الطيران العماني والسياحة نبضٌ واحد
يوسف بن راشد البادي
لابدّ أن تكون هناك انطلاقة من بدايةٍ ما، إلا أنّ الخارطة كانت تُرسم على طريقة الترميم والتوثيق والتخطيط، والآن لابد أن تتضح معالم الأشياء بمسمياتها وتفاصيل مكنونها الثمين وعمقها التاريخي.
ففي نهاية الخمسينات من القرن الماضي، كانت هناك أول الترتيبات المتعلقة بالطيران المدني ورحلاته المرتبطة ارتباطاً مباشراً بما يتناسب مع بزوغ عصرٍ جديدٍ لاستكشاف واستخراج كمياتٍ للنفط أنبتت الجنان والأنهار خيراً بروحٍ عصريةٍ تتوالى الأجيال حنكة باستغلاله الاستغلال الأمثل. والآن استبانت وبانت لهذا القطاع الخصخصة في تسمياته ومهامه المحددة؛ ليس إلا تحقيقاً لمطلب سعت وما زالت المؤسسات الحكومية تدعم ذلك ألا وهو الاستقلالية لشركة الطيران العماني للعمل في قالبٍ واحد والتركيز على تحقيق الأرباح.
ولا ينبغي إلا أن نقول أن المرحلة التعليمية الأولى هي أول انطلاقةٍ حقيقية، ولنا أن نعزز في مقالنا هذا الدور الثمين التي تقوم به وزارة التربية والتعليم وتحديثاً لها من خلال طباعتها النسخة الأولى 2019م، لكتاب الدراسات الاجتماعية “هذا وطني” في السيرة الحضارية لعُمان -الصف الحادي عشر- والذي يضم عدة محاور منها الاقتصاد العماني ومساهمة الأنشطة الغير النفطية ومنها القطاع السياحي ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. ومن خلال التتبع السريع لأهم المحتويات نجد أن هناك صياغة لخارطةٍ سياحية من خلال عدة مكوناتٍ حضارية وعناصر أصالة أثرية، صورها تنتقل بين المتاحف والحصون والقلاع، والكهوف والصخور والجبال، والجزر والسهول، والمحميات والمنتجعات والمراكز.
ووضوح هذه الخارطة بصورةشفافة لابدّ أن تتلخص من خلال القراءة العددية لزيارات السلطنة، فالبعض وإنما الكثير من المؤسسات الحكومية وكذلك الخاصة ممن يضعون تقنية الذكاء الاصطناعي نصب أعينهم، ليس لأنها خيارٌ صالحٌ للنقاش فيه من جهة الاختيار، وإنما لأنه ضرورة ملحة للبقاء على أرضٍ خصبةٍ وذلك من ناحية الحصر ومن ناحية تحقيق القراءة الربحية. و لتحقيق القفزة الكبيرة من خلال التقنيات الحديثة هناك أيضاً أمر آخر يلزمنا وهو الأهم ألا وهو الشخصية العمانية روحاً وجسداً والتي تستبق كل الحلول والمقترحات، وأما الروح الأجنبية فيتطلب منا الكثير لغرس عدة مفاهيم منها الثقافية والتاريخية والاجتماعية، ولربما نحتاج لتهجينها من الصغر حتى تكون النتيجة “العلمُ في الصغر كالنّقشِ في الحجر”. أما عن استغلال هذه الإرادة والعزيمة الوطنية فهي المطلب الأسمى في التكاملية، فهو ابنٌ لقرية يعلم مداخلها ومخارجها وتلك إضافة تُسهل لعمليات أمنية، ودمج ثقافة سياحية واجتماعيه وأسرية، واستدامة ما كانت عليه الحياة الأصيلة بروحٍ عصرية، حيثُ أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الترجمات التي تحث للعودة إلى تلك الصفحات التي تتشوق لها القلوب حنيناً وشوقاً.
فهلاّ نرى هذه الخارطة الموحدة في كل مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا بالسلطنة! ولتكن بين أيدي المسافرين كخدماتٍ مجانية تقدم من خلال شركة الطيران العماني والشركات أخرى ذات الاختصاص! ولنحصل على ذات الخارطة من قبل المراكز والمؤسسات الخاصة المعتمدة من قبل وزارة السياحة. إذاً هناك خارِطة سياحية يسوّق لها، وهناك أرقام تحصر وقوانين وتشريعات تصان وتهيئ المسار لمرحلة عبورٍ لنصل بالسياحة ظهوراً للعلن، هكذا تماشياً لمختلف الآراء والتلميحات العلنية الواضحة في عدة محافلٍ ولقاءات إذاعية بأن السياحة لم تُظهر للعلن ولم تطفؤ على السطح بعد.