قيس الخزيري
صاغ الشيخ كتابه بذكر ديباجة قدّم فيها قبل ذكره القصيدة امتازت بحسن الصّياغة والمفردات العميقة والمحسّنات اللفظيّة التّي جعلت المقدّمة النثريّة ثرية بمفردها، ونجد أن الشيخ تعامل مع المخالف له في الرأي بالحسن حيث وصف المؤلِف أنْه الحافظ الماهر المحدِّث المفسِّر المتفنن الشّهير وذكر عن المؤلَف بأنّه كتاب حافل وبمراشد الموقّع كافل وأنّه بغية المُحصّلين، ومنية الواصلين.
إلا أنّ الشبهات التي ذكرها صاحب إعلام الموقّعين في كتابه غيرت محاسنه وشانت أحاسنه كما قال عنها المؤلِف، ويقول كذلك:( فالعالم ولو تجسّد علمًا، وتقيّل فهمًا، فما لم تأخذ الهداية بركابه ويسوقه التوفيق إلى رحابه، فإلى الضّلالة مغداه، وإليها رواحه ومسراه).
يقول المؤلِف مُشجعًا لمطالعة كتاب إعلام الموقِّعين:-
طَالِعْ لإِعلامِ المُوقّع وارْتعنْ
بِرياضهِ واشربْ نميرًا وانهَلِ.
ومع هذا فقد بين الكتاب الكثير من الأمور التّي حادت عن الجادة وسطّر فيها الشيخ المؤلِف الصواب وبين فيها مخالفة الحق ومن القضايا التي ناقشها قضية وصف الله بمخلوقاته ونزهه من التشبيه والحلول والنّزول والجلوس على الكرسي.
ومن القضايا كذلك رؤية الباري والخلود في النّار وغيرها.
وأعجبني الشيخ كيف يلتمس العذر لصاحب كتاب إعلام الموقعين فيقول:-
لا غَروَ أنْ يكبُو جوادُ مؤلِّفٍ
إنَّ الكمالَ لذِي الكمَالِ الأكْمَلِ.
أشكر الشيخ يحيى بن سفيان الراشدي مُراجع هذا الكتاب على هذا الكتاب القيّم، وجزاه الله خيرا وجعله في ميزان حسناته.
١٧ ربيع الأول ١٤٤١هجريا،
١٤ نوفمبر ٢٠١٩م.