2024
Adsense
مقالات صحفية

يعجز قلمي وتعجز الأقلام أن تصفك يا قابوس

سالم بن سيف بن سالم الصولي

 

إن مداد الأقلام وإن كثرت جفت بذكرك ياقابوس المجيد .
قابوس 23/ يوليو 1970م الى 10/ يناير 2020م في تمام الساعة الخامسة من صبيحة يوم السبت الحادي عشر من يناير 2020م صحوت على رسالة من أخ عزيز لي تقول يا سماء أبشري قابوس جاء أسعديه والتقيه بالدعاء إياك ألا تفعلي إياك ثلاثة وثلاثون عام وأنا أرددها مع رفات من الدموع الحارقة رددت عليه بقولي ما الحكاية أيها الأخ الكريم أجاب أي حكاية قلت له أرى دموع وقبل قليل أيضاً تلقيت رابط من ديوان البلاط (ينعي..) قام بإرسال الرابط ذاته فقد أكدت عليه نعم هل الخبر صحيح؟ أجاب نعم فكان أسوأ خبر بيومي هذا ثم بعدها قدموا الأولاد لتأكيد الخبر وأنا عيناي تذرف من الدمع والحزن يقبض قلبي فإنني أشرقت عيناي منذ نعومة أظافري على هذا الأسم فهو قابوس ، قابوس ليس رجل عادي يا أمة فحسب فقد خلق بلد وصنع شعب ووحده بكافة أعراقه وأطيافه المتعددة وغرس في نفوسهم حب الله وحب الوطن والناس والإعتماد على الذات والنفس وحذرهم من التكاسل والخمول .. فشقت نهضته طيب الله ثراه طريقها نحو البناء والتعمير وبدأ في العمل الجاد بإنشاء المنجزات الضخمة في البلاد .

▪︎ التعليم : ركز في بدايات الحكم على منظومة التعليم حيث قال سوف نعلم أبناءنا ولو تحت ظل الشجر فمنظومة التعليم كانت في مقدمة توجهاته وأولوياته وهذا مشهد من مشاهد التعليم المصغر إنَّ ما تحقق على امتداد العقود الخمسة من عُمر النهضة المباركة على أرض عُمان الغالية فهو إنجاز ضخم وقفت وراءه إرادة قوية من قائد ملهم بل معلم أنشأ المدراس في كافة أنحاء البلاد وبكافة مراحلها التعليمية واستقطب الخبرات التعليمية من الدول العربية ومن دول الجوار فعمل بكل إخلاص وتفانٍ من أجل المواطن العماني لينال حقوقة من وافر التعليم .

▪︎ المجال الصحي : وإذا ما تحدثنا عن المنظومة الصحية في السلطنة – فنقول عنها : أنها نالت اهتمام كبير ومتواصل وذلك منذ بداية النهضة المباركة ، فمجموعة كبيرة من المستشفيات والمراكز والمجمعات الصحية تم تشييدها في كافة المحافظات لتقدم الرعاية الطبية المتكاملة للمواطنين ومن يعيش على هذه الأرض الطيبة وأعطى إهتماما كبيرا بالقوى العاملة بالصحة باعتبارها العمود الفقري لتقديم الخدمات الصحية وإعداد خطة طويلة الأمد للنظرة المستقبلية للنظام الصحي لمواكبة التطور الطبي والتقني على مستوى العالم ، كما تم دعم وتطوير مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بإعتبارها المدخل الأساسي لتقديم كافة أوجه الرعاية الصحية للسكان و التخطيط السليم والمتواصل الذي تنتهجه وزارة الصحة من خلال خطط التنمية الصحية والتي تنفذها الوزارة تباعا كل خمس سنوات بدءً من عام 1976م أدى ذلك إلى دعم النظام الصحي من خلال توفير البرامج والخدمات الصحية التي ساهمت في رفع المستوى الصحي العام للسكان ويعتبر عام 2013م العام الثالث لتنفيذ الخطة الخمسية الثامنة للتنمية الصحية (2011م 2015م) والتي تعتبر استمراراً لأسلوب جديد في التخطيط الذي تتبعه وزارة الصحة منذ الخطة الخمسية السابعة وهي منهجية جيدة للتخطيط الاستراتيجي السليم الأمر الذي أدى إلى توفير الرؤية الواضحة والتوجه السليم . ومن أجل تحديد ومعالجة المشكلات والاحتياجات ذات الأولوية وضعت تلك الخطة باعتبارها التوجهات الخليجية والإقليمية والدولية والتزامات السلطنة إزاءها وكذلك إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية(عام 2000م) الذي صادقـت السلطنة عليه والسلطنة هي سباقة لمثل هذه الأتفاقيات التي تصدر من المنظمات الدولية والأمم المتحدة هي المعني بتحقـيق الأهداف المرجوة من هذه الأتفاقيات .

▪︎ الحب الداخلي بين أطياف المجتمع المحلي لا يوصف
إذ تشهد سلطنة عمان منظومة لا مثيل لها من الحب والسلام والتعايش والتسامح السائد بين كل أطياف المجتمع العماني رغم التعدد في المذاهب وبذلك كونتُ انطباعًا جميلاً وملفت للنظر بل يغبطنا عليه الجوار وذلك لكل من يزور السلطنة أو الذين على أرضها من المقيمين إن المجتمع العماني من خلال المواد المختلفة التي يتداولها الناس عنه ومن خلال أمور أخرى كالسؤال العريض الذي طالما تكرر في ذهني وفي أذهان الكل عن الود السائد بين أطياف هذا المجتمع هذا يدل على التوجيه السليم من قبل قائد حكيم بل أب ومعلم ألا وهو السلطان الراحل طيب الله ثراه وذلك من خلال خطاباته أثناء الأعياد والجولات التفقدية والألتقاء بالمشايخ والرشداء والمواطنين .

▪︎ الإرهاب المحلي والإقليمي والعالمي – حيال هذا الأمر تعد السلطنة خالية منه تماماً ، إذ لامكانة للإرهاب والتطرف بين أفراد الشعب العماني ولله الحمد ولا يعرفه أحد في السلطنة بشكل عام ولذلك يخشى الإرهاب الاقتراب من أعتاب أبواب سلطنة عمان لأن لا مكان له والتقارير تثبت وتفيد بل تؤكد باستمرار على أنَّ سلطنة عمان تأتي دائمًا في مؤخرة قائمة دول الشرق الأوسط فقد أظهر التقرير الأخير مثلاً عن ترتيب مؤشر الإرهاب الدولي لعام ( 2014م) أن سلطنة عمان جاءت في ذيل القائمة كعادتها المشرّفة وبدرجة بلغت صفر انظروا إلى هذين المثالين اللذين تم اختيارهم وبكل عناية المثال الأول الصور الكثيرة والجميلة المتداولة الملتقطة من مساجد عُمان والتي تُظهر صلاتهم جميعاً باختلاف مذاهبهم خلف إمام واحد في عدّة مساجد فمنهم من يظهرمسبلاً يديه أثناء تأدية الصلاة المكتوبة ومنهم من يضع يده اليمنى على اليسرى ومنهم من يضع حجرًة معينة في موضع السجود إلى آخرتلك الأمثلة الأختلافية بين المذاهب في سلطنة عمان والأجمل في ذلك هو التعايش السليم والتسامح المطلق .

▪︎ رؤية مستقبلية واستراتيجية شاملة ومتكاملة لبناء حاضر وزاهر ومستقبل واعد للسلطنة إن سلطنة عمان هي دولة سلام ودولة محبة بل بؤرة لحل الخلاف وتسليم الأسرى كما تسعى السلطنة دائما وتعمل من أجل تحقيقه ولا تتردد في بذل كل ما يمكنها من أجل هذه الغاية النبيلة المشرقة التي تتطلع إليها كافة شعوب المنطقة والعالم بأسره إن سياسات السلطنة ومواقفها تتسم دائمآ بالوضوح والشفافية والصراحة في كل تعاملاتها مع مختلف المواقف والتطورات وفي كل الأحوال وحتى في أصعب الظروف .. وفي موقف آخر قال عليه رحمات الله تعالى نازلة – أريد أن أرى خارطة عمان وككلها صديقة لنا في الحقيقة هذه خاطرة فقط وددت ذكرها وليس وصف فهذا الرجل العظيم لا تستطيع الأقلام أن تصفة ولا المداد أن تكتب أعمالة وأفعالة .

في نهاية الأمر نسال الله أن يتغمد الأب الكبير جلالة السلطان بواسع المغفرة والقبول والرضوان وأن يبدله داراً خيراً من داره ويجيره من عذاب النار ويدخله الفردوس الأعلى من الجنان .

ويوفق الله ولي أمرنا مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم ويهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على أداء هذه الأمانة .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights