحراسة لمكتسباته وحماية لمنجزات نهضته المباركة.
وكان جلالته -رحمة الله عليه- يؤكد في كل المناسبات على اهتمامه الخاص والراسخ على أهمية تطوير قوات السلطان المسلحة وتحديثها لترقى إلى
الجيوش الحديثة تدريبًا وتسليحًا فكان بعد التزود بالإيمان القوي بالله العزيز القدير، فإن هذه القوات تزودت بالعلم والتدريب والتسليح لتصبح كما أراد لها جلالته طيب الله ثراه، ومن أقوال جلالته في هذا الشأن، ” إننا نولي دائما اهتماما خاصا لبناء قواتنا المسلحة على أسس حديثة، وقد بذلنا في ذلك جهدا كبيرا إلى أن وصلت – والحمد لله – إلى مستوى يعتز به كل عماني، وإنه ليهمنا اليوم أن نؤكد عزمنا على القيام بجهود أكبر للارتفاع بهذا المستوى إلى مكانة رفيعة ومقدرة لا يستهان بها، وذلك بإعدادها وتسليحها وتطويرها كمًا وكيفًا بكل ما يمكنها من أداء واجبها الوطني المقدس بكفاءة أكثر. وإننا لنغتنم مناسبة احتفالنا بالعيد الوطني المجيد لنتوجه بالتحية والتهنئة إلى قواتنا المسلحة الباسلة بجميع قطاعاتها
وتشكيلاتها تعبيرا عن اعتزازنا وتقديرنا لاستعدادها المتميز، ويقظتها الكاملة للذود عن تراب الوطن، والسهر على أمنه بكل جدارة وإخلاص، كما نتوجه بالتحية والتهنئة إلى مختلف أجهزة الأمن لتفانيها في أداء واجبها الوطني النبيل بكل الحرص على خدمة المجتمع وتأمين راحته في كافة أرجاء البلاد .
كما كان جلالته رحمه الله يبني قوات السلطان المسلحة لتعزيز السلام في الداخل والخارج، [السلام هدف الدولة؛ ذلك مبدأ من المبادئ التي توجه سياستنا الداخلية والخارجية، وهو هدف إستراتيجي نعمل على تحقيقه واستمراره ضمانا للأمن والاستقرار، والنمو والازدهار].
وكان جلالته يؤكد اعتزازه بقوات السلطان المسلحة [إن اعتزازنا بقواتنا المسلحة وكافة أجهزة الأمن نابع من تقديرنا لدورهم العظيم في حماية منجزات النهضة المباركة، وصيانة مكتسبات الوطن. وإذ نؤكد دعمنا لها، وسعينا لتطويرها، فإننا نوجه إليها، من فوق هذا المنبر، وفي هذا اليوم الميمون الأغر، التحية والثناء العاطر، لإخلاصها وتفانيها في أداء المهام
المنوطة بها دائما .
وتعد قوات السلطان المسلحة أحد الشواهد العظيمة لمنجزات النهضة الحديثة بفضل الرؤية الحكيمة والنهج السامي لجلالة القائد الراحل -طيب الله ثراه- انطلاقا من دورها الجسيم الذي تضطلع به، وستبقى دائما متمسكة بالعهد تحمي تراب الوطن الغالي، وتذود عن مقدساته الطاهرة، حيث تخطو بثبات وفق منظومة متكاملة الأركان، تشمل جودة الأداء
والتدريب العالي، والتطوير الممنهج، والاقتناء المخطط وفق الحاجة للأسلحة والمعدات، وإنجاز المشاريع الوطنية الطموحة إلى جانب تأهيل
منتسبيها لتكون دائما وأبدا الداعم الرئيسي لجهود التنمية الشاملة في البلاد، والحامي العتيد لمنجزات نهضتها الشامخة.
وكما أراد لها جلالته -رحمه الله- فقد شكل الكادر البشري في قوات السلطان المسلحة موضع التقدير ومحل الاهتمام ومحط الرعاية من قبل جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- باعتبارهم الثروة الحقيقية والمكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العماني، وسلاح الجو السلطاني العماني، والبحرية السلطانية العمانية، إلى جانب الحرس السلطاني العماني، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.
وقد حرصت السلطنة على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، التي يؤدي الارتقاء بها في العدة والعتاد إلى ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت السلطنة خططًا لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية،
ومدفعية وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والزوارق المتطورة دعمًا
للدور الوطني الجسيم الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة، بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على أكمل وجه، إلى جانب خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العماني، الذي أصبح قادرًا على التعامل مع التقنية الحديثة بكل
حرفية وإتقان بفضل الرعاية والاهتمام اللذين أولاهما جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- لقوات جلالته الباسلة ومنتسبيها الأشاوس في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة .
وقد حقق الجيش السلطاني العماني على مدى أعوام مسيرة النهضة المباركة العديد من الإنجازات في التطوير والتحديث، وهو ما جعله محل اعتزاز وفخر، فقد زودت ألويته وتشكيلاته ووحداته بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتواكب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث، وتأهيل القوى البشرية علميا وفنيا، حيث تُجرى تدريبات
متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية لهذا السلاح العريق، ويتم باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الألوية والتشكيلات والوحدات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية، مثل ناقلات الجند المدرعة، وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي، والمدرعات،وسلاح الإشارة، ووسائط النقل، وورش الصيانة، فأصبحت هذه الألوية والتشكيلات منظومة
قتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النار والمناورة وخدماتها العملياتية والإدارية والفنية، كما شهدت قوات الفرق تطورًا كبيرًا في التنظيم، وبما زودت به من منشآت ومرافق خدمية ووسائل الاتصالات المتطورة، ويجري باستمرار اقتناء الأسلحة وفق خطط الجيش السلطاني العماني التي تمكنه
من الوفاء بمتطلباته العملياتية وواجباته الوطنية، والتكيف مع إستراتيجية بناء المنظومة العسكرية العمانية المتكاملة سواء من خلال إجراء التحديثات لنمط الوحدات وتطويرها أو من خلال استحداث تشكيلات متخصصة ومحترفة قادرة على الحفاظ على أمن الوطن الغالي وصون منجزات النهضة العمانية الحديثة .
كما شهد سلاح الجو السلطاني العماني خلال مسيرة النهضة العمانية الحديثة نقلة نوعية على كافة الأصعدة التي يُعنى بها السلاح ما جعله قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من طائرات ومقاتلات حديثة ومعدات متطورة وقوى بشرية مؤهلة قادرة على صون منجزات النهضة العمانية الشاملة وفق منهج مخطط مدروس.
وقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتنوعة منها المقاتلة وطائرات النقل اللوجستية، والطائرات العمودية، ومنظومة الدفاع الجوي، مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية.
كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية لنظمه، إلى جانب ما يملكه السلاح من القواعد الجوية المودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف، كما يتم باستمرار تحديث مرفقات السلاح من الأجهزة والمعدات ووسائل النقل
والقوى البشرية بما يضمن تحقيق الكفاءة والجاهزية العالية لتنفيذ مهام سلاح الجو السلطاني العماني وأدواره الوطنية في حفظ سماء عمان مصانة
عزيزة، وإسناد أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى في مختلف المهام والواجبات.
وتحقيقا للرؤية السامية لجلالة القائد الراحل للقوات المسلحة -طيب الله ثراه- التي جعلت من الإنسان هدفا للتنمية وركيزة أساسية من ركائزها، فقد عني السلاح بتأهيل منتسبيه فكريا وبدنيا من خلال الدورات المختلفة والتحفيز المستمر للارتقاء بقدراتهم وليكونوا قادرين على مواكبة الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الحديثة.
وتعد أكاديمية السلطان قابوس الجوية أحد أهم الصروح التدريبية بسلاح الجو السلطاني العماني، وقد حظيت هذه الأكاديمية بإعداد وتأهيل الضباط
والطيارين، والمساهمة في تأهيل منتسبي قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى.
كما شهدت البحرية السلطانية العمانية العديد من الإنجازات والتطوير، حيث تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية إستراتيجيا وأمنيا واقتصاديا من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحر الإقليمي العماني، و تضم أسطولًا مزودًا بالأجهزة والمعدات ذات قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية، والسفن الصاروخية السريعة، وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي)، التي تقوم بحماية الشواطئ العمانية، وتأمين مياهها الإقليمية والاقتصادية، ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) ، وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل السلطنة، وإسنادها للعمليات
الدفاعية، وحماية مصائد الثروة السمكية، ومهام الإسناد للعمليات البرمائية المشتركة وعمليات النقل البحري، فضلًا عن تمتع كوادرها بتأهيل عالٍ ليكونوا قادرين وبكفاءة على التعامل مع التحديات التي
تواجههم أثناء أداء مهامهم الوطنية.
واستمرارا لتحديث أسطول البحرية السلطانية العمانية، وبتوجيهات سامية من لدن جلالة السلطان المغفور له بإذن الله تعالى قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمة الله عليه- فقد تم خلال السنوات القليلة الماضية تزويد البحرية السلطانية العمانية بالعديد من السفن الحديثة ضمن مشروع (خريف) هي: (الشامخ، والرحماني، والراسخ)، وانضمام سفن ساحلية ضمن مشروع (الأفق) وهي: (السيب، وخصب، وشناص، وسدح)، كما انضمت سفينتا الدعم والإسناد (المبشر والناصر) ضمن مشروع (بحر عمان)، وتعد هذه السفن رافدا عملياتيا إضافيا لفعالية أسطول البحرية السلطانية العمانية.
كما تضم البحرية السلطانية العمانية بين جنبات منشآتها المتعددة غرفة معادلة الضغط التابعة لوحدة طب الأعماق والعلاج بالأكسجين، والتي تختص بعلاج آثار حوادث الغوص المتنوعة والأمراض المزمنة على
مستوى السلطنة، فضلًا عن الأدوار التنموية العديدة التي تسهم بها البحرية السلطانية العمانية.
وترفد أكاديمية السلطان قابوس البحرية الأسطول بالكوادر المدربة والمؤهلة من خلال عقد الدورات التدريبية والتأهيلية التخصصية العسكرية التي تستهدف صقل مهارات وقدرات المنتسبين، وتدريبهم في مختلف العلوم البحرية المتصلة بمهامهم الوظيفية وتطوير مهاراتهم وأداء أعمالهم بكل كفاءة واقتدار.
كما حظي الحرس السلطاني العماني كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن جلالة القائد الراحل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- ، حتى وصل إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية
والإدارية.
وقد أولى الحرس السلطاني العماني أهمية كبيرة لعمليات التأهيل والتدريب، حيث تم وضع خطط التدريب اللازمة بما يتماشى ومتطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها.
وتسعى كلية الحرس التقنية إلى رفد الحرس السلطاني العماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكوادر المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي،
فيما تزخر الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بالمواهب العمانية الشابة المدربة، ويضم الحرس فرقًا موسيقية عسكرية متكاملة أكدت حضورها في المناسبات العسكرية والوطنية والمشاركات الدولية، وتقدم خيالة الحرس السلطاني العماني عروضًا متنوعة في الفروسية وسباقات قفز الحواجز في مختلف المناسبات الوطنية والعسكرية ومراسم التخريج.
وتنفذ وحدات الحرس السلطاني العماني عددًا من التمارين التعبوية على مدار العام إضافة إلى المشاركة في مسابقات الرماية السنوية، كما يشارك الحرس السلطاني العماني في التمارين العسكرية المشتركة مع أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى، إلى جانب مشاركة فريق القفز الحر التابع للحرس السلطاني العماني في العديد من المحافل الإقليمية والعالمية.
وقد تم في مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- انشاء كلية الدفاع الوطني التي تم افتتاحها رسميا
في الحادي عشر من ديسمبر 2013م، وتعد مثالا للمرتكزات التي يستند عليها فكر النهضة المباركة منذ انطلاقتها في العام 1970م.
وتعد الكلية أعلى صرح أكاديمي إستراتيجي يُعنى بإعداد الكوادر الوطنية القادرة على دراسة الفكر الإستراتيجي والتخطيط على المستوى الوطني
والإقليمي والدولي في المجالات ذات العلاقة بالأمن والدفاع وصناعة القرارات الإستراتيجية، وتنمية القدرة على توحيد وتكامل وتنسيق الجهود
الوطنية في كافة المجالات في إطار وطني شامل.
وتسهم الكلية وبشكل كبير وإيجابي في تثبيت دعائم النجاحات والإنجازات التي حققتها قوات السلطان المسلحة والأجهزة العسكرية والأمنية المختلفة
بشكل خاص وبقية قطاعات الدولة بشكل عام في النهضة الشاملة التي شهدتها السلطنة، كما أنها تعمل على إرساء قواعد فكرية عسكرية ومدنية عمانية تعمل بنظام التوافق والتكامل من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا، وتوسيع دائرة المعرفة في المجال الإستراتيجي، وترسيخ الفهم العميق لمختلف القضايا المحلية والإقليمية والعالمية ذات العلاقة بالأمن والدفاع الوطني.
وتباشر الكلية رسالتها السامية في بناء الكوادر الوطنية، حيث يشارك في دورة الدفاع الوطني سنويًا عدد من كبار الضباط بأسلحة قوات السلطان
المسلحة، والحرس السلطاني العماني، وشرطة عمان السلطانية، وشؤون البلاط السلطاني، والأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى، بالإضافة إلى مشاركة عدد من كبار الموظفين من الوزارات والهيئات الحكومية المدنية.
وتهدف دورة الدفاع الوطني التي تمتد عامًا دراسيًا كاملًا إلى إعداد وتأهيل جيل من القادة وكبار المسؤولين من عسكريين ومدنيين، مسلحين
بالعلم والمعرفة المتخصصة بالمهارات الفعالة التي تمكنهم من تولي المناصب القيادية في المستوى الإستراتيجي، وتنمي في الوقت نفسه خبراتهم وقدراتهم الذاتية بأسلوب علمي يرتكز على الحوار الهادف والنقاش التفاعلي، وإعداد البحوث الفردية والجماعية وأوراق العمل، وتنفيذ التمارين ودراسة الحالات المحلية والإقليمية والدولية وفق برامج
دراسية ممنهجة معتمدة في ذلك على هيئة توجيه متخصصة ومحاضرين ذوي خبرات تخصصية وأكاديمية متنوعة.
كما تعد الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع أحد أسلحة الإسناد الرئيسية لقوات السلطان المسلحة، حيث تقوم بدور حيوي كبير من خلال توفير الدعم الفني والهندسي في التمارين العسكرية، وتوفير وإدامة الخدمات الضرورية مثل المياه والطاقة الكهربائية، وشبكات الصرف الصحي ومرافق البنية الأساسية في المعسكرات والقواعد والمنشآت العسكرية، إضافة إلى وضع التصاميم والإشراف على المشاريع الإنشائية وأعمال الصيانة، وصيانة البنى الأساسية والمرافق المختلفة، وتصميم وتنفيذ الطرق الداخلية في المعسكرات، وشق بعض الطرق في محافظات السلطنة
المختلفة، مساهمة من وزارة الدفاع في جهود التنمية الشاملة بالبلاد.
وتولي الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع الكثير من الاهتمام بالجانبين الأكاديمي والتدريبي، حيث تتعاون مع العديد من الجهات في البلاد بهدف تنسيق الجهود للارتقاء بالتعاون البحثي والفني في المجالات الهندسية، وعقد الدورات التخصصية والبرامج التدريبية في إطار خطط الارتقاء بمستويات جودة التدريب وتبادل المعارف والمهارات.
كما تم في مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- إنشاء الهيئة الوطنية للمساحة في شهر أكتوبر
من عام 1984م حيث تبوأت مكانة مرموقة كجهاز مركزي يضطلع بمهام إنتاج الخرائط العسكرية والمدنية، وعمليات التصوير الجوي في جميع
أرجاء السلطنة، ووضع معايير المسوحات الطوبوغرافية، وإدامة الأرشيف الوطني للمواد الجغرافية، وتوفير خرائط الطيران والمعلومات الجغرافية من خلال تشكيلة واسعة من معدات الطباعة والبرمجيات الحديثة لمراحل إنتاج الخرائط والتصوير ووسائل الإنتاج التخصصية والفنية المتطورة ونظمها المتناهية الدقة للمسح الفضائي وأجهزة الرسم التصويرية القياسية والتحليلية، بالإضافة إلى تدقيق ومراجعة جميع المعلومات
والبيانات الجغرافية وإخضاعها لإجراءات ضبط وتأكيد الجودة قبل توفيرها للمستخدمين أو تحميلها في قاعدة البيانات الوطنية.
كما تقوم الهيئة بدور كبير في مجال إدامة الشبكات المساحية وتوفير الإسناد الجغرافي والتدريب في مجال الرسم وإنتاج الخرائط، وقد تم إنشاء معهد علوم المساحة وإنتاج الخرائط بالهيئة والذي يمنح الدبلوم الوطني في المساحة ورسم الخرائط، ويستقطب المعهد موظفين من الدوائر العسكرية والمدنية المعنية بالمساحة وإنتاج الخرائط، كما يقوم بتنظيم دورات تخصصية في هذا المجال.
كما تعد الخدمات الطبية للقوات المسلحة بالجيش السلطاني العماني إحدى ثمرات مسيرة النهضة العمانية بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن
تيمور -رحمه الله عليه-، حيث تقوم بتقديم الخدمات العلاجية لمنتسبي قوات السلطان المسلحة وعائلاتهم، إلى جانب دورها الكبير في الإسناد الطبي وعمليات الإخلاء، وإسهاماتها التنموية الفاعلة في المجالات
الصحية، وتقديم خدمات الطبيب الطائر في الحالات الطارئة.
وقد تم تزويد المستشفى المرجعي لقوات السلطان المسلحــــة بنظام التصوير الإشعاعي الإلكتروني (Pacs)، وجهاز تفتيــــت الحصى المتطور، وافتتاح عيادة الشرايين، بالإضافة إلى العيادات والمراكز
والأقسام التخصصية السابقة التي يتم تحديثها وتطويرها باستمرار وبما يتواكب مع التقدم في الأجهزة والمعدات الطبية.
كما زودت وحدات وتشكيلات وقواعد ومعسكرات وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة بالمراكز الطبية والمستشفيات العسكرية مع تحديث مستمر ومتواصل لمرافقها وطواقمها الطبية ، والذي يعد إلى جانب مهامها دعمًا لكافة أوجه تطوير وتحديث الخدمات الصحية بالبلاد. وإلى جانب ما يتلقاه منتسبو قوات السلطان المسلحة وأسرهم من رعاية صحية في
السلطنة فإنه يتم تسيير رحلات العلاج للخارج، حيث تشكل لجان طبية لدراسة وتقييم الحالات المرضية التي تحتاج لهذا العلاج.
ومن ثمرات مسيرة النهضة المباركة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- كلية القيادة والأركان بقوات السلطان المسلحة ، حيث تمكنت من شقِّ طريقها كمؤسسةٍ عسكريةٍ أكاديميةٍ وأصبح لديها
سجلٌ حافلٌ بالكثير من الإنجازات، وتشهد الكلية تطورًا إيجابيًا ملحوظًا، وتتقدم بخطىً واثقةٍ نحو تحقيق أهدافها المرجوة، فهي تتميز بتنوع معارفها، حيث تتابع وترصد كلَّ ما يستجد في العلوم والمجالات العسكرية والقيادية، ليس فقط لإعداد ضباط قادرين على خوض معترك الواجب الوطني بوحداتهم التي يلتحقون بها بعد التخرج، بل أيضا لتنشئة جيلٍ من قادةِ المستقبل.
وتمنح الكلية درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، ومنذ افتتاحها في 11 ديسمبر 1988م، ترفد الكلية قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني والأجهزة الأمنية الأخرى بضباط مؤهلين في مجال
القيادة، ليتمكنوا من القيام بمهام ووظائف قيادية في المستقبل، كما تستقطب الكلية سنويًا عددًا من الضباط الدارسين من خارج السلطنة من الدول الشقيقة والصديقة لما تحظى به السلطنة من علاقات طيبة مع سائر الدول، والسمعة الطيبة والمستوى الراقي الذي وصل إليه هذا الصرح العلمي الشامخ.
كما تعد الكلية العسكرية التقنية كذلك إحدى ثمرات مسيرة النهضة المباركة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وهي منارة من منارات العلم التخصصية الحديثة لما تمتلكه من إمكانيات وقدرات عالية، حيث المناهج الأكاديمية المتقدمة والكفاءات التدريبية المؤهلة، علاوة على الحلقات التدريبية المتطورة والإدارة الأكاديمية الناجحة.
وتمنح الكلية مستويات تأهيلية متنوعة تصل إلى درجة البكالوريوس، لتسهم بذلك في استيعاب مخرجات التعليم العام بالسلطنة، إلى جانب تحقيق نسبة عالية في تعمين الوظائف الأكاديمية والمساندة في الكلية.
وتقوم الكلية العسكرية التقنية بتوفير برامج تدريبية أكاديمية بنوعيها النظري والعملي مبنية على دراسة الاحتياجات التدريبية الحديثة لقوات السلطان المسلحة لجميع التخصصات الفنية والهندسية المقررة ، وتشمل تخصصات: هندسة الطيران، والهندسة البحرية، والهندسة الميكانيكية والكهربائية، وهندسة الإنشاءات، وهندسة الإلكترونيات والاتصالات، كما
تعقد الكلية دورات فنية في التخصصات العسكرية ذات التقنية العالية، ودورات في التبريد والتكييف، بالإضافة إلى دورات التحكم والسيطرة والأجهزة الدقيقة والمعدات الطبية ودورات فنية أخرى .
كما تقوم الخدمات الاجتماعية العسكرية برئاسة أركان قوات السلطان المسلحة بتقديم الرعاية الاجتماعية لضباط وأفراد قوات السلطان المسلحة بهدف إدامة الاستقرار الاجتماعي لهم ولأسرهم من خلال تقديم قروض الإسكان والإشراف على المباني التي يتم بناؤها، إضافة إلى الخدمات والنواحي الاجتماعية الأخرى، وهي خدمات لا تقتصر أثناء تأدية الواجب
في الخدمة العسكرية فحسب، وإنما تمتد إلى ما بعد ذلك، حيث يتم تقديم خدمات اجتماعية عديدة لمنتسبي قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني في مرحلة ما بعد الخدمة كالعناية بفئة ذوي الإعاقة، حيث يتم العناية بهذه الفئة والعمل على تحقيق طموحاتهم، وذلك من خلال تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، والمتابعة المستمرة لأوضاعهم، وتلبية
احتياجاتهم المختلفة، وتنظيم العديد من البرامج والفعاليات والسباقات الخيرية والأيام التضامنية لهم، بالإضافة إلى تنظيم رحلات ترفيهية سنوية برعاية الخدمات الطبية للقوات المسلحة وبالتعاون مع أسلحة قوات السلطان المسلحة، لتوفير الإسناد اللازم، حيث يتاح من خلالها لذوي الإعاقه الاطلاع على الموروث الحضاري للبلاد، والتعرف على المناخ والطبيعة
المتنوعة التي تتمتع بها السلطنة، هذا إلى جانب تسيير رحلات لأداء العمرة.
ويعد التوجيه المعنوي مرآة وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة والناطق الرسمي باسمها، وهو يجسـد وظائف الإعلام العسكري المتمثلة في (الأخبار العسكرية، والتوعية والتثقيف بمختلف أنواعه وأشكاله، والتحصين المعنوي والنفسي، ودعم العمليات العسكرية)، ويضطلع التوجيه المعنوي بإدامة الروح المعنوية وإبراز الدور الوطني الكبير الذي تؤديه قوات السلطان المسلحة ومنتسبوها البواسل وما بلغته من مستويات عالية في جميع المجالات من خلال تنفيذ واجباته الإعلامية العسكرية المختلفة، والتغطية الإعلامية للأنشطة والفعاليات العسكرية والاجتماعية
والثقافية والرياضية في مختلف وسائل الإعلام، المقروءة، والمسموعة، والمرئية، والإلكترونية، ويضطلع بسلسلة من الإصدارات والمطبوعات
المتنوعة الهادفة إلى رفع المستوى الثقافي والمعرفي للضباط والأفراد، وإعداد الأعمال البرامجية التلفزيونية والإذاعية، وتقديم التقارير والبرامج
العسكرية بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، كما يقوم بإحياء المناسبات الدينية، هذا إلى جانب مهامه وواجباته التوجيهية والإرشادية
والتثقيفية، وإعداد وإصدار المفكرات السنوية الخاصة بقوات السلطان المسلحة، وتنظيم زيارات لمشاركة الضباط والأفراد الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى المباركين من خلال الزيارات الميدانية لهم في مواقع العمل، كما يقوم بزيارات للمرضى من منتسبي قوات السلطان المسلحة وأسرهم الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات العسكرية.
ويقوم التوجيه المعنوي بتسيير بعثة الحج العسكرية سنويا إلى الديار المقدسة للأفراد وضباط الصف من منتسبي قوات السلطان المسلحة والجهات العسكرية والأمنية الأخرى بمن فيهم المتقاعدون بتوجيهات من
السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- كما ينظم المسابقات المتنوعة، كالمسابقة الثقافية لوزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني.
ويقوم صندوق تقاعد وزارة الدفاع منذ إنشائه بتنشيط عملية استثمار الأموال الخاصة به تحقيقا للأهداف المرجوة، من تقديم الخدمات للمتقاعدين وأسر المتوفين من منتسبي وزارة الدفاع، حيث يتولى الصندوق تمويل نظام معاشات ومكافآت ما بعد الخدمة من خلال إستراتيجية استثمارية تعنى بانتقاء الاستثمارات المناسبة.
كما يسهم الصندوق في المشاركة في تأسيس شركات صناعية وخدمية وغيرها التي تسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، وتوظيف الأيدي العاملة العمانية، كما يقوم صندوق التقاعد أيضا بالاستثمار بسندات التنمية
الحكومية التي تطرحها الحكومة لتغطية برامجها التنموية، هذا فضلًا عن عمليات الإيداع لدى البنوك المحلية مما يوفر لها سيولة نقدية يتم إقراضها
للأفراد والمؤسسات من أجل تنشيط الحركة التجارية والعمرانية وغيرها في البلاد.
كما أنه يقوم باستثمار أمواله في المجالات العقارية لتنشيط الحركة العمرانية، بالإضافة إلى الاستثمار في الأوراق المالية عبر سوق مسقط للأوراق المالية.
وبمساهمة من صناديق تقاعد الأجهزة العسكرية والأمنية بالسلطنة كشركة مساهمة مغلقة يعد مصنع إنتاج ذخائر الأسلحة الخفيفة بولاية سمائل من
المشروعات الحيوية والأحدث من نوعه في المنطقة، حيث تم تجهيزه بأحدث تقنيات تصنيع الذخائر وفق أعلى معايير الجودة الدولية، ويهدف إلى توفير احتياجات قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية من الذخائر الخفيفة، وقد تم افتتاح المصنع رسميا في مايو 2018م بعد اكتمال كافة مرافق المصنع والأنظمة المرتبطة به ومعايير الجودة ومختبرات فحص الذخيرة وفق أحدث التقنيات والإجراءات المعمول بها في خطط الإنتاج .
كما يعد متحف قوات السلطان المسلحة إطلالة على تاريخ عمان العسكري عبر مراحله المختلفة ، متمثلًا في قلعة بيت الفلج التاريخية التي تم بناؤها في عهد السيد سعيد بن سلطان في عام 1845م، ويعد متحف قوات السلطان المسلحة المتحف العسكري الوحيد بالسلطنة والذي من خلاله يستطيع الزائر الاطلاع على التاريخ العماني العسكري منذ فترة عمان قبل الإسلام إلى عصر النهضة من خلال قاعات المتحف المتعددة وبما تحتويه من أسلحة وصور ووثائق تاريخية تنقل الزائر إلى تلك العصور ليشهد قصة الانتصارات والأحداث العسكرية التي تحكيها كل قاعة من قاعات
المتحف.
ويؤدي متحف قوات السلطان المسلحة منذ أن تم افتتاحه رسميًا تحت الرعاية السامية لجلالة القائد الراحل -رحمة الله عليه- في 11/12/1988م، بقلعة بيت الفلج دورًا كبيرًا في تجسيد تاريخ العسكرية
العمانية ودورها الحضاري المشرق، وإبراز إسهاماتها الكبيرة قديما وحديثا، حيث يضم المتحف أجنحة تؤرخ مسيرة قوات السلطان المسلحة وأدوارها الوطنية وأسلحتها التي استخدمتها في مراحلها المختلفة، ويسهم المتحف في إثراء الثقافة العسكرية العمانية، كما أصبح المتحف قبلة لزوار السلطنة من مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة، حيث يتيح الحصول على المعلومات بعدة لغات عالمية، بالإضافة إلى موقع إلكتروني على الشبكة الدولية (الإنترنت) والمطبوعات التعريفية.
كما أن من ثمرات مسيرة النهضة المباركة بقيادة السلطان الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- إنشاء مركز الأمن البحري الذي يُعنى بالحفاظ على أمن البيئة البحرية العمانية والتصدي لكافة المخاطر الأمنية البحرية التي تقع في البحر الإقليمي والمنطقة الاقتصادية الخالصة للسلطنة، ويقوم المركز باستلام كافة البلاغات عن المخاطر الأمنية البحرية كتلوث البيئة البحرية، وعمليات البحث والإنقاذ، وإعاقة طرق الملاحة البحرية، والتصدي للقرصنة البحرية، والتسلل والتهريب، ومختلف الأنشطة الأخرى ذات الصلة، حيث يقوم المركز بالتنسيق مع كافة الجهات العسكرية والأمنية والمدنية للتصدي لكافة النشاطات غير المشروعة.
وفي إطار التأهيل والتدريب ينفذ مركز الأمن البحري العديد من التمارين الأمنية البحرية بمشاركة أسلحة قوات السلطان المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى والجهات المعنية في هذا المجال من مختلف الدول، ويهدف إلى الاطلاع على مدى جاهزية واستجابة الجهات ذات الاختصاص في عمليات البحث والإنقاذ والإخلاء الطبي، وعمليات مكافحة التلوث الزيتي داخل البحر الإقليمي للسلطنة، ومكافحة التهديدات الأمنية البحرية.
وستبقى قوات السلطان المسلحة كما أراد لها جلالة القائد الراحل السلطان قابوس رحمه الله، وحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم
القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- مستمرة في عمليات التطوير والتحديث، وستظل دائما وأبدًا السياج المنيع للوطن العزيز، مسخرة جميع الوسائل والقدرات المادية والبشرية من أجل استمرارية التطوير والتأهيل لمنتسبيها، لتبقى فاعلة
وقادرة على حماية هذا الوطن الغالي في البر والجو والبحر، حاملة شرف أمانة الدفاع عنه ، وضمان استقراره، وحماية منجزاته، وصون مكتسباته،
وتحقيق الأمن والأمان للمواطن والمقيم.