قريتي
يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
قريتي هي مهدي وهي التي حضنتني بين جنباتها، فلا أُنكر لها معروفاً أودعتهُ بداخلي تشربت بها، وتخلقت بأخلاقها، وتعلمت وعاصرت من عاش عليها، فهي تجمعنا أنا وأهلي وجيراني كأسرة واحدة كلنا نغار عليها لا يهدى لنا بال عندما تتأثر قريتي بنزغاتٍ شبابية قد يجوز أحياناً أن يُعكرون سمعتها وأيضاً تصاريف الزمان قد تُلاحقها كالجفاف وغيرها من نزغاتٍ أخرى .
نحن والجيران ومن عاش عليها نسعدُ بسعدها وهي تسعدُ بِسعدنا، يحل ظلامٌ دامس كقطع من الليل المظلم عندما تفقد احد من أبنائها ولكنها بأركانها تؤمن ان القدر خيره وشره من الله ولا بد من والد ومولود وفاقد ومفقود.
تتباشر قريتي عندما يولد من بين من تحتضنهم مولود، فهي تُرفرف فرحا تُبارك لهم وتدعي بالبركات، وبأن يدوم عليهم الصحة والعافية.
لذلك تحضن الجميع يالها من قرية قلبها حنون تفتح عينها بشبابها وشاباتها تحضنهم إلى صدرها تسهر عليهم، وتمدهم بحرارتة تشبه الام الحنونة التي تسهر وتتالم بألم أبنائها.
قريتي لو غبت عنها تفقدني قبل أن أفقدها،رُبما نغيب لطلب الدراسة، والسعي لكسب الرزق، ولكن تبقى في وجداننا لا يخالجنا اي شكٍ إن مَثلنآ بِها كالام ،فعقدُ لا يَزالُ مثلما كان حيث انها تحضننا جميعاً فيالها من قلب واسع.
ان حل بها الليل سكنت بسكن أهلها لا تسمع لها ضجيج ،جوها يتميز بالهواء البارد فالصيف والحار في الشتاء وميزتها الأخلاق وهي بالأخلاق تمدُ أبنائها وقد يأتي أحياناً أن يُضرب بها المثل بين الناس فلان لست رابيا في القريةِ الفلانية وكذلك يضرب المثل بمجالسها ومن تلك الأمثال (ما مجلس القرية الفلانية).
كذلك تتمتع بالكرم وبالأخلاق فترى الضيف عندما يأتي يخرج منها مسرورا تعلوه الابتسامة والفرح والحبور وترى أصدقاء في تلك القرية حتى يكادُ أن لا يقاطعها فتكون زياراته لها متكررة.
لو أتينا ووضعنا كلالة من الورود وجميع عطور الدنيا ومن ذهب الأرض لن نوفي بما تضمه من حبٍ وحنان لقريتنا، فالف سلام والف تحية لك ياقريتي الغالية.