أحمد بن حمود الغافري
قال تعالى ” كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ” صدق الله العظيم
الموت سنة الله في خلقه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهي الحقيقة التي لا مفر منها والنهاية الطبيعية لدورة حياة الإنسان ،، إنه أمر الخالق عز وجل وإرادته سبحانه وتعالى ونحن مؤمنين بقضاءه وقدره ولا نملك إلا الرضا به ، فيأتينا القدر فجأة ليقول كلمته ويفرضها علينا فلا يميز أحداً ولا يستثني أحداً ولا يتراجع عن ما جاء به من حق ، أتى ليأخذ معه أعز الرجال وأنقاهم ويترك لنا الذكريات نستعيدها كل حين ولحظة ، إنها الحياة الفانية التي نفارق فيها الأحبة والرجال الأوفياء ، وكان فجر السبت ١١\١\٢٠٢٠م فجرا موغلا في وحشته عندما جاء بيان ديوان البلاط السلطاني ينعي أعز الرجال وأنقاهم وترجل الفارس عن صهوة جواده ، وأي فارس ترجل إنه قابوس الحكمة قابوس السلام ترجل عن صهوة عمان ، فجعنا بالخبر ولم نصدق ما سمعنا ومن شدة صدمة الخبر ساد الصمت وقلوبنا ترتجف وانهالت الأعين بالدموع وهي تنظر لشاشة التلفاز وتقرأ النعي الصادر من الجهة الرسمية ، هكذا ترجل قابوس طيب الله ثراه بعد أن أمضى عمره وأفناه في خدمة عمان وشعبها والنهوض بهما ، فكان سلطانا كريما حكيما وللسلام قائداً وللعلم رائداً وللحكمة نبراساً كبرنا به وكبرنا معه وطاول باسم عمان العلا ونأى بنا عن صغار العقول وأسس نهضة السبعين بحكم رشيد فعشنا في أمن وأمان ورخاء ، ونأى بعمان لبر الأمان في زمن مضطرب انتشرت فيه الفتن وكثر فيه التخاصم والتناحر والحروب ، واهتم ببناء عمان في شتى المجالات لتواكب العصر وتصبح في مصاف الدول المتقدمة وجعل نهضتها وتحقيق التنمية والرفاهية والسعادة للإنسان العماني أهم المرتكزات الأساسية وشغله الشاغل داخليا ، أما خارجيا فاتسمت السياسة العمانية بإقامة علاقات صداقة مع العالم وتعزيز التعاون والعلاقات الحسنة المتكافئة ومبدأ سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام القوانين والمواثيق والأعراف الدولية وهذه هي المدرسة القابوسية منبع السلام ونبراس الحكمة ، فتجد الإنسان العماني أين ما حل وارتحل مرحباً به لدى الجميع.
فسلام الله عليك يا قابوس قدر ما أحببت عمان وشعبها
وسلام عليك قدر ما أحببناك
وسلام عليك قدر ما افتقدناك
وسلام عليك قدر ما بكيناك
وسلام عليك في كل ليل ونهار
وسلام عليك ما شع نور الدجى
وسلام عليك ما طار طير في السماء
وسلام عليك في كل حين يا شبيهاً للبدر في التمام
فلك الحنين ودعوات السنين والسلام وطبت برياض الجنة وطاب بك المقام..رحمكم الله يا مولاي وطيب الله ثراكم…
مجددين العهد والولاء والسمع والطاعة لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه وماضون خلفك لا شقاق ولا فتن
أدامك الله وأعزك ونصرك يا مولاي وحفظكم لعمان وشعبها الوفي قائدا وسلطانا وحفظ عمان آمنة مطمئنة ودامت حرة أبية شامخة رايتها عالية خفاقة.
