أنا سأموت…
حمد بن سيف الحمراشدي
كانت قد تفرغت لأجل حياة جميلة وهادئة جعلت من بيتها حلما وحينما تحقق مع من كان لها نصيبا لمشاركتها الحياة أستعادت الحلم وأخذت تضع كل اللمسات الجميلة بالبيت الهادئ الجميل .
الطفل الصغير الذي أنار بوجوده كل أركان المنزل وأصبح كل حلمها وكل أهتمامها وكل نبض في كل ركن من ذلك البيت الهادئ الجميل .
كل شي في مكانه وكل شي يحظ بتركيز كبير منها ولابد أن يكون كل شي في مكانه فور الإنتهاء من الإستخدام الطفل كان معها وهو أبن ثلاث سنوات يركز بذكاء لما تقوم به أمه وبدأ معها ليساعد في حمل أشياءه الصغيرة ويحتفظ بألعابه في دولاب وشي من كراسات الرسم وحين ينتهي كان عليه أن يعيدها في مكانها كما تفعل أمه في كل مكونات المنزل .
دوما تقول يا صغيري علينا أن نترك كل شي في مكانه.
معها صغيرها في المطبخ في الحوش وفي الممرات وغرفة نومه كأنها غرفة رجل عاش دهرا .
أنت رجل يا أبني والرجل عليه أن يتعلم كل شي ..
ومضت الأيام والصغير الطفل الذكي الجميل يملاء البيت الهادئ الأنيق المنظم الذي أشتهر بين الجيران أنه البيت الأنيق ..
وكان يوما والأم ذات الحلم الجميل وهي تهتم بتنفيذ كل ما رأته في حلمها قبل الزواج في أن ترى زوجها مثالي في الملبس والنظام والبيت والأطفال وكل شي .
كان يوم وهي تعد الغداء لأسرتها المكونة منها وزوجها المثالي والطفل الذي أخذ كل شي من والده وأمه وملاء البيت ضياء .
كان يومها وهي تعد وجبة الغداء جاء الطفل الحبيب ليفاجئ أمه ويقول لها ..
أمي أنا سأموت خلاص خلصت اليوم سأموت .
فضحكت الأم وأبتسمت قليلا فيهي دوما معه وهو دوما معها في حديث مستمر ومواقف لا تنقطع .
شعرت الأم أن لحن النطق الذي تحدث به الطفل والعبارة التي نطقها تختلف عن ما سبق
فكرت طويلا وعادة لاستكمال إعداد الغداء، واعتبره حديث عابر لطفل ظهر ذكاؤه جليا.
وخرج عنها وعلى مقربة من سريره وجدت طفلها الغالي قد توفي، واذا بها وزوجها ينهار كل منهما ولم يعد أي منهما أن يقوى على الوقوف .
انتهى كل شي وضاع النور
وعاد البيت مظلما وتذكرت عبارته التي قالها وعادت تبكي من جديد.
نعم يا زوجي العزيز أخبرني أنه سيموت وأنه
خلاص خلص وسيكون
فمات …
زوجها الجميل الأنيق
لعله شفيع لنا يوم القيامة أختاره الله ليرفعه إلى جناته …..
ونجعل رحيله لله
…
القصة مقتبسة من الواقع