في رحاب ثقبة رجب
بقلم : راشد بن حميد الرشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية من مجلس المفاتيح العامر إلى مجلس الشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي إلى ثقبة رجب التي جاورت مسجد رجب بقربها له وتسميتها بإسم من أسس المسجد لتكون شاهدة على مرور قناديل العلم فوق ثراها وفلج بومنين يتدفق ماراً بها سالكاً طريقه نحو البساتين ليروي عطش النخيل الباسقات …….
بين تلك الأماكن كانت التساؤلات تتراءى في مخيلتي وأنا أستجمع كلمات ومقالات الشيخ حمود بن سالم السيابي من مسقط وهامبورغ ومدن العالم التي طاف بها الشيخ الجليل وكذلك عادت بي الذكريات إلى ذلك الزمن الجميل بحكاياته ومقالاته وأطروحاته وتحقيقاته التي واكبت حقبة ذهبية من عصر النهضة المباركة وشيخنا الاستاذ السيابي يسيل قلمه وهو يكتب عن أمجاد عمان وأفعال قائدها ووفاء شعبها من خلال ترأسه تحرير جريدة عمان للأنباء والنشر والأعلان وكنت وقتها مراسلاً فتياً للجريدة بنيابة سناو ومن أجمل لحظات ذلك المشهد مشاركتي في احتفالات ولايتي بالمقدم السامي لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله لولاية المضيبي في عام ١٩٩٨م .
بالأمس عاد بي الزمن لألتقي لسويعةٍ واحدةٍ بأديب أريب حمل ساحات الوصف فأغدقها كرماً منه عندما زار شيخنا الصوافي بالأمس الخميس ووافق تاريخ زيارته زيارتهِ الشيخ قبل عام بنفس التاريخ الميلادي فكتب كلماتِ ترجمةِ محبته لشيخنا الجليل ووفائه له .
كنت أنظر إلى الشيخ حمود السيابي وهو يبتسم منذ وصوله لمجلسنا العامر ويتبادل تحايا السلام مع ضيوف المكان بشخصيته المحبة للخير فاقتربت منه أكثر كأن لم أشاهده من قبل .
عرفت من كلامه محبته لبلدي سناو ووفائه لمشايخها خاصة لخالي الشيخ القاضي حمود بن عبدالله الراشدي وللشيخ حمود بن حميد الصوافي حفظهما الله وقربهما من والده رحمه الله الشيخ سالم بن حمود السيابي تلك القمم السامقة .
علمت بأن ذلك الفيض المحب سيخرج محبرته في هذه الليلة ليسكب درر كلامه ….
حتى إذا انشق فجر الجمعة المباركة تناثرت جواهر الكلام لآليء حملتها رياح الهواتف الذكية لتصل إلى مرافيء الجميع فيتشدقون بعذب كلماتها التي خرجت من نفسٍ زكيةٍ محبةٍ شرِبت من منابر العلم والنور لتخرج تلكم الكلمات عذبةً نديةً يتذوقها القاريء الكريم ويبحر في معانيها سنين من عاشوا لأجل الله وعباده ،،،،ورجالاً بنوا أمتهم وأوطانهم فأصبحوا قناديل تنير طريق أجيالٍ ستحمي الأوطان وتذود عنها برايات العلم والمعرفة .
من خلال تلك المشاهد السريعة قرأت سيرة الشيخ السيابي ونبله ودماثة خلقه وسمو منزلته في أدبه الجم وأفعاله الخيرة لترتقي النفس المحبة لبواطن الأنفس الزكية إلى الإئتلاف والإلتقاء في محبة الله وعلى نهج نبيً كريم صلى الله عليه وسلم .
وها هي سناو تودع ذلك الشيخ الجليل وقد أنتصف الوقت بعد العاشرة ليلاً وأضحى الليل يلملم ما تبقى منه من سويعات لتشرق شمس الجمعة بأغلى الكلمات والدرر البهية والتي كان عنوانها ……
( من سبلة المغدر إلى “وقبة” فلج “بومنَّينْ” والمشي في منطقة انعدام الجاذبية )
تركتنا ولا زلنا معك يا شيخنا نمشي في منطقة إنعدام الجاذبية فلمثلكم كذلك تنعدم الجاذبية بقربهم فعسى أن يكون القلم قد وفى حقكم من جاذبية المكان والزمان ؟؟؟؟
وإلى موعدٍ آخر تتشرف فيه سناو بزيارتكم وزيارة الخيرون أمثالكم لها ولمثلكم تكتب الأشعار وتنسج الكلمات .
# سناو ……………
21 ديسمبر. 2019م